لقد لمحت الأخت بنت البحرين الى موضوع خطير وهو المرتهقة فكان هذا الموضوع
لقد توصلت دراسات معاصرة عديدة إلى أن المراهق في هذه المرحلة يعيش توجها نحو التدين وهذا مما يكشف لنا عن شيء من حكمة ارتباط التكليف الشرعي بهذه المرحلة.
يبدأ المراهق في التساؤل عن نفسه من أين أنا؟ وكيف جئت؟ يبدأ يتساءل عن سر خلق الوجود والكون
ويبحث عن الإجابة التي تقنعه حول هذه التساؤلات وقد يهتدي إلى المنهج السليم وقد يضل ويزيغ.
ومن الظواهر الملفتة في ذلك ما نراه من بعض الشباب في هذه المرحلة من إقبال على التدين والعبادة لله عز وجل حتى من بعض الذين لم ينشأوا في بيئة محافظة.
لكن الواقع السيئ للمجتمع كثيرا ما يفسد هذه الفطرة ويجر الشاب بعيدا عن الطريق الشرعي.
فأين المشكلة؟؟
فحين نقرأ ما سطره السلف في أي فن من فنون العلم فإننا لا نجد أثرا لهذه لمشكلة المراهقة..... نعم قد تجدهم يوصون الشاب بالعبادة والطاعة لكن هل تجد الحديث المستفيض حول مشكلات الشباب وعن أزماتهم وعن عالم المراهقة الذي نعيشه الآن؟ هل تجد الحديث عن انحراف الشباب
لقد كان الشباب آنذاك في حلق العلم ومجالسه فما إن يبلغ أحدهم السابعة أو الثامنة حتى تراه قد أتم حفظ كتاب الله سبحانه وتعالى أو قطع مرحلة فيه
ثم أصبح يثني ركبه في مجالس العلم مستمعا ومقيدا لما يسمعه ولهذا فقد كان الحديث عن سماع الصغير ورواية الصغير وحضوره مجالس العلم كان الحديث عن ذلك يأخذ حيزا واسعا من حديثهم عن الشباب .
هكذا كان الشباب في سلف الأمة وهذا يعني بالضرورة أن هذه المشكلة لم تكن موجودة عند سلفنا فأنت تجد الحديث عن صبوة الشباب وتصابي الشيوخ لكنها لم تكن بهذا القدر وهذا الحجم الذي نعيشه اليوم بل ولا قريبا منه.
وهذا يعني أن واقع الشاب اليوم إنما هو نتاج طبيعي للمرحلة التي يعيشها بل ثمة عوامل عدة أسهمت في معاناة المراهق وصبوته.
ومع ما نعيش الآن من أزمات المراهقين ومشكلاتهم إلا أننا نرى نماذج تثبت خطأ هذه النظرة. فمن هم عمار المساجد؟ ومن حفاظ القرآن الكريم؟ ومن رواد مجالس العلم ودروس العلماء؟
لو تأملت في حفاظ القرآن الكريم لرأيت عامتهم في هذا السن ولو أجريت جولة سريعة على مجالس العلم لرأيت أن معظم روادها من هؤلاء.
وفي عالم الجهاد لم ننسى جميعا كم هم الشباب المراهقون الذين دفنوا هناك في بلاد العجم في حين كان أقرانهم وأترابهم يسافرون إلى حيث الفساد والرذيلة.
لقد ذهبوا وهم يتمثلون بقول ابن رواحة –رضي الله عنه- :
إذا أديتني وحملت رحـــــــلي ** مسيرة أربع بعـد الحســاء
فشـأنك أنعـم وخــــــلاك ذم ** ولا أرجع إلى أهل ورائــي
وجـــاء المسـلمون وخــلفوني ** بأرض الشام منجدل الثــواء
هنـــاك لا أبالي طلع بعـــل ** ولا نخل أســــــافلها رواء
لقد كان المسلمون يظنون أن تلك القصص والروايات التي تروى عن البطولات وعن الشهادة قد أغلق عليها في كتاب لن يفتح أبدا إنما
سيبقى حبيسا في ذاكرة التاريخ.
اعذريني أختي المراهقة ان لم اتحدث عنك فلا أعلم عن حياتك إلا القليل ولو استطعت ان أجمع لفعلت.....