بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تتميز مدينة طرابلس القديمة بأنها إحدى أهم المدن العربية القديمة على شاطئ البحر المتوسط بما تحويه من أثار تشهد على عظمة أهميتها الاقتصادية والعلمية منذ مئات السنين. وقد لقبت في سير الرحالة بمدينة العلم والعلماء.
يعود بناؤها الحالي إلى العصر المملوكي نهاية القرن الثالث عشر ميلادي.وهي تضم أسواقاً تجارية وحارات وأزقة وخانات وحمامات ومساجد وأقبية وأقواس ومواقع أثرية عدة تدل على عظمتها وعمق حضارتها .
أسواق طرابلس القديمة
تنطلق الأسواق من مدينة طرابلس القديمة , وفقاً لتخطيط العمارة الإسلامية , من محور رئيسي هو الجامع المنصوري الكبير , في حي النوري , وتتفرع لنواح عدة . وكان لكل سوق منها تجارة خاصة به , واقترن أسمه بنوع البضائع والسلع التي تحتويه . ولا زالت هذه الأسواق محافظة على طابعها وتجارتها كما كانت عليه عندما أنشئت ونستعرضها وفقاً لأهميتها كالتالي :
سوق الكندرجية
ويؤدي إلى خان الصابون ومتفرعاته من الأزقة القديمة ومسجد الرفاعية والسراي القديمة والتل .
الصاغة
وهو الأقرب إلى المسجد المنصوري الكبير , كان ولا يزال مركزاً تجارياً مهماً لبيع الذهب والمصاغ المشغول على أنواعه .
سوق العطارين
تدلف إليه من الباب الخلفي للجامع المنصوري , وهو يتميز ببيع العطارات و العطورات العربية والمسك والبخور والأعشاب الطبية , ولا يزال مقصداً لمن يتعاطى الطب العربي . كما كان امتداده مقصداً لأهل العلم لكثرة ماضم من مكتبات دينية وأدبية ومدرسية .
سوق السمك
ويؤدي إلى جامع "سيدي عبد الواحد"وبعض أضرحة الأولياء وإلى قلعة طرابلس من خلال طلعة سوق السمك التي كان يباع بها سمكاً حتى مطلع الستينات لتستقر بالمحافظة على أطيب أنواع الحلويات التي عرفت بها طرابلس منذ تأسيسها والتي تضاهي حلويات العالم أجمع وتصنع من الرز والقشطة ك" حلاوة الرز"و"حلاوة الشميسة" " والجزرية" على أنواعها بالجوز واللوز والفستق . وأنواع أخرى شهية لامجال لتعدادها تخصصت بها مدينة طرابلس منذ القدم واشتهرت بها .. وأجمل ما فيها أن بعضا من أصنافها يصنع على مرأى من الزبائن كحلاوة الجبن.
سوق البازركان
لايزال على وضعه العمراني والتجاري كما أسس كبزار للأقمشة والألبسة الشرقية والحديثة . ويتفرع إلى حمام عزالدين وجامع البرطاسية على نهر أبو علي وخان الخياطين .
سوق النجارين
وهو متفرع من سوق النحاسين ويعرف بسوق التربيعة وفيه تقوم أعمال النجارة وصنع الموبيليا التي اشتهرت بها طرابلس منذ القدم ولا تزال لمن ينشدون الدقة والمتانة في الصناعة ورخص الأسعار
سوق النحاسين
وكانت تجري فيه كل أعمال النحاس والتطريق من قدور وصوان وحلل ومناقل وثريات وسيوف عربية ,مزخرفة ومطعمة بالذهب والفضة, وخلافه من لوازم المنازل والقصور .
أبوابها القديمة
كانت أبواب مدينة طرابلس تقفل مساء كل يوم حفاظاً على أهلها من أي مفاجآت ليلية , كعادة العديد من المدن العربية وقتذاك وأهمها
باب التبانة
وهو مدخل طرابلس الشمالي ويقوم فيه سوق الخضار . وفيه الكثير من الخانات التي كانت بمثابة فنادق للوافدين . ويعتبر المركز التجاري الأساسي للمدينة .
باب الرمل
وهو مدخل طرابلس الجنوبي وفيه مقابر أهل المدينة. وبه تجمع سكاني كبير .
باب الرمانة
وهو من أقدم الأحياء السكنية , يؤدي إلى سوق النحاسين , ومنه تتفرع زواريب وأزقة عدة .