كــيف نتــناقش ؟؟!!
هل سبق وانهزمت في مناقشتك وشعرت ان الحق معك لكنك لاتعرف كيف توصل وجهة نظرك ؟
أوهل سبق وتحولت مناقشتك الى معركة وجدانية حامية ربما تطورت الى معركة بالألفاظ ؟
هل شعرت يوماً أن الطرف الآخر في النقاش معك خرج صامتاً لأنه فقط يريدك أن تسكت وليس لأنه مقتنع بكلامك ؟
إذاسبق وحصل لك شيئ مماسبق فاعلم أنك لست مناقشاً جيداً، ولاتجيد بعض أصول المناقشة .. لأن النقاش فن راق وحساس لايجيده الجميع، وله أصول خاصة، إذ لايجب أن نكثر منه إلا إذا شعرنا بأننا نود توضيح وجهة نظر هامة حول موضوع مفيد، لأن النقاش في هذه الحالة يزيد ثقافة الانسان واطلاعه، أما إذا كان حول موضوع تافه، أو غير مهم، وشعرت أن النقاش حوله لن يضيف جديداً فالأولى تركه لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( أنا زعيم ببيت في رياض الجنة لمن ترك المراء ولوكان محقاً).
وهذه النقاط الست ستساعدك بإذن الله على أن تكون مناقشاً جيداً، وعادلاً وقوياً في نفس الوقت، بحيث تستطيع إقناع الطرف الآخر بوجهة نظرك دون أن تسبب له جرحاً أو إحراجاً.
دعه يتكلم ويعرض قضيته :
لاتقاطع متحدثك ودعه يعرض قضيته كاملة حتى لايشعر بأنك لم تفهمه لأنك إذا قاطعته أثناء كلامه فإنك تحفزه نفسياً على عدم الاستماع إليك، لأن الشخص الذي يبقى لديه كلام في صدره سيركز تفكيره في كيفية التحدث، ولن يستطيع الإنصات لك جيداً، ولافهم ماتقوله. وأنت تريده أن يسمع ويفهم حتى يقتنع، كما أن سؤاله عن أشياء ذكرها أو طلبك منه إعادة بعض ماقاله له اهمية كبيرة لأنه يشعر الطرف الآخر بأنك تستمع اليه وتهتم بكلامه ووجهة نظره وهذا يقلل الحافز العدائي لديه ويجعله يشعر بأنك عادل.
توقف قليلا قبل ان تجيب :
عندما يوجه لك سؤال، تطلع اليه وتوقف لبرهة قبل الرد، لأن ذلك يوضح أنك تفكر وتهتم بما قاله ولست متحفز للهجوم.
لاتصر على الفوز بنسبة مائة في المائة:
لاتحاول أن تبرهن على صحة موقفك بالكامل وأن الطرف الآخر مخطئ تماماً في كل مايقول . إذا أردت الاقناع فأقر ببعض النقاط التي يوردها حتى ولو كانت بسيطة وبين له أنك تتفق معه فيه لأنه سيصبح أكثر ميلاً للإاقرار بوجهة نظرك، وحاول دائماً أن تكرر هذه العبارة ( انا أتفهم وجهة نظرك )، ( أنا أقدر ماتقول وأشاركك في شعورك ).
اعرض قضيتك بطريقة رقيقة ومعتدلة:
أحياناً عند المعارضة قد تحاول عرض وجهة نظرك أو نقد وجهة نظر متحدثك بشيء من التهويل والانفعال ، وهذا خطأ فادح ، فالشواهد العلمية أثبتت ان الحقائق التي تعرض بهدوء أشد أثراً في إقناع الاخرين مما يفعله التهديد والانفعال في الكلام. وقد تستطيع بالكلام المنفعل والصراخ والاندفاع ان تنتصر في نقاشك وتحوز على استحسان الحاضرين، ولكنك لن تستطيع إقناع الطرف الاخر بوجهة نظرك بهذه الطريقة وسيخرج صامتاً لكنه غير مقتنع أبداً ولن يعمل برأيك .
تحدث من خلال طرف آخر:
إذا أردت استحضاردليل على وجهة نظرك فلا تذكر رأيك الخاص ولكن حاول ذكر رأي أشخاص آخرين ، لأن الطرف الاخر سيتضايق وسيشكك في مصداقية كلامك لو كان كله عن رأيك وتجاربك الشخصية، على العكس مما لو ذكرت له آراء وتجارب بعض الأشخاص المشهورين وغيرهم. وبعض ماورد في الكتب والاحصائيات لأنها ادلة أقوى بكثير.
اسمح له بالحفاظ على ماء وجهه:
إن الاشخاص الماهرين والذين لديهم موهبة النقاش هم الذين يعرفون كيف يجعلون الطرف الآخر يقر بوجهة نظرهم دون أن يشعر بالحرج او الإهانة ، ويتركون له مخرجأ لطيفأ من موقفه ، إذا أردت أن يعترف الطرف الآخر لك بوجهة نظرك فاترك له مجالاً ليهرب من خلاله من موقفه كأن تعطيه سببا مثلا لعدم تطبيق وجهة نظره أو معلومة جديدة لم يكن يعرف بها اوأي سبب يرمي عليه المسؤولية لعدم صحة وجهة نظره مع توضيحك له بأن مبدأه الأساسي صحيح ( ولو أي جزء منه ) ولكن لهذا السبب ( الذي وضحته ) وليس بسبب وجهة نظره نفسها فإنها غيرمناسبة .
أما الهجوم التام على وجهة نظره أو السخرية منها فسيدفعه لا إراد ياً للتمسك بها أكثر ورفض كلامك دون استماع له لأن تنازله في هذه الحالة سيظهر وكأنه خوف وضعف وهو مالايريد اظهاره مهما كلف الامر.
===============
الحوار.. فنونه وآدابه:
ابدأ الحوار بإلقاء التحية فإنها تبعث نوع كبير من الارتياح ، حتى وإن كنت مشدوداً وبذلك تظهر حسن الأدب بإتباع الآداب الإسلامية الكريمة.
توضيح نقاط الاختلاف والاتفاق حتى وإن كانت واضحة فقد يكون المتحاورين متفقين على مسألة ما ولكن يختلفون في أغلب أو بعض التفاصيل الدقيقة لها، وكذلك معرفة حجم الخطأ والذي قد يزول بالتفهم الصحيح لوجهات نظر الجميع.
حاول وبقدر الممكن عدم الاشتراك في محاورات يكون ضررها عليك أكبر من نفعها أو لا جدوى من النقاش فيها.
لا تتمسك بنقطة واحدة في الموضوع وتترك غيرها فقد تكون لها أهمية أكثر.
حاول الاستشهاد بآيات من القران الكريم أو السنة النبوية الشريفة في كلامك حتى تكون حجتك واضحة وغير قابلة للجدل الكثير.
لا تتعالى على مُحاوريك ولا تبين لهم أي نوع من الاستحقار أو السخرية أو الاستهتار.
بعد تناول النقاط الرئيسية للموضوع والتدرج إلى تفاصيله حافظ على هدوء أعصابك ولا تحاول استفزاز غيرك من المحاورين حتى لا يستفزونك.
البعد كل البعد عن الخروج من صلب الموضوع والتطرق للموضوع من النواحي الشخصية أو العاطفية (عن طريق الاستثارة).
تحلى بحسن الظن دائـــماً وتقبل النقد بصدر رحب وساهم في إنجاح الحوار والوصول به إلى نتيجة مناسبة للجميع.
تحلى بالألفاظ الحسنة التي تزيد من في وقارك وتعمل على إجبار الجميع على احترامك واحترام رأيك.
حاذر من الرد على من يتعالى عليك سواء بالألفاظ البذيئة أو بسوء النية بالمثل لأن في ذلك إنقاص لحقك بل عاملة بالحسنى ولا تتعرض له بما يثيره أكثر.
انتبه من الرد على كل خطأ بدون أن تتأمل هذا الخطاء وترتب أفكارك بالنظر لهذا الخطاء هل يستحق الرد عليه أم لا؟ أم يمكن إصلاحه بغير الرد وهكذا.
إذا كان الحوار مشدوداً اعمل على خلق روح السكينة والهدوء ولو بالقليل للتخفيف من حدة التوتر وذلك بالحلم وكظم الغيض فهي من أفضل الأخلاق.
التحلي باللين والرفق فهي تغير مجرى الأمور تماماً.
لا تندفع وتتكلم بكل ما لديك جملة واحدة فليس كل ما تعرفه يجب أن يقال.
حسن المقصد, وليس العلو في الأرض ولا الفساد.
التواضع في القول والعمل, وتجنب ما يدل على العجب والغرور والكبرياء.
حسن الاستماع والإصغاء.
الإنصاف.
البدء بمواضع الاتفاق والإجماع والمسلمات والبديهيات إذا ليس من المصلحة أن نهجم على مسائل مختلف فيها.
ترك التعصب لغير الحق.
احترام الطرف الآخر.
الموضوعية وهو رعاية الموضوع وعدم الخروج منه إلى بنيات الطريق ومن الموضوعية التوثيق العلمي أيضا.
عدم الإلزام بما لا يلزم, أو المؤاخذة بالإلزام.
الاعتدال في كل شيء؛ في الصوت وفي الجلسة, وفي الحركات وفي سياق الحجج وفي الوقت من أول المحاورة إلى آخرها
تحياتي للجميع ,,,,,,,,,,,,,,,,