من عهد قديم (غير محرف) وأنا أدرك أن مشاعرى بمعرض الحياة عارية ترتجف بردا ، لم أكذب أبدا وكثيرا ما أتهمت بالكذب لفرط صدقى ، لم أخون يوما وسيف العمالة معلق فوق رأسى ، لم أكره فلا زال قلبى يحسن الظن
كلما استدرت لأربت على ظهرى تعود يدى ملطخة بالدماء ، الطعنات التى نالها ظهرى برروها بأنهم كانوا يدفعون بى إلى الأمام وتساءلت ، ألم يكن هناك طريق آخر غير الأسنة والرماح
سؤال؟
الشوق له تداعيات عديدة هو الآخر أهمها الحزن الذى يملأ القلب ويسيطر على الروح ولكن هل الشوق ضرورى فى حياة شعارها الفراق ؟!!
سؤال آخر ؟
حياة كلما كان القرب يفتح فيها بابا أغلق الأسى بها أبوابا هل من الممكن أن نصحو وطعم الفرحة يتراقص على ألسنتنا ويملأ قلوبنا وحنايانا ؟
ربما بتكرار المحاولة نتبين أن المرارة وقعها أقوى وتأثيرها أدوم فهل أنا متشائم أم أن الحياة هذه الأيام هى من أدار ظهره لنا
هل ممكن أن نحب فنجتاز صحراء القلق القادم من (شقة ومهر ووظيفة) ويبقى لإنسانيتنا ما يمكننا من التعامل مع الآخرين دون أن يلح على تفكيرنا هذا السؤال : كيف سنقتنص منهم أو نخدعهم أو فى أسوأ الأحوال نرد إساءتهم بمثلها وربما أضعافها ؟
كانت ولا زالت بعينى كل العالم .. أقول يا نفسى هل لو ماتت سيموت العالم .. ؟ سترد نفسى بالايجاب فهى أمارة بالسوء دوما
فى صباح غربتى الكئيب كان رجع كلماتها يمسح السحاب فتبدو السماء صافية وأصحو من شرودى المعسول على صوت أجش لرئيسى ذو الصوت النحاسى
أنتم يا مصارية تلعبوا بالبيضة والحجر .. قلت : ربما
للأسف ما بيدى غير حجر لا هوية له ولا قضية أما البيضة فكانت ممششة
منذ لحظاتى الأولى وأنا أرى نظرات الاتهام الغريبة ، أنا لم أرتكب ذنبا .. على الأقل للآن ، فلما هذا الجو الضاغط وأين كرم الضيافة واعتبارات الأخوة فى الله .. أفق يا هذا .. أفق
نظرت إليه بهدوء وقلت : أتمنى أن أغير رأيك
قال : لقد تغير فعلا ، هذه الشركة كانت تنعم بالهدوء حتى ملأتموها
قلت:الناس معادنها بتختلف فقط لا تعمم لمجرد موقف أو تجربة ، هناك الصالح والطالح فى كل مكان
تجاهلنى ومضى بعد أن غرس التوتر فى نفسى والقلق فى أمنياتى
راودتنى كرامتى عن حاجتى وأغرتنى بأن أحزم حقيبتى وأعود من حيث أتيت .. طالبتها بالتريث قليلا .. عدت إلى السكن .. قابلنى كومار الهندى الذى يشاركنى غرفتى
لم يكن من اللائق أن أتناول طعامى وهو ينظر إلىّ : تفضل يا أخى شاركنى الغذاء
كومار لم يتردد ، أخذنا نتجاذب أطراف الحديث ، علمت أنه هندوسى فقد كان سؤال تعارفنا بمنتهى البلاهة .. أخى كومار .. كم جزءا تحفظ من كتاب الله ؟
أنا هندو صديق ما فى مسلم .. أهذه بلوى أخى سترك يا رب ، قمت بحركة لا إرادية تاركا الطعام ، انتبهت لعدم لياقتى معه جلست مرة أخرى لم أستطع أن أتعامل معه بنفس الأريحية ، ولأنى والفطنة لا نجتمع بسهولة قلت له : كومار اسلام كويس مرة .. لازم شوية فكر كيف انت فيه يعبد بقرة .. إنت ما فى مخ ؟
قال : صديق أنا نفر فيه شغل 7 شهر مع مدير مسلم مافى راتب للحين اسلام شيل راتب كومار كيف كومار مسلم .. مدير سوى جنجان على طول .. مدير مافى يضحك مرة .. أنا فى شوف هو فى خوف كثير
نفر يهودى فى جيب راتب كومار على طول أنا فيه يهودى .. ايش فى فايده صلاة ومافى أخلاق
أذهلتنى كلماته فوجدتنى بعدها أشاركه الأكل بشراهة وارتياح
( انتهت )
كى لا يكون صدرى موطن لسهام أحدهم أوضح عدة أمور .. المدير معه حق فى توجسه الدائم منا كمصريين لأسباب عديدة أهمها تذاكى البعض
لكنى ضد التعميم شكلا وموضوعا
كومار سواق شيول لم يستلم راتبه من 7 أشهر ويعيش على صدقات المحسنين يصوم رمضان كى يفطر مجانا بالمساجد يرغب بالعودة للهند فله أربع سنوات لم يرى زوجته الغريب أنه احتفل بطفل جديد من أربع أشهر
رسالة كومار لنا كمسلمين : انتبهوا لما قال نبيكم : الدين المعاملة
هناك مدراء عملت معهم غاية فى الانسانية لكن دائما القبح لا الجمال هو ما يغرى حرفى .. وذات يوم كنت مع مدير غاية فى التعنت والبذاءة فى نفس الدولة الخليجية واكتشفت أنه مصرى مثلى لكنه متجنس
محبتى للأخلاق أىّ كان جنسيتها