يقضي الله بين خلقه الجن والإنس والبهائم ، وإنه ليقيد يومئذ الجماء من القرناء ، حتى إذا لم يبق تبعة واحدة لأخرى قال الله تعالى : كونوا ترابا ، فعند ذلك يقول الكافر ( يا ليتني كنت ترابا )ا
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة ، حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء ) رواه مسلم
وعن أبي هيريرة أيضا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يقتص الخلق بعضهم من بعض حتى الجماء من القرناء ، وحتى الذرة من الذرة ) رواه أحمد
وروى أحمد بغسناد صحيح عن أبي ذر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى شاتين تنطحان ، فقال : يا ابا ذر ، هل تدري فيما تنطحان ؟
قال : لا
قال : ولكن الله يدري وسيقضي بينهما )ا
وقد اشكل هذا الذي ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم من حشر البهائم والاقتصاص من بعضها البعض على كثير من أهل العلم . فذهب جماعة منهم إلى أنه لا اقتصاص حقيقي بين البهائم لأنها غير مكلفة وإنما كان المقصود من هذا الاقتصاص هو كناية عن العدل التام . وقد رد الشيخ ناصر الدين الألباني على هذا القول بقول : فإن قيل كيف يقتص من الشاة وهي غير مكلفة؟ قلنا : إن الله تعالى فعال لما يريد،ولا يسأل عما يفعله ، والغرض من أعلام العباد أن الحقوق لا تضيع بل يقتص حق المظلوم من الظالم
قال أبو هريرة رضي الله عنه : يحشر الله الخلق كلهم يوم القيامة : البهائم ، والطير والدواب وكل شيء ، فيبلغ من عدل الله أن يأخذ للجماء من القرناء ثم يقول : كوني ترابا ، فذلك قوله تعالى حكاية عن الكفار ( ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا )
وجملة القول أن حشر البهائم والاقتصاص لبعضها من بعض هو الصواب الذي لا يجوز غيره قال تعالى ( وإذا الوحوش حشرت )