مرض الإيبولا "قد ينتشر" في الكونجو

[دبه تسوي رجيم]

الإيبولا مرض معد وقاتل


بقلم باسكال هارتر
مراسل البي بي سي في برازافيل




لقي ثمانية وثلاثون شخصا حتفهم في ما يشتبه بأنه تفش لفيروس الإيبولا في شمالي الكونجو-برازافيل، بالقرب من الحدود مع الغابون.


الأطباء يقولون إن الفيروس يمكنه أن ينتشر عبر تناول لحوم القردة المصابةوتقول سلطات الكونجو إن القلق يساورها حيال إمكانية انتشار الفيروس.

والإيبولا ينتشر عن طريق الاتصال عبر كميات صغيرة من سوائل الجسم البشري.

ولا يُعرَف إلا القليل عن الفيروس، الذي يؤدي إلى وفاة ضحاياه جراء النزيف الداخلي.

لحوم القردة

وتقول وزارة الصحة الكونجولية إن الضحايا توفوا في قريتي كيله وأمبو، على مبعدة نحو 800 كيلومتر إلى الشمال من برازافيل، في المنطقة التي تعرف باسم غرب كوفيت.

وكانت السلطات قد تلقت تحذيرا بادئ ذي بدء عن تفش محتمل للإيبولا عندما بدأ أفراد قبيلة من الغوريللات ينفقون في كانون الأول/ديسمبر الفائت.


العاملون في الحقل الطبي معرضون للإصابة بالإيبولاوأكدت فحوصات مخبرية أجريت على الجثث أن الغوريللات قد نفقت جراء فيروس الإيبولا، الذي حصد لحد الآن أكثر من 80 بالمئة من قبيلة الغوريللات هذه.

وبالنسبة للسلطات، فإن فيروس الإيبولا يعتبر مصدرا للكوابيس.

ويمكن لفيروس الإيبولا، الذي يتفشى بيسر شأن الانفلونزا ولكنه قاتل أكثر، أن يؤدي إلى وفاة 95 بالمئة من ضحاياه.

والعادة الكونجولية بغسل جثث الموتى قبل الدفن تشكل أحد العوامل التي تجعل من احتواء الفيروس أمرا صعبا للغاية.

ويساور وزارة الصحة الشك من أن التفشي الحالي للإيبولا قد نجم عن قيام قرويين بأكل قردة في المنطقة كانت بالأصل مصابة بالإيبولا.

عدائية

بيد أنه لم يكن من الممكن التأكد من أن الفيروس مسؤول عن حالات الوفاة الأخيرة في صفوف البشر.


القرويون الموضوعون تحت الحجر الصحي لا يحصلون على إمدادات غذائيةوالسبب في ذلك أن السكان المحليين يرفضون التعاون مع الفرق التابعة لوزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية التي قصدت المنطقة لدراسة تفشي الفيروس والعمل على احتوائه.

وقد رفضت قريتا كيله وأمبو لحد الآن تقديم عينات الدم المطلوبة لإجراء فحوص على الفيروس، وأصبحتا عدائيتين حيال الفرق الطبية الزائرة.

ويدعي سكان القرية إن أعضاء الفرق الطبية أنفسهم هم الذين يجلبون الفيروس إلى المنطقة.

وتعرض السكان المحليون، الذين كانوا في معظمهم من أبناء قبيلة من الأقزام تعرف باسم قبيلة البيجميز، لمعاملة سيئة على أيدي القوات الجابونية التي جاءت إلى المنطقة لاحتواء انتشار في مرض الإيبولا في عامي 1996 و1997.

ويمكن أن يكون هذا هو السبب الذي يثير مخاوف السكان المحليين.

ومنذ أن تفشى المرض في نفس المنطقة في حزيران/يونيو من العام الماضي، فإن وزارتي الغابات والبيئة الكونجوليتين قد أرسلتا فرقا إلى المنطقة لمحاولة رفع مستوى الوعي لدى السكان المحليين حيال مخاطر أكل الغوريللات والشمبانزي، وخصوصا تلك التي يعثر عليها ميتة أو مريضة.

ولكن السلطات تقر بأن الصراع صراع مرير في منطقة تعتبر فيها لحوم القردة غذاء رئيسيا في الحمية الغذائية المحلية منذ قرون.