--------------------------------------------------------------------------------
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته ....
تنتشر كثيرا على امتداد التأريخ دعوات تقدس الناس و تجعلهم حجة على بني آدم و يغلو الكثيرون فيهم حتى يتبركوا بهم او يعبدوهم من دون الله او يشركوهم في عبادة الله ، و لا يبدأ الانحراف في المنهج الصحيح الا بعد ان يعتبر التابعون لهذا الامام او لذاك المجدد كلامه حجة ظاهرة عليهم لا يجوز لهم مخالفتها بحال من الاحوال و اذا اعدنا النظر قليلا للوراء لوجدنا الكثير من الناس قد تم تقديسهم و عبادتهم و التبرك بهم قبل الاسلام و بعد الاسلام على حد سواء .
و اليوم نرى هذا يتكرر كثيرا فلا يثار الناقش حول فتوى صدرت من هذا الشخص او ذاك الا و تنقض العيون و الكلمات تباعا و الغضب يثور منها ، و لا اعرف سببا لهذا الغضب الا اننا اصبحنا نقدسهم و قد يمر الجيل او الجيلين ثم تنسج عنهم القصص الخياليه ثم يتبرك الناس بقبورهم ثم يعبدون من دون الله ...
قد يقول البعض اني ابالغ في هذا الكلام بالرغم من ان التاريخ يقف في صفي الا اني سأتحمل هذا الانتقاد و اذهب الى ما هو اكثر واقعيه و اعظم مصداقيه من كلامي هذا ....
قال تعالى : ( اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ )
و جاء في تفسير المفسرين انهم لم يعبدوهم كما يعبد الله فيصلى لهم و يزكى لهم ويحج لبيوتهم و لكن انما لأنهم اطاعوهم في كل شيء فحللوا ما احله علمائهم حتى ولو كان قد حرمه الله و حرموا ما حرمه علمائهم حتى و لو كان قد احله الله .
و لهذا فأنا اسأل كل من ثبتت عدالة شيخه عنده هذا السؤال :
كيف ثبتت هذه العداله عندك ؟؟؟
فإن كانت ثبتت بالمواقف الجليه في نصرة الاسلام و المسلمين تحت ظلال الكتاب و السنه و اقوال السلف الصالح فأنت على الحق و استمر بارك الله .
و ان كانت ثبتت من خلال كلام الناس و سمعته الطيبه فراجع نفسك و لا تكن (( إمّــعـــة )) ان احسن الناس احسنت و ان اساءوا اسأت و لتعلم ان كل من تم تقديسه لم يقدس الا لأن سمعته طيبه .
طيب الله أوقاتكم ..
العرض الشجري
