العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام العامة ]:::::+ > ۞ مكتبة الــوٍد الإسلامية ۞
 
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 03-06-2013, 03:33 AM   رقم المشاركة : 1
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور
۩ لماذا استخدم الله تعالى لفظ {خَرَّ }


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لماذا أستخدم الله تعالى لفظ {خَرَّ}
سؤالان يتعلقان بالإعجاز البياني للقرآن الكريم :
السؤال الأول :
قال الله تعالى في سورة ص :
{وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ }
لماذا استخدم الله تعالى لفظ { خَرَّ }؟
فإني - كما أعلم - أن الإنسان يخر ساجدًا .
أي: بمعنى السقوط على الأرض بسرعة .
السؤال الثاني :
هل هناك فرق في الآيات التي تتكلم عن القتال بلفظ : الكفار ؟.
أي : الذين هم يحاربونكم و يعادوكم ،
و إذا تكلمت عن الإحسان و العدل إليهم ؛
لكي يعرفوا أخلاق المسلمين تستخدم لفظ : الكافرون ؟
خلاصة السؤال هو :
هل في استخدام كلمة { الكفّار } تشديد ،
و { الكافرون } ، أو { الكافرين } تخفيف ،
أم لا فرق بينهما ؟
جزاكم الله خيرًا .
جواب السؤال الأول :
أولاً- الخرور هو سقوط وهويُّ إلى الأرض .
يقال: خرَّ خُرورًا . أي: سقط وهوى ؛
و ذلك يكون من أعلى إلى أسفل .
قال تعالى :
{ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِن فَوْقِهِمْ }
(النحل: 26)
و يقال : خرَّ ، لمن ركع ، أو سجد ،
و الشاهد قول كُثَيِّر عَزَّةَ :
رهبان مدين ، و الذين عهـدتهم ... يبكون من أثر السجود قعودا
لو يسمعون ؛ كما سمعت كلامها ... خرُّوا لعزة ركعًا وسجـــــودا
و من الأول
قوله تعالى :
{وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعاً وَأَنَابَ }
(ص: 24)
و من الثاني
قوله تعالى :
{ إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّداً }
(مريم: 58)
أما الركوع فهو الانحناء دون الوصول إلى الأرض .
يقال : ركع الرجل ، إذا انحنى . وكلُّ منحنٍ راكع .
قال لبيد :
أليس ورائي، إن تراخت منيتي ... لزوم العصا تحنى عليها الأصابع
أخبر أخبار القرون التي مضت... أدب ؛ كأني كلما قمـــت راكــــــــع
و أما السجود فهو تطامُنٌ و ذلٌّ وصولاً إلى الأرض .
يقال : سجد الرجل ، إذا تطامن و ذل .
ثانيًا – قالوا :
و قد يعبر عن السجود بالركوع ،
و حمل جمهور المفسرين على ذلك
قوله تعالى :
{ وَخَرَّ رَاكِعاً وَأَنَابَ }
(ص: 24)
أي: خر ساجدًا .
و إلى هذا أشار أحد الشعراء بقوله :
فخر على وجهه راكعًــــــــا ... و تـــــــــاب إلى الله من كل ذنـــــب
و قال ابن العربي :
« لا خلاف في أن الركوع هاهنا : السجود ؛ لأنه أخوه ؛
إذ كل ركوع سجود ، وكل سجود ركوع ؛
فإن السجود هو المَيْلُ ، و الركوع هو الانحناءُ ،
وأحدهما يدل على الآخر ؛
و لكنه قد يختص كل واحد منهما بهيْئَة ،
ثم جاء على تسمية أحدهما بالآخر ، فسُمِّيَ السجودُ ركوعًا » .
و الحقيقة ليس كما قال ابن العربي ؛
فالخلاف موجود ،
بدليل أنهم اختلفوا في المراد من ركوع داود - عليه السلام –
فذهب الجمهور إلى أن المراد به السجود .
قال مجاهد :
مكث أربعين يومًا ساجدًا لا يرفع رأسه ، حتى نبت المرعى من دموع عينه ،
فغطى رأسه إلى أن
قال الله تعالى :
{ فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَ إِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَ حُسْنَ مَآَبٍ }
(ص: 25)
و ذهب بعضهم إلى أن الركوع هنا على ظاهره ، بمعنى الانحناء .
و حاول بعضهم أن يجمع بين القولين بأن يكون ركع أولاً ،
ثم سجد بعد ذلك .
أو أن الله سبحانه ذكر أول فعله و هو خروره راكعًا ،
و إن كان الغرض منه الانتهاء به إلى السجود .
و قيل : بل معنى { رَاكِعًا } : مصليًّا ،
على اعتبار أن الركوع يراد به الصلاة .
ثالثًا – و الصواب في ذلك - والله أعلم –
أن الركوع هنا على ظاهره ، و هو الانحناء خضوعًا ،
ومثله قوله تعالى :
{ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَ هُمْ رَاكِعُونَ}
أي : و هم منحنون خضوعًا لله تعالى ؛
إذ لا يعقل أن يؤتوا الزكاة و هم ساجدون .
و إذا كان ثبت بالسنة المطهرة ، و إجماع المسلمين أن داود - عليه السلام -
قد سجد لله عز و جل ،
فإن سجوده هذا كان بعد انحنائه خضوعًا ،
وإلى هذا ذهب الحسن بن الفضل ،
فقال :« خر من ركوعه. أي : سجد بعد أن كان راكعًا » .
و أما ما استدل به بعضهم على أن المراد به السجود
بأن الخرور هو السقوط و الهوي إلى الأرض ،
فقد ذكرنا فيما تقدم أن الخرور يقال للركوع و للسجود ،
والله تعالى أعلم .
جواب السؤال الثاني :
أما جواب السؤال الثاني فلفظ { الْكَافِرُونَ }
جمع :{ كافر } ،على وزن:{ فاعل } .
و لفظ { الكُفَّارِ }جمع :{ كَفَّار } بفتح الكاف ،
و كلاهما من قولهم :
كفر يكفر، فهو كافر، وكَفَّار.
والكفر في اللغة هو السَّتْرُ و التغطية .
و وُصِفَ الليل بالكافر ؛ لأنه يغطي كل شيء .
و وُصِفَ الزارع بالكافر ؛ لأنه يغطي البذر في الأرض .
و كُفْرُ النعمة و كُفْرانُها : تغطيتها بترك أداء شكرها .
قال أحدهم :
« لو جاز أن تعبد الشمس في دين الله ، لكنت أعبدها ؛

فإنها شمس ما ألقت يدًا في كافر،
و لا وضعت يدًا إلا في شاكر » .
فالكفر يضادُّه الشكر ، و في اصطلاح الشرع يضادُّه الإيمان ،
و هو مصدر سماعي لكَفَر يكفُر.
و أصله : جَحْدُ نعمةَ المُنْعِم ،
و اشتقاقه من مادة الكَفْر ، بفتح الكاف ، وهو السَّتْرُ والتَّغطِيةُ ؛
لأن جاحد النعمة قد أخفى الاعتراف بها ؛
كما أن شاكرها أعلنها ؛
و لذلك صيغ له مصدر على وزن الشُّكر،
و قالوا أيضًا : كُفْرانٌ ، على وزن شُكْران .
ثم أطلق الكفر في القرآن الكريم على جحود الوحدانية أو الشريعة أو النبوة ،
بناء على أنه أشد صور كفر النعمة ؛ و ذلك أعظم الكفر .
و استعمال الكفران في جحود النعمة أكثر من استعمال الكفر .
و منه قول الله تعالى :
{ فَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ }
(الأنبياء: 94)
و استعمال الكفر في الدين أكثر من استعمال الكفران .
و منه قول الله تعالى :
{وَ مَن يَكْفُرْ بِاللّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً }( النساء: 136)
و قوله سبحانه وتعالى:
{ وَ مَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ }
(المائدة: 44)






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:36 AM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية