ناداني صديقي : يا فلان ... يا فلان ..
لم ارد عليه .....
يهز كتفي ... فأنظر اليه ...
واقول له : ما بك ؟
يقول : الم تسمعني ؟
واقول : هل كلمتني ؟
فنظر الي نظرة استغراب ... وبها ايضاً شيءٌ من العتاب...
وقال : لم اعرف انك تخفي عني اسرارك ؟ أم قلبي لم يعد دارك ؟
اجبته بتعجب : ماذا فعلت يا صديقي ؟
فقال : اراك سارحا طول اليوم واناديك ولا تسمعني ...
عيونك فيها حزن عاشق .. وصوتك فيه آهات مفارق ..
ولم اعرف انك تحب .. ولا من سكن هذا القلب ..
فاجبته : اعذرني ياصديقي
انت لم ترى ما رأيت ... ولم تحس ما احسست ..
شعورٌ وأي شعور ...
فقال لي : ماذا رأيت ,اوصفها لي , هل هي جميلة ؟ هل كلمتها ؟
هل جلست معها ؟ ما لونها ؟ ما لون شعرها ؟ ماذا هي من البنات؟
فقلت له ....
ســمراء لا قـذراً يـشوب صـفـائـها ...
كالياسمين نقاوة وعـبيرا ً...
ألوت علي فضمني من شعرها ليلٌ ...
رأيت الـــــبدر فيه مـــنيراً ...
وســكرت من خــمر رحــــابـــــها ...
وارضى بثغرٍ قد تألـق نوراً ...
وشعــرت لم مـــس كـفي كـــــفها ...
أني أذوق صــبابة وحـــبوراً ...
ونـسيـت أن العـمر حـلمٌ زائــــــل ...
وشعرت أني قد حييتُ دهوراً ...
فقال لي صديقي :
هل هي فتاة احلامك ؟ هل هي التي عشت تحلم بها ؟
فاجبته : للأسف يا صديقي نعم هي تلك..
فقال : غريبٌ انت .. تجد فتاة احلامك.. وتكلمها ...وتلمس يدها ايضاً...
ومع كل هذا تشتكي ...
فأجبته :
فقلت له : انا عرف ان الحب عطاء ... ولكن ما هو الحال اذا كان
الحب الذي اعيشه جفاء...
فقال لي : وهل سوف تظل على هذا الحال ... دون ان تفعل شيئاً ؟
فقلت له : ماذا افعل ؟
قال : كلمها , اشرح لها حالك , لعلها لا تعرف حقيقة مشاعرك .
ذهبت لها ... ناديتها باسمها فردت علي ....
يالصوتها الناعم الحنون ... يا لنظرتها الساحرة ....
فقلت لها :
انا يا سعاد بحبل ودك واصل .......
لمست ذكرك في الصباح وفي الغلس
جودي بوصل علي جودي...........
جودي بوصلٍ فالمتيـــــــــم ما أتـنس
أنَيتُ قالت كم تأنُ أجبتها............
هذا أنينُ مفارقٍ بالمــــــــــــوت حس
جس الطبيب مفاصلي ليداوني......
فبكى علي رحمة حيـــــــــــــــن جس
ما لي شفاءٌ يا سعاد لعلتي...........
الا الصلاة على المــــــــــؤيد بالغلس
قالت أما يشفيك؟ قلت لها الوصال...
قالت أزيدك بالوصال فقـــــــلت بس
قرأت سعاد بضد ما أقــــــرأ انا.....
تـقرأ ولم تشرح فتـقرأ لـــــي عبس
رجعت الى صديقي .... فسأليني : ماذا حدث ؟
فقلت له : زادتني حيرة ً على حيرة , وناراً على نار .....
ومرت الأيام ... والشهور ... ولم يتغير هذا الشعور...
فقال لي صديقي : الا تسمع عن قاضي الغرام ؟
فقلت له : من هذا ؟
فقال : اذهب اليه واشكي له حبيبتك وسوف تجد عنده مرادك .
ذهبت اليه ورجعت ورآني صديقي فقال : اشعر انك لم تنل مرادك
فقلت له :
الا في سبــيل الله ما صــنع الهـــوى ...
بـــليت بـــجرح ليس يشــفـيه دوى ...
رمـاني غـــزال أهــــيفٌ بســــــهامه ...
فجرت سهام القـتـل من جانب النوى ...
فرحت لقاضي الغـــرام احكي قصــتي ...
ليحـكـم بيــني وبـين أحبابي بالسوى ...
فأجابني قاضي الغرام وقال لي يا فتى ...
كم من شهيــدٍ مات قهـــراً بالهــــوى ...
انا قـاضي العشـق والعشـق قــاتـــلي ...
وقــاضي قــضاة العشـق قاتـله الهـوى ...
-------------------------------------------------------