إلى حبيبي سابقا لاأكثر . . .
هذه ورقة أكتبها إليك . .
أدعوك فيها إلى اقامة حفل تأبين لأحلامنا . .
فإن خذلتك أحلامنا -مثلي- فـ أقم الحفل وحدك حيث أنت . .
كما أقيمه أنا الآن . . حيث لاأنت . .
أخبرك ياحبيبي . .
قبل قليل . . مسحت كل التفاصيل . .
أوجعني أن أفعل . . لكني فعلت !
. . تخيّل . .
نسفتك من وجه التقنية ولم أنسفك من قلبي بعد . .
فعلت وبشجاعة . . وبإصرار المستغرق في الألم . .
المستلذّ به .. فعلت . .
لأنك أردتني أن أفعل . . وكنتُ أنا دوما طوْع "كاف" و "نونٍ" منك . .
تقول لي : كوني ، أكون . . ! . .
اليوم . .
شيعتُني على مرأى من اشياءنا الصغيرة والحلوة . .
مررت على كل تفاصيلك ..
دوّنَتني تواريخها ضمن قائمة ( خُدش في مثل هذا اليوم )
و طبعتُها مع سبق الإستزادة منـ/ك في ذاكرة الحب . .
الحب الذي لم يعد حاضرا اليوم . .
وكان قبل قليل . . قبل "زِر" من الآن . .
"شاهدا" على (اتصال قلبين) . .
ومضيتَ يا (أعز الناس) بـ ذكريات عمرٍ ليس لك . .
أو "كان" . . بين يديك . . ولم يعد بعد اليوم !
تخيّل ياحبيبي الذي لم يعد حبيبي . .
سيومض "الجهاز" بعد قليل . .
وتخيّل يا من كنتَ (أعزّهم) إليّ . .
أن ضوءه الطالع منه والذي كان شأنه أن يضئ غرفة القلب . .
حين يُومض في عقلي خاطر : (أنّه أنت) . .
سوف لن يحرّك بي شيئا بعد اليوم ! . .
وكنتُ قبل اليوم أطير إليه . .
اتجاوز المقاعد والكراسي والطاولات والحوائط . .
ويخيّل إلى أني أُسابق قلبي . .
غير اني حين أصل . .
أجد قلبي يتوسّد "رسالة" . .
اليوم . . بل منذ اليوم . .
أي شئ من هذا الجنون لن يحدث . .
ربما رأفةً بأمر هذا القلب . .
تعمّدتَ ألاّ يحدث . . وربما إمعانا في القتل . . ! . . .
شئ آخَـر . . يا صاحبي الآخِر . .
ستدعوا لك أمي كثيراً . .
فـ بعد اليوم . . لن أحتفظ بالجهاز في جيبٍ (قرب قلبي)
كنتُ كثيرا ما أدسّه هناك كلما انتظرتُ منك اتصالاً أو ورود رسالة . .
لم أخبرك بهذا السرّ من قبل أليس كذلك ؟! . .
كنتُ أخشى أن تمنع عنّي المتعة . .
التي تغشاني كلما "فزّ" القلب مع كل "رنّة" . .
كنتُ أخشى خشيتك عليّ . . على قلبي . .
من الذبذبات والإشعة الغبيّة ومضار الأجهزة . .
لو فعلتْ . .
لو أفشيت لك بسرّ قلبي . .
ولو أنّبتني . .
لـ كنتُ شكرتك على منحي لحظات الأمومة مع كل "رنّة" جاورت يومها قلبي. .
تماما كما أشكرك اليوم وتشكرك أمي . .
فلم تعد تتكبّد عناء تأنيبي بعد أن رميت الجهاز . .
عند أبعد طاولة لم أعد أتشوّق للجلوس قربها . .
غدا . . أو بعد غد . .
ساشتاق إليك . .
ستجذبني حبائل الذكرى المتساقطة علي من سماء ماضيك إلى عهد مضى . .
عــهــد غــروبٍ مضى . .
سأبحث عن رقمك . .
لن أجده ضمن قائمة الأسماء . .
سألعن الذاكرة كثيراً . .
وسألعن ذلك الوقت الممتلئ بك إلى حد . .
لم يسمح لي باستذكار (رقمك) وحفظه عن ظهر قلب . .
ثم إذ أذكر (تفاصيلنا) التي لم يعد يجمع أحدها الآخر . .
أشكر الذاكرة كثيرا إذ اسقطت من قبّعتها المثقوبة رقمك . .
سأمرّك حينها كخاطر ربما . .
كطيف . .
كمجرد حلم مضى . .
كعطر من دهن عود تلاشى . .
كـ تفاصيل ماتت . .
حينها فقط . .
إرمِ على قبر ذاكرتنا الورد . .
فقد أصبحت من بعدك المسلوبة
.. واذكرني بخير ..
التوقيــع
~ المسلــوبــة ~
لورانس
@ المسلوبة : شخصية من صنع خيالي.. وربما كانت ساكنة في إحدى زوايا الزمن .