[c]عندما تذهب الأم للعمل، أو لقضاء بعض لوازم المنزل، توجه نصائحها، وربما تكون أوامر، أعدي الفطور لأخوتك، رتبي المنزل، راقبي أخواتك الصغار، بالإضافة إلى قائمة أخرى من الأوامر، ولا تفكر الأم أن توجه ولو أمرًا واحدًا لطفلها الولد.[/c]
[c]تظل الأم هكذا، ويكبر الولد ومعه هذا الفهم الخاطئ بأنه غير مسئول عن أي شيء، سواء داخل المنزل أو خارجه، وتبدأ معاناة الأم بعد ذلك، ولا يفيد في ذلك الوقت النصح والإرشاد، فقد فات الأوان، "فمن شب على شيء شاب عليه".[/c]
[c]ـ الأمهات: أخطأنا من البداية؛ لعدم جعل أولادنا يعتمدون على أنفسهم، ويشاركون أخواتهم البنات في عمل المنزل.[/c]
[c]ـ الزوجات: تدليل الولد في مرحلة الطفولة جعله زوجا غير قادر على تحمل مسئولية البيت والأولاد.[/c]
[c]نمـاذج مثـالية[/c]
[c].س - 25 سنة مطلقة من سنتين - تقول: إن أحد الأسباب الأساسية للطلاق، كانت عدم قدرة زوجي على الاعتماد على نفسه في أي شيء، فكل صغيرة وكبيرة في حياتنا، كان يرجع فيها إلى أمه، حتى يعرف كيف يفكر فيها، وباستمرار تدخل الأهل تأتي المشاكل التي لا يتحملها البيت.[/c]
[c]تشكو ع.أ - موظفة بإحدى الشركات - من ابنها البالغ من العمر 25 عاما، الذي دللته كثيرًا في صغره، وكانت تلبي له كل طلباته، ولم تعوده الاعتماد على نفسه، حتى اعتاد على ذلك، وليست لديه رغبة في العمل، رغم وجود الفرص المناسبة التي عرضت عليه، إلا أنه رفضها جميعا، وأنا الآن وصلت إلى سن أحتاج فيه إلى الراحة، والرعاية، والمساعدة حيث لم أعد قادرة على القيام بكل شيء، ومع ذلك فهو لا يحضر كوب ماء لنفسه، وأنا في شدة الأسف؛ لأنني لم أعوده على العمل، والاعتماد على نفسه، فهذه هي النتيجة.[/c]
[c]ولكن على الرغم من ذلك هناك نماذج مثالية لأزواج يساعدون زوجاتهم في أعمال المنزل، والأولاد يقومون بعمل المنزل كله، مثل هذه الأسرة التي تعمل فيها الأم، حتى وقت متأخر، ولديها أربعة أبناء ذكور، فعودت كل واحد منهم على القيام بعمل ما داخل البيت، فمنهم من يقوم بتنظيف المنزل، وآخر يعد الطعام، وثالث يغسل الأطباق، حتى ينتهوا من عمل المنزل كله، ومع ذلك فهم شباب متفوقون في أعمالهم ودراستهم، فهل يوجد في المجتمع مثل هذه الأسرة؟.[/c]
[c]منــع التمييز[/c]
[c]وقد حذر الإسلام من التمييز بين الذكر والأنثى تحذيرًا شديدًا، وهذا خطأ في التربية فعندما نفرق في المعاملة بين الذكر والأنثى، ونفضل الذكر نزرع داخله الأنانية، وحب الذات، والأثرة، وكلما نضج ولم يكلف بشيء ينشأ إنسانا هشّا غير قادر على تحمل المسئولية، ولأن الحياة تجارب ومحن، فهو لن يستطيع التعامل معها، ولن يحسن التصرف فيها.[/c]
[c]ومن الخطأ أن نلقي العبء كله على الأنثى داخل المنزل، لكن لابد من توزيع الأدوار، فهناك واجب على كل فرد داخل الأسرة.[/c]
[c]فهناك ما يقضى عن طريق الأب، وما يقضى عن طريق الأم، وما يقضى عن طريق الأبناء.[/c]
[c]والإسلام فضل الرجل على المرأة بدرجة واحدة، وهي د رجة القوامة، وللأسف هناك من الرجال من لا يحسن القوامة.[/c]
[c]والبيت سفينة تحتاج إلى قائد يتخذ القرار المناسب في الوقت المناسب، ويكون مسئولا عن أسرته أمام الله، وأمام الناس، وأمام القانون، فهذه الأسرة هي التي تخرج للوطن فلذات أكبادها، حتى يكونوا لبنات صالحة تمثل سواعد بناء، أو عكس ذلك، فيكونوا معاول هدم للمجتمع[/c]
[c]ويجب ألا نفرق بين الأبناء في المعاملة والعطاء في كل شيء، حتى في القبل، كي لا يشعروا بالغيرة، ويوغر ذلك صدور بعضهم تجاه والديهم أو أخواتهم، فيحدث لديهم رد فعل عكسي.[/c]
[c]إن كلا من الرجل والمرأة له اختصاصاته حسب طبيعته التي خلقه الله عليها، فالرجل من طبيعته القوة والتحمل، فعليه أعباء العمل خارج البيت فيما يناسبه، والمرأة عليها أعمال البيت، وكذلك خارج البيت فيما يتناسب مع طبيعتها العاطفية الحانية.[/c]
[c]لكن إذا انغمس الرجل في أعمال النساء تحللت شخصيته، وفقد رجولته، وكذلك المرأة إذا تعمقت في أعمال الرجال ضاعت أنوثتها، وتأثرت طبيعتها، فنحن لا ندعو إلى عدم مشاركة الرجل أمه وأخته، أو زوجته في عمل المنزل، ولكن كذلك لا ينغمس انغماسا كليا في عمل النساء، فلابد من التوسط والاعتدال في كل شيء[/c]
[c]تحياتي لكم[/c]