قصه واقعيه
العانس
الأنوار في كل مكان … والنسوة في أزهي ملابسهن .. يدخلن المنزل والكل سعيد ..لم لا فاليوم هو يوم زواج عائشة ابنة الحاج أحمد وهو من أغنى رجال المنطقة ..لم تكن عائشة اقل سعادة من الآخرين ...بل كانت سعادتها لا توصف فهي ستتزوج من حمد ..وهو شاب يمدحه الجميع والفتيات يحسدنها على هذا الحظ الموفق …وهاهو البيت مليء بالنسوة اللواتي يرددن الأغاني بمناسبة هذه الليلة
دخل والدها إلى المنزل ..فرحت عائشة ..رددت في نفسها " لابد انهم انتهوا من عقد القران وأصبحت الآن زوجة لحمد "..لم تدم الابتسامة على وجهها إلا ثوان حين فوجئت بوالدها ينهر النسوة ويطلب منهن السكوت عن الغناء ….ثم بدأ في طردهن من المنزل صارخا في الوجوه انه لن يزوج ابنته ..
النسوة تهامسن في البداية ..ثم تعالت الأصوات والصرخات حين دفعهن الوالد إلى الخارج ..عائشة وقفت مذهولة تنظر لما يحدث أمامها .
جرت الأم إلى زوجها تحاول تهدئته فدفعها بقوة قائلا " ابتعدي …هيا لا تقفي جامدة هنا …ادخلي ابنتك إلى إحدى الغرف ،أنا لن أزوجها من هذا الفاسد "
تساءلت عائشة " الفاسد ..أيقصد أبي أن حمدا هو الفاسد …""..
رأت أمها تتجه نحوها ولم تعد تعي شيئا بعد ذلك اختلط الناس بأصواتهم ..جري وتدافع وصراخ …رأت الأنوار تتساقط والأرض ترتفع ..تهاوت على الأرض ..رأتهم أشباحا يتحركون ..تقدم منحوها شبح من المجموعة وامسكها بعنف " هيا أدخلي …هيا "
عرفته من صوته ..لم تقو على الوقوف ..رفعها أخواها ..كانت متهالكة كمن جرى لمسافة طويلة ..طويلة جدا ..
لم تدر عائشة كم من الوقت مر وعي على ذاك الحال ..عدة مرات كانت ترى خيال رجل يرش عليها قطرات من الماء ..ويقرا ..ويقرأ
استيقظت ذات يوم فوجدت أمها تجلس على الأرض بجانب السرير " أخيرا يا عائشة ..استيقظت ؟.".
لم تجب ..فأطلقت الأم تنهيدة عميقة وقالت " لا تفكري بالأمر ..لقد حدث وانتهى .."
تبكي عائشة في صمت ..وحين تحتضنها أمها يزداد بكاءها حدة"" يا ابنتي العزيزة …ابكي أن كان البكاء سيخفف من ألمك ..ابكي ولا تكتمي شيئا في نفسك "
تقول ودموعها تخنقها " لم يا أمي ؟..لم فعل أبي ذلك ؟"
تمسح الأم على شعر ابنتها قائلة " لا تظلمي والدك ..فقد كان يفكر بك حين فعل كل ذلك ..فكر في حياتك القادمة .."
تقول عائشة بغضب " أي حياة قادمة ..دمرها قبل أن تأتي "
تقاطعها الأم " لا يا ابنتي ..لا تحكمي على والدك قبل أن تعرفي سبب تصرفه "
تكاد أن تسال لولا مفاجأتها بدخول والدها ..تبكي بصمت ..يتقدم إليها ويحتضنه قائلا " سامحيني يا ابنتي …لم أرد أن اسبب لك أية صدمة ..ولكن كنت غاضبا ساعتها ..خاب ظني كثيرا في حمد "
تقول مستغربة " خاب ظنك ..!!…وما به ..ألم تكن تمدح أخلاقه وتقول بأنه من أفضل الشباب ؟"
أجابها الوالد بحسرة " بلى يا ابنتي ..لا أنكر أني قلت هذا الكلام ولكن …فوجئت به أتى ليعقد قرانه عليك ورائحة الخمر تفوح منه ؟"
ترد دفاعا " غير معقول … لو كان كذلك لعرف الأمر عنه قبل الآن .."
أجابها " برر والده الأمر بأنه كان فخ تم إيقاعه به من قبل أحد أصدقاء السوء الذي خدعه واشربه إياه …ولكن …الأمر لا يمكن تصديقه بهذه السهولة ..رفضته لأني لم أشأ أن تعيشي مع شخص كهذا "
تحتضن الأم ابنتها التي تقول " لم يا والدي يحدث هذا كله ليلة العرس …أنا كرهت كل شيء ..أنا لا أريد الزواج أبدا "
تعترض الأم بهدوء " لا يا ابنتي…سوف تتزوجين من هو افضل منه "
سكتت عائشة ..وخرج الجميع في صمت جنائزي ..رفضت بعد ذلك اليوم رؤية أحد …مرت الأيام بطيئة أحيانا ..وسريعة أحيانا أخرى
ذات يوم وقفن النسوة يتجاذبن أطراف الحديث
" أليس هذا بيت الحاج أحمد "
" نعم هو بعينه "
" وأين ابنته عائشة ..هل تزوجت ؟"
" عائشة !!!…أتذكرين تلك الليلة … "
هزت الأخرى رأسها بإيجاب
" أتعرفين ..يقولون أن حمد هو الذي رفض أن يتزوجها ..يقولون أنها فتاة غير متزنة "
" حمد توفي منذ عشر سنوات "
" فليرحمه الله ..وهي الآن ..مسكينة ….كبرت في السن ولم تتزوج ..هذا نصيبها ..وكل إنسان يعيش بنصيبه "
لما لهذا الموضوع اهميه وانتشاره بكثره اردت المشاركه بهذا المنتدي
ولكم حبي وتقدير واتمني من الله ان يعين الجميع
اخوكم الممدوح
[SOUND]http://www.shnaan.com/index.pl?action=music&sub=listen&id=975[/SOUND]
العرض العادي
