العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام الثقافية والأدبية ]:::::+ > منتدى القصص والروايات
 
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 04-12-2012, 01:35 AM   رقم المشاركة : 1
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور
۩ من روائع قصص الإعجاز التشريعي في الإسلام


السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

من روائع قصص الإعجاز التشريعي في الإسلام
من الإعجاز التشريعي في الإسلام : ((مرونة تطبيق أحكام شريعته))
التي تسهل على المسلمين الانقياد لأحكامه مهما كانت ظروفهم .
فأحياناً تلتزم تنفيذ طاعة، لكنك وأنت مقبل عليها يعترضك ظرف طارئ
خارجي يمنعك من فعلها، فلا تؤاخذ لأنك معذور .
وأحياناً تكون مكرهاً على ارتكاب مفسدة ، لأنها تحقق منفعة عظيمة
متعدية لكل الناس، أو لأنها تدفع مفسدة أكبر منها .
ومثال ذلك، أن الفتى المذكور في قصة أصحاب الأخدود
(كما في سورة البروج) طلب من الحاكم أن يقتله بعد أن يذكر اسم الله،
فلما فعل الحاكم ذلك آمن كل الناس . فقتل الفتى مفسدة ،
لكن تحققت منفعة متعدية أكبر منها وهي إيمان الناس .
ومثاله أيضاً تخريق سيدنا الخضر لسفينة المساكين الذين يعملون في البحر
(كما في سورة الكهف) ، دفعاً لمفسدة أكبر وهي أخذ الملك لسفينتهم
الصالحة غصباً .. فأن تبقى السفينة للمساكين وفيها خرق مفسدة ،
لكنها خير من مفسدة أكبر بأن تضيع كلها .
وهذا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لم يقم بهدم الكعبة وإعادة بنائها
على أسس سيدنا إبراهيم، حتى لا يفتن الناس حديثي العهد بالإسلام .
كما منع رسول الله صلى الله عليه وسلم من قطع بول الأعرابي الذي بال
في المسجد خطأً ، لأن في ذلك ضرر أشد على الأعرابي صحياً ونفسياً ،
وفيه مظنة انتشار النجاسة في أكثر من مكان بالمسجد .
نعم .. أحياناً تصاب بالحيرة : هل أترك عملاً واجباً لأجل غيره ؟
هل أفعل أمراً محرماً من أجل تحصيل منفعة عظيمة يستفيد منها الآخرون ؟
هاتان قصتان، الأولى في ترك واجب، والثانية لفعل محرم ..
أولاً : قصة فتح مدينة تستر [1] :
حين وصل المسلمون مدينة تستر المحصنة ، حاصروها أشهراً طويلة .
ودخل فصل الشتاء ببرده ، وكان بين الجيشين مناوشات ومبارزات وفي
إحدى المبارزات " قال المسلمون للبراء بن مالك (وكان محاب الدعوة)
يا براء أقسِم على ربك ليهزمنهم لنا .
فقال : اللهم اهزمهم لنا واستشهدني .
فهزمهم المسلمون حتى أدخلوهم خنادقهم واقتحموها عليهم
ولجأ المشركون إلى الحصن فتحصنوا به " .
وبعد انتصار المسلمين في تلك المبارزة ، حدث أمر غيّر مجرى الأمور ،
فقد طلب رجل من أسرى مدينة تستر الأمان من قائد المسلمين
أبو موسى الأشعري فأمنه، فبعث يدل المسلمين على مكان يدخلون منه إلى تستر ،
وهو مِن مدخل ماء النهر إلى الحصن . " فندب الأمراء الناس إلى ذلك
فانتدب رجال من الشجعان والأبطال ، وجاؤوا فدخلوا مع الماء كالبط،
وذلك في الليل. فيقال كان أول من دخلها عبد الله بن مغفل المزني ،
وجاؤوا إلى البوابين فأناموهم ، وفتحوا الأبواب ، وكبَّر المسلمون فدخلوا البلد ،
وذلك في وقت الفجر، إلى أن تعالَى النهارُ ولم يصلوا صلاة الصبح
يومئذ إلا بعد طلوع الشمس ". [2]
فهنا نجد أن خيار الصحابة من المسلمين ـ ومعهم البراء بن مالك وأخوه
أنس بن مالك وأبو موسى الأشعري رضي الله عنهم أجمعين ـ
تركوا واجب صلاة الفجر على وقتها ، خشية أن يمنعهم الانشغال بالصلاة
عن استغلال فرصة فتح الحصن ، فيضيع جهد إخوانهم الذين قاموا
بالعملية الفدائية .. لذا كان فتح الحصن الذي فيه منفعة عظيمة متعدية ،
وقاموا بصلاة الصبح بعد طلوع الشمس حيث خطب فيهم أنس بن مالك
لينبههم إلى أهمية صلاة الفجر ، وحتى لا يتكاسل عنها المسلمون
بلا مسوغ شرعي : " وما يسرني بتلك الصلاة الدنيا وما فيها " .[3]
ثانياً: قصة فك حصار مدينة عكا :
حاصر الفرنجة مدينة عكا ، وللتضييق على أهلها ودفعهم للاستسلام :
نصبوا منجنيقاً يرمي أسوارها ، فأخذ أهلها يرمون الجنود الموكلين
بالمنجنيق بالسهام ، فأقام الفرنجة ساتراً ترابياً يحميهم ، مما استدعى
رميهم بكمية أكبر من السهام رمياً متواصلا لا ينقطع ليلاً ونهاراً ؛
لمنعهم .
ثم قام الفرنجة بحصار عكا من جهة البحر، فقلت المؤونة في عكا ،
وشحَّت النبال .. فأرسلوا إلى صلاح الدين
، فكيف سيفك الحصار عنهم ويمدهم بالمؤن ؟
" أرسل صلاح الدين إلى الإسكندرية يأمرهم بإنفاذ الأقوات واللحوم
وغير ذلك في المراكب إلى عكا، فتأخر إنفاذها ، فسيَّر إلى نائبه بمدينة
بيروت في ذلك، فسيَّر بطسة [4] عظيمة مملوءة من كل ما يريدونه ،
وأمر مَن بها فلبسوا ملابس الفرنج وتشبهوا بهم ورفعوا عليها الصلبان ،
فلما وصلوا إلى عكا لم يشك الفرنج أنها لهم، فلم يتعرضوا لها ،
فلما حاذت ميناء عكا أدخلها من بها ، ففرح بها المسلمون ،
وانتعشوا وقويت نفوسهم ". [5]
وزاد ابن شداد [6] أن المسلمين حلقوا لحاهم ، ووضعوا الخنازير
على سطح البسطة ، فلما رآهم الفرنجة قد اقتربوا من عكا ظنوهم من
إخوانهم لكن استغربوا وجودهم ، فأخبروهم أنهم سمعوا أن عكا دخلها
الفرنجة وأنهم يحملون الأقوات للجنود ، فسمحوا لهم ..
ولما اكتشفوا خديعتهم كان المسلمون قد اقربوا من عكا ،
ويسر الله لهم الريح فوصل المركب إلى شاطئ عكا بفضل الله تعالى .
تعقيب :
بعد بيان هاتين القصتين ، تأمل قول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى :
" الشَّرِيعَةُ مَبْنَاهَا عَلَى تَحْصِيلِ الْمَصَالِحِ وَتَكْمِيلِهَا ،
وَتَعْطِيلِ الْمَفَاسِدِ وَتَقْلِيلِهَا .
وَالْوَرَعُ تَرْجِيحُ خَيْرِ الْخَيْرَيْنِ بِتَفْوِيتِ أَدْنَاهُمَا ،
وَدَفْعِ شَرِّ الشَّرَّيْنِ وَإِنْ حَصَلَ أَدْنَاهُمَا " . [7]
وقال : " لَيْسَ الْعَاقِلُ الَّذِي يَعْلَمُ الْخَيْرَ مِنْ الشَّرِّ ،
وَإِنَّمَا الْعَاقِلُ الَّذِي يَعْلَمُ خَيْرَ الْخَيْرَيْنِ وَشَرَّ الشَّرَّيْنِ ،
وَينْشد : إنَّ اللَّبِيبَ إذَا بَدَا مِنْ جِسْمِهِ مَرَضَانِ مُخْتَلِفَانِ
دَاوَى الأخْطَرَا وَهَذَا ثَابِتٌ فِي سَائِرِ الْأُمُور " . [8]
ويؤيد هذا المعنى ما نقله سفيان بن عيينة عن عمرو بن العاص :
" ليس العاقل مَن يعرف الخير من الشر ، ولكن هو الذي يعرف خير الشرين " . [9]
· القاعدة هنا : قد يكون الفعل في ذاته محرماً لترتب مفسدة عليه ،
لكن يجوز القيام به إن تحصلت به منفعة أكبر ،
أو اندفعت به مفسدة أشد .






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

 

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:39 AM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية