بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوتي :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( أحب الناس إلى الله أنفعهم, وأحب الأعمال إلى الله عزوجل سرورٌ تدخله على مسلم , أو تكشف عنه كُربة , أو تقضي عنه ديناً ,أو تطرد عنه جوعاً.
ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلى من أن أعتكف في المسجد شهراً, ومن كف غضبه ستر الله عورته , ومن كظم غيظاً , ولو شاء أن يمضيه أمضاه , ملأ الله قلبه رضى يوم القيامة , ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له , أثبت الله تعالى قدمه يوم تزل الأقدام وإن سوء الخُلق ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل ) صحيح الجامع 176.
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم .
لوتأملنا في هذا الحديث من الصادق الصدوق لوجدنا البشارة والكنز الثمين الذي يبحث عنه كل مسلم ومسلمة ألا وهي ( محبة الله لنا ) .
مامقابل كسب هذه المحبة من الله ..
أهي أن نكسر الجبال وننحت الصخور ؟
أهي أن نقطع الفيافي والقفار تحت وطأت الشمس ولهيب الرمضاء ؟
أهي أن نحرم أنفسنا لذة الأكل والشراب ؟
كلا .
أنظروا في كرم الله وفي رحمته .. فقط يريدنا أن نمد يد العون لمكروب . وأن ندخل السعادة والبسمة والسرور على قلب مسلم وأن نساعد المسكين والفقير .. ونكظم الغيض ونتحلّى بالحلم ,
وأن نعفو ونحن قادرون على المجازاة .
وفي آخر الحديث يجب علينا ألاّ نـمن على أحد ونخرب عملنا بفساد الخُلق .
____ ____ ___ ____ ____
كم موظف يؤخر إنجاز معاملة لأن ( مزاجه ) غير رايق اليوم !
وكم إنسانٍ يخرج من المسجد فيجد إمرأة عجوز أو شاب معاق أو رجل إنقلب عليه الزمن , فلا يبالي لهم . ولا يخرج من جيبه ريالاً واحدا .. !
كم مرة مررنا على مستشفى ولا نكلف أنفسنا ايقاف السيارة والدخول للمستشفى وزيارة المرضى ولو بالسنة مرة واحدة .....
هل الزيارة حكراً على القريب ....! أوليس هم مسلمون !
كم مرة طلبت عشاءاً من المطعم أو طبخته في بيتك ,,
ثم بعد الشبعة ترمي الباقي ( والباقي كثير ) في النفاية ... وكلنا يعلم بأن هناك عمالة .. أو بيوت فقيرة .. تتصافق ضلوعهم من الجوع .
هل يضيرك لو غلفت لهم الأكل وقدمته لهم ... أليس هم أحق !
رجل دخل الجنة لأنه أسقى كلبـــاً ..... فكيف بمسلم !
كم واحدٍ يتخذ موقفاً سلبياً من آخر فيلهج لسانه بشتمه ونشر عوراته وتبدأ لعبة
( نشر الغسيل )
إن كظم الغيض وعدم الإنفعال من سمات الرجل الذكي وان الصراخ والعويل للحمقى والرعاع
حتى بعلم النفس تثبت الدراسات أن الغضب يجلب الاكتئاب وبالطب قد يؤدي بك الغضب لزيادة نسبة الضغط وتجلط الدماء وشحوب الوجه وقصر العمر .
وان الهدوء علاج كل ذلك !
ناهيك عن البشارة النبوية ..... فهل بعد كل هذا تغضب وتتنقم !! والعفو خير .
لاشك بأن بعض تصرفات الآخرون تضايقك وأن بعض العينات لاتنفع معهم الطيبة ..أقول لك :
كن حازماً بالرحمة .. ولاتكن حازماً بقسوة .
حينما بشّر رسول الله صلى الله عليه وسلم سعد بن أبي وقاص بالجنة , تسآئل الصحابة , مالذي يفعله سعد ليدخل الجنة ... وبعدما سألوه وقالوا: ياسعد مالشيء الذي تعمله حتى حظيت بهذه البشارة من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : إني أعمل عملكم غير إني حينما أخلد للنوم أرفع يداي للسماء وأقول يارب إني عفوت عن كل من أساء إلي وإني لا أكره أحداً من المسلمين .
رضي الله عنك ياسعد .
أنه صفاء القلب وطهارة النفس ..... وقمة التسامح .
بعض الناس حينما يقدم خدمة لشخص تجده في كل مكان وكل زمان يردد ذلك الجميل !
بقصد التباهي واشعار ذلك الشخص ( المخدوم ) بتضحياته وانجازاته وكرمه وفضله واعجوبته !
ولو صمت وانتظر الجزاء من الله وليس من من تمن عليه بجميلك لكان أفضل .
وفي الأخير ... لا أحد يظن بأني ألقي محاضرة عليكم . لا...
إنما هو تأمل عميق لمدلولات هذا الحديث الشريف .... في زمن أصبحت لغة
( الماديات ) هي المسيطرة ..
اللهم لاتحرمنا رؤية وجهك الكريم وأنت راضٍ عنّا ....
اعجبتني تلك الكلمات
فنقلتها لكم .......