أن ما لا يقل عن 12 إماما اغتيلوا في ساحل العاج (كوت ديفوار) منذ بداية الأزمة السياسية في 19 من سبتمبر الماضي على يد "فيالق الموت" المشكلة من مليشيا أنصار الرئيس لوران غباغبو.
و ذكرت المصادر نفسها أن المليشيا التي يتشكل أعضاؤها من قبائل نصرانية و وثنية تستغل حظر التجول المفروض مساء كل يوم على العاصمة الاقتصادية أبيجان لمداهمة منازل ممثلي القبائل المسلمة و الأئمة و المعارضين السياسيين للرئيس. و قدرت بعض المصادر عدد "المفقودين" بنحو 500 يجهل مصير غالبيتهم في حين عثر على جثث بعضهم على جوانب الطرقات بعد تعرضهم للتعذيب.
و يبدو أن الحكومة العاجية تستغل هي الأخرى انشغال العالم بإيعاز أمريكي بموضوع الحرب على العراق لتصفية الحسابات مع "انتفاضة الشمال" حيث الغالبية المسلمة بعد أن فشل التدخل الفرنسي العسكري و الدبلوماسي و رفض نظام غباغبو نتائج اتفاق ماركوسي الذي أمضاه الطرفان في فرنسا بعدما أفضى إلى منح المعارضة الشمالية حقيبتي الدفاع و الداخلية في حكومة وحدة وطنية.
و رغم توالي المعلومات بشأن جرائم نظام غباغبو بحق المسلمين و اعتراف مسؤولين محليين بوجود فرق الموت التي يشرف عليها حرس الرئيس نفسه و بعض قادة المخابرات إلا أن أي طرف لم لتحرك لوقفها. فباريس تبحث عن مخرج تحافظ به على مصالحها في البلد الذي تعتبره "رأس حربة" إفريقيا الفرنكفونية و دافعت لأجل ذلك عن نظام غباغبو خلال الأشهر الثلاثة الأولى التي تلت بداية الأزمة و منعت قوات المعارضة الشمالية من التقدم جنوبا نحو العاصمة الإدارية يماسوكورو. غير أن عناد الحكومة العاجية و إصرارها على "كل شيء أو لاشيء" دفع بفرنسا إلى البحث عن مخرج دبلوماسي وصل الآن إلى انسداد حقيقي.