خلف شباك ذاكرة مهجورة
وسراب عاري يحمل ذكرى فراق
لا تفارق خطوات رحلت فوق أهداب الحزن
التي أبيضت وهي تطرق أبواب الرجوع
تنتظر أن تشعل فتيل شمع جديد على حافة شفتيكِ
التي نشأت منها بنات عشقي وهم يقفون
على قارعة الفجر ينتظرون كوب قهوتكِ
الذي يفوح بعبق الفجر الأول المتنفس من رئتيكِ
فلا أنتظر شروق الشمس
إلا من كوب يحمل مذاق سكر خُلط بريقكِ ل يذوب في فمي
ك شهد تقاطر من بين شفتيكِ
وك موسيقاكِ الكلاسيكية التي تعزف في شراييني
.
.
وأنتِ قابضة بعصا أوركسترا قلبي
تتراقصين بنات أفكاري فوق ذراعيكِ
وهم يتمتمون ب لحن الفراق وأعينهم تفيض ألمًا
ويح الفراق ماذا فعل ب ببنات عشقي
تركهم في هذيان الهوى أم في جنون الصِبا
وهم يقفون على غدير المساء يرتدون
أساوركِ وثيابكِ ويراقصون النجوم الغافيات حُزنًا
فوق جسد الليل وهو يتلوا أنيني ببحة صوتكِ
فوق وسادةً خلت من كُل شيء إلا من عطركِ
الذي جعلتهُ ماءً أمضمض بهِ وجع فراقكِ علني أبرأ
وأغسل فيهِ ملامحي بعد أن تناثرت
مابين عظامكِ وجلدك
ماذا فعل بي فراقكِ
.
.
جعلني أتوسد كُل أرضً حملت قدميكِ أنصب بجانبها
وطنً من نبضي علهُ تزورهُ خفقات حنيني
حينما يشتد بها النصبُ وهي تستيقظ ك مهجوعًا
فارقهُ النوم وأصبح جفناهُ مصلوبًا من الشوقِ
أي كأس سُقيت بعدكِ يا ترنيمة الروح
ليتهُ كأس ألمً ل أشفى منهُ
أو كأس خمراً ل أفيق من هذيانهِ
ولكنهُ كأس فراقً مزق روحي وتركها
في مقبرةً مهجورة لا تزورها سوى
رياح ذكراكِ المحملة ب طيفكِ
وبعينيكِ التي كُنت أقبل ولادة يومها
وأعانقها قبل أن يحضنها الماء
وأخر من تغطيها أهدابي
.
.
أين أنتِ ...
فقد هجرت محبرتي وركني الذي ترافقني منهُ عيناكِ
فقد أصبح ناي قديم يتكأ على ركن قلبكِ
لا يستطيع أن يعزف سوى مقطوعة الأنين
العالقة في غسقً طويل تتباطأ ساعات فجرهِ
مُدي إلي بحبال نجاتكِ
وأقرئيني تعاويذ اللقاء
أبعثي إلي ب رُسلاً من أنفاسكِ
تزمل وحدتي وتكسو قصائدي بكِ
فقد تركت أنفاسي مبعثره على صفحاتكِ
وعلقت كتاباتي على حائط قلبكِ
فربما تحيى بنبضك أن زارها خلسةٌ
أين أنتِ هل س أبقى أزرع الياسمين
وأنظمهُ عِقداً في معصم يديكِ فربما
يفيق عطري في يديكِ ويأتيكِ إلي
هل س أشق صمت الكون بعدكِ
وأصرخ في رحم الغيم ل يسقط
أطفال عشقي من نهد الحنين
.
.
وتعرجين إلي بهم وهم يشاغبون حُضنكِ
تعالي إلي و أمسحي بطرف أصبعكِ
فوق عيني فقد أصبحت لا ترى سوى قوافل الرحيل بعدكِ
تعالي إلي ل نكتب خارج النص
كُل أمنياتنا من جديد ونقسم في معابد
نكسر فيها أساطير الرحيل
ونضع على مقابض أبوابها
تسابيح العائدين من الفراق
ونبقي أرواحنا في قنينة عشق
لا يمسها الرحيل في قاع قلبينا سرمدا
بقلم الناي في 5/5/2014