العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام الثقافية والأدبية ]:::::+ > الإبداعات الأدبية
 
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 25-07-2005, 09:30 PM   رقم المشاركة : 1
ساااااااارونه
( ود فعّال )
 
الصورة الرمزية ساااااااارونه
 





ساااااااارونه غير متصل

طفولة بلا معالم !!!

*·~-.¸¸,.-~* طفولة بلا معالم !!!*·~-.¸¸,.-~*



مع أفواج المندفعين من باب المدرسة ..انطلقت .. كشلال هادر متدفق .. من بين مئات الطالبات شدتني إليها ..بسنواتها العشر .. وبشعرها المتموج .... وجديلتها المتراقصة وراء ظهرها .. بحمرة خديها المتوهجين بنور العافية .. وبقفزاتها الطفولية فوق رصيف المدرسة .. برقتها التي تنافس أنسام الربيع العليلة .... وفجأة ارتمت تلك الرقة المتناهية .. و البراءة الطاهرة .. في يد خشنة ضخمة .. أمسك بها بقسوة و خشونة !! ولكنها ليست بخشونة الرجال في بلادنا .. بل هي نوع غريب تمتزج فيه الرجولة بالخنوثة ! وضع ساعده المفتول فوق كتفيها وقد ظهر عاريا دون أن تستره أكمام قميصه القصير !! ثم جذبها بحرارة ليست فيها رائحة الأبوة أو الأخوة !! حمل عنها حقيبتها و أشياءها .. ثم شدها من ذراعها باتجاه السيارة .. كان وجهه غريبا لا تربطه بها صلة و لا وراثة .. عيناه صغيرتان براقتان .. وشعره أسود فاحم ناعم يتدلى فوق جبينه .. بشرته صفراء ذكرتني بوجوه التتار و المغول .. لم أكن بحاجة إلى ذكاء شديد .. لأعرف أنه السائق .. فهو صورة مطابقة لوجوه عديدة صرنا نراها كثيرا في حياتنا اليوم .. وفي كل مكان من مجتمعنا المتحضر !!!! وصل بها إلى السيارة الفخمة .. فتحت الباب الخلفي .. و أسرعت بالدخول .. إلا أنه أنزلها و أجلسها على المقعد الأمامي .. ثم ربت على خدها برقة مصطنعة يجافيها الحنان .. وينفر منها العطف .. أغلق باب السيارة بسرعة .. جلس خلف المقود .. أحكم أقفال الأبواب .. ثم أدار المسجلة .. على أنغام غربية .. لا تمت لنا بصلة .. ولا إلى لغتنا بأصل ،، ثم سار .. سار يحمل معه الجمال الذي رأيت .. وكل الوداعة و الطفولة التي أحببت ......ألقيت بنفسي في سيارة زوجي مثقلة متعبة .. وكان بمحض الصدفة أن يغير زوجي طريقه المعتاد .. فرأيت نفسي خلف تلك السيارة الفخمة .. نظرت إلى صغيرتي البريئة .. فلم أرى منها سوى جزء من جديلتها التي استقرت خلف ظهرها .. و رأيت ساعد السائق العارية تحيط بالطفلة و تحاصرها .. كأنها أفعى تلتف حول رقبتها !! لم أستطع رؤية تعابير وجهها الرافضة .. لابد أنها متضايقة .. بالتأكيد سوف تدفعه بعيدا عنها بشدة .. انتظرت هذا طويلا ولكنه لم يحدث !! تضايقت و تألمت .. أحسست بأن هذه الطفلة البريئة تحتاجني .. بل تستصرخني .. يا إلهي !!! ماذا أفعل .. هل أنقذها قبل أن يستغل طفولتها و يعتدي على براءتها ؟؟ هل أراقبها حتى تصل إلى بيتها و أخبر أهلها ؟؟ .. ولكن هم الذين أرسلوا السائق لاصطحابها إلى المنزل .. كيف يتركونها وحيدة مع هذا الغريب؟؟ ألا يعلمون أنهم تركوا حملا وديعا بين أنياب ذئب جائع ؟؟ قلت لزوجي بعصبية مفاجئة : أسرع ... أسرع .. قال : لماذا ؟ قلت : أريدك أن تسبق هذه السيارة البيضاء ... قال : ولما .. قلت : اعتقد أن هذا السائق يضايق الطفلة ..... أو ربما أكثر من المضايقة !!! أسرع زوجي فتجاوز السيارة .. ثم أنحرف يمينا واعترض الطريق ... توقف فجأة .. فوقفت خلفنا سيارة الطفلة ... أدرت وجهي إلى الخلف ووقفت أحلق في وجه طفلتي البريئة ...... ولكنني لم أر في عينيها نظرات الخوف أو الذعر التي تخيلتها .. لم أر في وجهها صورة الضحية البريئة أو الحمل الوديع .. غابت عن وجهها معالم الطفولة التي سحرتني قبل قليل .. بل رأيت نظرة رضى و سعادة .. تبدو مطمئنة إلى جانبه !! دققت النظر علي أرى منها نظرة استغاثة أو خوف .. ولكني لمحت خلفها تقاطيع ملامح أنثوية أضافت إلى سنواتها العشر عشر سنوات أخرى ... فبدت لي صبية وهي طفلة ... رأيت فيها أكمام وردة تفتحت عنوة قبل أوانها !!!! استيقظت من أطياف أحلامي على صوت السائق الخشن .. يتكلم بلغة عربية غريبة .. لغة هجين مكسرة .. عرفت أخيرا أنه يشتم زوجي .. ويستنكر نظراتنا الجريئة .. و اقتحامنا لعالمه الخاص .. و لمحت من عيني صغيرتي الضحية نظرة استنكار أو أزدراء !! دمعة حارة سبقت صوتي المخنوق حين قلت لزوجي :


فيا أسفا على طفولة أبنائنا و قد ضاعت معالمها

بين أيدي الغرباء

وارحمتاه لطهر الطفولة !! ولبراعم الإسلام !!



و لحديث الأوراق بقية

ساااااااااااااارونه







التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

 

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:44 AM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية