يوضح الدكتور البهلول قربانة اختصاصي أمراض القلب في المستشفى الدولي الحديث بدبي ان الغذاء النباتي يستثني جميع او معظم المنتجات الحيوانية بشكل خاص وهو الغذاء الذي يمنع أي طعام يحتاج لموت الحيوان وهناك عدة تحويرات تجعل من الغذاء النباتي أربعة أنواع وهي نباتي فقط وهو عبارة عن حمية تحتوي فقط مأكولات من مصدر النبات، ونباتي+ الحليب او مشتقاته حيث يكون حمية تحتوي مأكولات نباتية إضافة الى بعض او كل منتجات الألبان، الى جانب نباتي مع البيض والحليب ومشتقاته الذي يكون عبارة عن حمية تحتوي مأكولات نباتية، ومنتجات الألبان والبيض، اما المحور الرابع فهو شبه نباتي وهو عبارة عن حمية تحتوي مأكولات نباتية ويمكن ان تتضمن الدجاج والسمك، ومنتجات الألبان والبيض ويستثنى اللحم الأحمر.
وأضاف: لا شك في ان اتباع حمية او نظام غذائي نباتي يمكن ان يكون كافياً لتلبية حاجات الجسم من الغذاء شرط توافر نظام غذائي مدروس يختلف مع اختلاف نموذج الحمية النباتية، فعند الأطفال والمراهقين، تتطلب هذه الحمية تنظيراً خاصاً لأنه من الصعب بعض الأحيان ان يحصل على الغذاء المطلوب للنمو المتكامل، وقد يعاني الأشخاص النباتيون او الذين يتبعون الحمية النباتية في بعض الأحيان من نقص في البروتينات والفيتامين “ب ،12 وفيتامين د، وفيتامين ب ،2 والكالسيوم، والزنك والحديد”، كما ان البروتين المكون من عناصر كيماوية صغيرة تسمى أحماضاً أمينية هي ضرورية للصحة الجيدة، وهناك نوعان من البروتين الأول الكامل الذي يحوي على كمية كافية من الأمينو أسيد المطلوب للجسم حيث نجده في منتجات الحيوانات كاللحم والحليب والسمك والبيض، اما البروتين غير الكامل فهو يحتوي على كل أنواع الأمينو أسيد بكمية كافية وتعتبر الحبوب هي المصدر الأساسي لهذا النوع من البروتينات.
وأكد الدكتور قربانة انه ليس من الضروري تناول مشتقات الحيوانات فقط للحصول على غذاء بروتيني ناجح حيث يمكن الحصول على هذا النوع من الغذاء بدمج مركبين من البروتين غير الكامل او دمج بروتين غير كامل مع آخر كامل للحصول على الغذاء المطلوب بكمية أمينو أسيد متعادلة مثلاً الحبوب مع حليب، والأرز مع الفول، والمعكرونة مع الجبنة والفول مع الذرة.
وأشار الى ان الغذاء النباتي الذي يحتوي على بعض المشتقات الحيوانية هو ثابت غذائياً أما الحمية النباتية فهي بحاجة الى برنامج غذائي دقيق للحصول على الكمية الكافية من الغذاء المطلوب خاصة عند الأطفال. كذلك هناك بعض النصائح لكيفية تغذية الأطفال النباتيين منها الرضاعة الطبيعية حتى عمر سنة، وعدم تحديد كمية الدهون حتى عمر سنتين، اضافة الى ان الأطفال الذين لا يتناولون الحليب او البدائل الغنية يمكن ان نجد لديهم نقصاً في المكونات التالية: كالسيوم، بروتين، فيتامين د، حيث يعتبر هؤلاء الأطفال بحاجة الى تعويض هذه الفيتامينات والعناصر المعدنية، اما في حال عدم وجود المشتقات الحيوانية فمن الضروري تأمين فيتامين “ب 12” من أي مصدر آخر.
وشدد على ان الغذاء لا يكون صحياً تماماً إلا إذا كان يحتوي كمية كافية من الخضار والفواكه الطازجة لما لها من دور وقائي لأمراض القلب التاجية وأمراض الشرايين.
أهمية البروتين
وأكد الدكتور سليمان النيال اخصائي الأمراض الباطنية والهضمية أن اللحوم تحتوي الكثير من البروتينات التي يحتاجها جسم الانسان حيث انها من نوع بروتين مرتفع الطاقة، اضافة الى الدهون والفيتامينات التي نجدها ناقصة لدى النباتيين مثل فيتامين “ب 12” وفيتامين “أ” وكذلك المعادن الموجودة في الأسماك مثل اليود والفوسفور. كما ان البروتين ضروري لنمو الجسم وتطور أعضائه حيث يزوده بالطاقة ويعد ضرورياً لانتاج الهرمونات والأجسام المضادة والأنزيمات والأنسجة، الى جانب المساعدة على المحافظة على التوازن المناسب بين الحموضة والقلوية في الجسم، مضيفاً ان البروتينات تتفكك الى أحماض أمينية منها الأساسي التي لا يستطيع الجسم تكوينها فيجب الحصول عليها من الغذاء، اما الأحماض الأمينية غير الأساسية فيمكن للجسم تركيبها من أحماض أمينية أخرى، كما ان بناء العضلات يحتاج الى أحماض أمينية متعددة لصنع البروتين، وفي حال وجود نقص مزمن فإن عملية بناء البروتين في الجسم ستتوقف الأمر الذي يؤدي الى إصابة الجسم بالضرر.
وأضاف ان البروتينات هي نوعان، الأول: الكاملة ومصدرها حيواني من اللحوم والأسماك والدجاج ومنتجاتها، اما النوع الثاني فهو: غير الكاملة والتي تحتوي بعض الأحماض الأمينية الأساسية وتوجد في تشكيلة من الأطعمة مثل الحبوب والبقول والخضراوات الورقية، في حين ان اللحوم تحتوي دهوناً فضلاً عن استعمال المضادات الحيوية والهرمونات والعلف المخلوط في تربية المواشي والدواجن، وفي هذه الحال يستحسن تناول الطعام الحيواني باعتدال والاستعاضة عنه بالاسلوب الغذائي المسمى الاستكمال او التكامل المتبادل خلال عدة أيام في الاسبوع الواحد.
وأشار الى انه وبهدف الجمع بين البروتينات الناقصة معاً لتكوين البروتين الكامل فإنه من الضروري تناول كميات كثيرة من جميع الأحماض الأمينية الأساسية مثل الجمع بين الفول والأرز الأسمر حيث ان كليهما غني بالبروتين، إلا ان كل منهما ينقصه واحد او أكثر من الأحماض الأمينية الأساسية، وعند الجمع بينهما نحصل على بروتين كامل يكون بديلاً للحم، اضافة الى انه مرتفع الجودة.
الغذاء النباتي
ومشاكله
يقول الدكتور قاسم عباس الصراف، استشاري جهاز هضمي وكبد، ان الغذاء النباتي له فوائد كثيرة، إلا ان الاعتماد الكلي عليه له مضاره ومشاكله. فمن المعروف ان الغذاء النباتي ولكثرة توفر الألياف فيه يساعد على نظام حماية الأمعاء الغليظة ويقلل من الاصابة بالأورام الخبيثة للقولون كما انه يمنع حدوث الإمساك ويعطي كمية جيدة من الفيتامينات الضرورية للنمو والمناعة والحصول على بشرة طبيعية صحية، لذلك ننصح بالاكثار من تناول الخضار والفواكه بهدف منع الامساك وتقليل الكوليسترول والوزن. وأضاف ان الاعتماد على الغذاء النباتي الصرف له مشاكله، حيث ان الاشخاص النباتيين والذين يمتنعون عن تناول اللحوم عليهم تعويض البروتينات والحديد والفيتامينات البائية بوسائل اخرى.
وذكر الدكتور الصراف انه ومن خلال التجربة مع المقيمين في الدولة وخاصة الهنود النباتيين فإن هناك فئة منهم تعوض هذه الخسارة عن طريق تنويع النباتات وتناول الزيوت ما يؤدي الى السمنة المفرطة وظهور الكرش الى جانب ارتفاع الكوليسترول وزيادة مشكلات الجهاز الهضمي مثل الغازات، في حين ان هناك فئة أخرى تتعرض لفقر الدم المزمن عن طريق نقص حاد في فيتامين “ب 12”. وأكد أهمية تناول النباتات اضافة الى ان البروتينات الموجودة في اللحوم هي الأنسب للانسان من أي بروتين آخر.
يفتقر إلى
المعادن المهمة
أما قسم التغذية في مستشفى خليفة بأبوظبي فقال ان التحسس من أصناف معينة من الاطعمة هو استجابات شاذة يبذلها نظام المناعة في الجسم تجاه مكونات الاغذية او الوانها، كما تتفاوت الاعراض بين ما هو طفيف يتسم بشعور عدم الارتياح، الى ما يتهدد الحياة ذاتها، وقد يؤدي الى الهلاك.
وأكثر انواع الحساسية للغذاء شيوعاً لدى الكبار تكون تجاه الفول السوداني والاسماك خاصة الصدفية والمحارية منها، اما اكثر حالات التحسس بين الاطفال فهي تجاه الحليب والبيض والصويا والقمح اضافة الى فستق العبيد والاسماك المحارية والصدفية أيضاً، كما تعتبر حساسية الاطفال للطعام اكثر شيوعاً من الكبار حيث ان غالبية الاطفال تنزع الى التغلب على ما تعانيه من حالات الحساسية في حين تظل بعض الحالات القليلة مزمنة وقد تستمر طيلة الحياة.
وأضاف ان النباتيين ينقسمون الى فئات بحسب انواع الغذاء الذي يقوم على منتجات حيوانية حيث ان الفئة الأولى هم: نباتيو اللاكتواوفو الذين يستبعدون اللحوم الحمراء والسمك ولحوم الدواجن من طعامهم لكنهم يتناولون البيض والحليب ومشتقات الألبان اضافة الى الاغذية النباتية، اما الفئة الثانية فهم نباتيو اللاكتو الذين يتناولون الحليب ومشتقات الالبان الى جانب الاغذية المستندة الى منشأ نباتي كما انهم يستبعدون البيض واللحم والسمك والدواجن من طعامهم.
والفئة الثالثة هم النباتيون العقائديون “فيجانز” الذين يستبعدون كافة الاغذية ذات المنشأ الحيواني من طعامهم حيث يقتصر طعامهم على الأطعمة النباتية فقط.
وأوضح قسم التغذية ان طعام النباتيين يفتقر الى العديد من العناصر والمعادن مثل البروتين الذي يحتاجه الجسم للحفاظ على جلد وبشرة وعظام وعضلات سليمة، اضافة الى الكالسيوم الذي يساعد على بناء اسنان سليمة وقوية وعظام معافاة، كذلك فإن فيتامين “ب 12” يحتاجه الجسم لانتاج كريات الدم الحمراء والحيلولة دون الإصابة بالأنيميا، ويكاد هذا الفيتامين لا يوجد إلا في المنتجات الحيوانية بما فيها الحليب والبيض والجبن، إلا انه يمكن تعويضه بتناول الحبوب المدعمة بالفيتامين “ب 12”، ومنتجات الصويا، أما الحديد فإنه يشكل عنصراً غذائياً بالغ الأهمية في انتاج كريات الدم الحمراء، لذا فإن الحبوب المدعمة بالفيتامينات والخضروات الورقية الداكنة تعتبر مصادر جيدة له، ومن أجل مساعدة الجسم على امتصاص الحديد يحبذ تناول أغذية غنية بفيتامين (ج) مثل الحمضيات والطماطم والبروكلي (الزهرة) والفراولة، في حين يشكل الزنك عنصراً أساسياً في الكثير من الأنزيمات ويلعب دوراً حيوياً في انقسام الخلايا وتكوين البروتينات، حيث تشمل المصادر الجيدة للزنك الحبوب الكاملة ومنتجات الصويا والمكسرات والقمح.
الخيار الأفضل للشباب
وأكدت اليس موهان اخصائية تغذية في مستشفى بلهول التخصصي في دبي ان النباتيين ليسوا نوعاً وحداً كما يظن البعض، فهناك العديد من الأنظمة الغذائية النباتية، والحقيقيون منهم لا يأكلون اللحوم مطلقاً ويأكلون فقط المنتجات النباتية حيث ان النباتيين من نوع Iacto OVO يتناولون منتوجات الألبان + البيض من دون اللحوم أو الدجاج أو السمك، أما نباتيو Lacto فهم يأكلون منتجات الألبان، ولكن من دون بيض، فيما يأكل نباتيو OVO البيض من دون الألبان، مضيفة انه ومن أجل الحفاظ على صحة جيدة يجب تناول أكثر من 40 نوع غذاء ومجموعة محددة من الطعام، ومن الأهمية بمكان تناول العديد من أنواع الطعام للتأكد من الحصول على الغذاء الكافي والتام الذي يحتاجه الجسم، حيث أنصح باستخدام النظام الصحي الهرمي كدليل لتعلم ما يجب أن نتناوله بكثرة وما يجب ألا نتناوله.
وأضافت انه من الضروري تقديم نظام غذائي متكامل غني بالفواكه والخضروات والحبوب للأطفال بهدف مساعدتهم على تعلم عادات غذائية صحية تستمر معهم دائماً، حيث ان النظام الغذائي المليء بالفواكه والخضروات يكون غنياً بالألياف ولا يحتوي على الدهون التي تعتبر السبب الرئيسي لأمراض القلب والتي يجب التقليل منها ومن الكوليسترول والوزن لننعم بحياة صحية، كما ان النظام النباتي الذي يحتوي الألبان والبيض هو الخيار الأفضل للشباب في مرحلة النمو، أما نظام الغذاء النباتي الصارم فلن يلبي احتياجاتهم لبعض المواد الغذائية، كالحديد والزنك والكالسيوم وفيتامين D وفيتامين B12.
وأوضحت ان النباتيين هم أكثر صحة من أقرانهم الذين يأكلون اللحوم بكثرة، لأنهم يتعرضون لخطر أقل من الأمراض مثل السرطان وأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم ومشاكل صحية أخرى شائعة، أما بالنسبة للحوامل والمرضعات فيحتجن إلى بروتين أكثر حيث تحتاج المرأة إلى 45 جراماً من البروتين يومياً أما عند الحمل فهي تحتاج إلى كمية أكبر، أما الرجال فيحتاجون إلى 55 جراماً وأكثر إذا كان الرجل أكثر نشاطاً من غيره، في حين ان زيادة البروتين تقود إلى أمراض انحلالية حيث يحصل النباتيون على البروتين من البقوليات مثل الفاصوليا، والبازلاء، والعدس، والفول السوداني اضافة إلى الحبوب (الأرز، والقمح، والشعير، والذرة الحلوة..) ومنتجات الصويا، والموالح، والألبان والبيض.
منافع الحمية النباتية
وتعتقد لفلي رنجامات، اخصائية التغذية في مستشفى الزهراء في الشارقة، أن حالات التحسس من الطعام تحدث عندما يشن نظام المناعة في الجسم هجوماً على بروتينات معينة في بعض الأغذية، وتدعى المواد الموجودة في الغذاء والتي تهيج ردة الفعل والاستجابة التي يبديها جهاز المناعة ببواعث الاستهداف، كما ان نظام المناعة شبكة معقدة من الخلايا والجزيئات التي تساعد على حماية البدن والدفاع عن الجسم في مواجهة المواد الغريبة، فحين يكتشف نظام المناعة السليم الذي يقوم بوظائفه بشكل جيد جسماً غريباً فإنه يستجيب لهذا التهديد بانتاج بروتينات تدعى الأجسام الضدية لتجابه الغزاة لتحاول ابعادهم وسوف تتعرف هذه الأجسام المضادة إلى الأجسام الغريبة الدخيلة وتميزها لتشن عليها هجوماً مضاداً عندما تجابهها في المرة التالية وبذلك تكون هذه المعركة هي التي تسبب أعراض التحسس.
وأشارت رنجامات إلى ان خطورة الإصابة بحساسية تجاه الطعام تكون رهناً بالعامل الوراثي، والتعرض لبواعث الاستهداف أو الحساسية الغذائية، كما ان لها علاقة وثيقة بخاصية النفوذية المعدية، إضافة إلى العوامل البيئية مثل التعرض للجراثيم.
وأكدت ان هناك أدلة كثيرة وقوية تؤكد ان المنافع الصحية للحمية النباتية جمة، حيث تبين المعلومات المستقاة من علم الأوبئة واحصائياته لا سيما الدراسات التي قامت بها مجلة “سفنث داي ادفانتيستس” ان هذا اللون من الحمية يخفض معدل الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري وسرطان الصدر والقولون وأعراض الحويصلة الصفراوية (المرارة) والقلبية الوعائية، غير ان المتوفر من المعلومات لا يكفي حتى الآن لاثبات ان حمية غذائية متكاملة تضم أطعمة نباتية ولحوماً متماشية مع الخطوط الإرشادية العامة المعتمدة في الأوساط الطبية حيث يصاحبها نمط حياة صحي ليست على درجة مساوية من النفع والفائدة وذلك حسب ما أورد المعهد الوطني للتغذية عام 1990.
التوازن الغذائي
وأوضحت نبال غندور اخصائية تغذية في مركز كوزمسيرج بالشارقة ان الحساسية الغذائية هي ردة فعل من الجسم تجاه بروتينات معينة موجودة في الغذاء، وبما أن اللحوم والأسماك والألبان هي مصادر للبروتين فهي قد تؤدي إلى الحساسية الغذائية عند بعض الأشخاص مثل البيض والمكسرات وبعض الأجبان قد تؤدي إلى حساسية غذائية.
أما بالنسبة للتوازن الغذائي فهو يكمن في احتواء الغذاء جميع العناصر الغذائية الأساسية بالكميات المناسبة حسب العمر والوزن والحالة الصحية العامة حيث ان العناصر الغذائية الأساسية هي البروتين، والكربوهيدرات، والدهون، والفيتامينات، والمعادن، والماء والألياف الغذائية، وقد صُنِّفت هذه العناصر على شكل أربع مجموعات غذائية رئيسية هي مجموعة اللحوم وبدائلها، ومجموعة النشويات والحبوب ومجموعة الحليب ومنتجاته اضافة إلى مجموعة الخضار والفواكه، وبالتالي يجب تناول أطعمة من جميع هذه المجموعات خلال اليوم على شكل ثلاث وجبات رئيسية ووجبات خفيفة حسب حاجة الجسم.
وأضافت من خلال عدة دراسات تبين ان النباتيين يتمتعون بصحة أفضل ولديهم نسبة الدهون في الجسم أقل وبالتالي هم أقل عرضة للإصابة بأمراض القلب والشرايين والسكري من النوع الثاني وحصوات المرارة وبعض السرطانات، والسبب الرئيسي في ذلك هو تناولهم لكميات أكبر من الخضروات والفواكه والبقول والمكسرات وهذه الأطعمة مليئة بمضادات الأكسدة والألياف والمواد النباتية التي تجعل الإنسان يتمتع بصحة أفضل.
وبشكل عام ليس للغذاء النباتي أي تأثير سلبي في الصحة شرط أن يكون متوازناً من حيث الكمية والنوعية ويغطي السعرات الحرارية اللازمة.
وحول إحدى الدراسات التي تقول إن الأمهات النباتيات أكثر عرضة لإنجاب أطفال معاقين دماغياً بسبب نقص فيتامين “ب 12” المتوفر في اللحوم والألبان والبيض أوضحت ان الفيتامين “ب 12” هو الفيتامين الوحيد الذي ليس له أي مصادر نباتية ولا يستطيع الجسم تصنيعه من أي مصدر آخر، لذلك ينصح بتناول مستحضرات اضافية لهذا الفيتامين خصوصاً الحوامل والمرضعات، كذلك ننصح المرأة الحامل بتناول حليب الصويا المقوى بالكالسيوم والفيتامين “د” إضافة إلى الفيتامين ب 12 اضافة إلى أهمية تناول مستحضرات اضافية للحديد والفوليك أسيد للوقاية من التشوهات الخلقية.
وترى غندور أن المشكلة الرئيسية تكمن عند النوع الأكثر صرامة من الغذاء النباتي وهو الذي يستثني جميع أنواع المنتجات الحيوانية من أسماك وبيض ومنتجات حليب. ففي هذه الحالة من الضرورة القصوى تناول مستحضرات اضافية من الحديد والكالسيوم والفيتامين ب 12 والفيتامين د (بالأخص إذا لم يتوافر التعرض الكافي للشمس) من أجل الوقاية من هشاشة العظام وأنيميا نقص الحديد والكساح وتأخر النمو عند الأطفال، أما إذا تم تناول منتجات الحليب فيكفي تناول الحديد والفيتامين ب 12 فقط، وهناك طريقة سهلة للاستفادة من البروتينات النباتية بشكل جيد عن طريق طريقة “التكامل” حيث انه من المعروف أن البروتين يتكون من أحماض أمينية عددها 20 - 23 حمضاً منها 9 أحماض يجب أن تتوفر عن طريق الغذاء والبروتين الحيواني هو بروتين متكامل لأنه يعطي الاحماض الأمينية التسعة كلها، أما البروتين النباتي فليس كذلك وهو بالتالي بروتين غير متكامل في حين يمكن تناول نوعين من البروتين غير المتكامل كبديل للبروتين المتكامل.