عصا تتكىء على عصا
مدن كثيرة تبتعد
ثم لا نوقد شمعة واحده
هي تلك البيوت
التي أحببناها
تهاجر منها الروح
كنا في الصبا
نقفز كالأرنب
نضحك حتى يغشى علينا
نتدحرج كالكرة في الأزقة القديمة
نغني باصوات
يجلوها النبيذ من الصدأ
كنا نرقص
ولا ننام حتى الصباح
كنا نتهادى خمراً وذكريات وأناشيد
مر الحلم كالشهب
كأنه ماكان حلماً
ماكان حياة
هاهي الأيام تفلت
من بين أيدينا كالماء
تشتعل بالأمكنة
أعواد ثقاب
ترانا كنا أشياء أخرى وصحونا
كنا ورداً وذبلنا
كنا شجراً ويبسنا
كنا نجوماً وانطفأنا
ترانا كنا رسائل تذهب الى المجهول
كلمات لم تلق صدى
ولم تلق قلبا ًيحتويها
ولم تلق سكينا ًتنقشها
على حوافي الأشجار
كنأنما السنون كلها
لعب لاعب
كأن الفرح والحزن
اليأس والأمل
لعب لاعب
يتعب فيذهب بعيداً
ولا يعود
ما أصعب أن ترتجف يد وراء أقلامها
ما أصعب أن يتجمد وجه
ويصبح كل هذا الصبا
عصا تتكىء على عصا
تميل في مهب الريح
واذ تنهض فلا تنهض
سنون عبرت
كأنها سطر مكتوب
على الرمل
كأنها ليلة وحيدة
محاها الصباح
كأنها أغنية
بح صوت فيها
فلم يسمعها انسان
أو وحش في البرية.
أيام يجرها سأم
وأيام تراوح مكانها
ترتطم بحجارتها
فلا تمشي خطوة
ولا ترجع الى ولادتها
حياة000تتلاشى
مثل غبار
مثل نحيب
لا يكف عن البكاء
وأنا لست في سطوة الريح
سوى قطرة مطر
تحلم بسنبلة قمح
أو تنام
على جناح عصفور صغير
يا ضارب البيداء
ها أنا أرتجف من الذعر
أمشي هزيل
نحو هاوية تفتح أشداها
لكل عابر كأن كل الذي كان
ما كان ولا الزمان ولا المكان