سأَبْقى بَعيداً..
هُنَالِكَ فِي الظَلاَم..
حَيْثُ الهُدُوء والصّفَاء..
سَأَبْقَى وَحْدِي مَعَ أَفْكَارِي وَدَفْتَرِي..
أَتَصَفَّحُ أَوْرَاقَ المَاضِي حَيْثُ الأَفْرَاح وَالأحْزَان.. حَيثُ الآمالُ والذّكريات..
سَأُمْسِكُ قَلَمِي وَأَكْتُبُ على صفْحَة بيضاء شَيءً لاَ أعرِفه ..سأكتبُ شعراً لن يُعْجِبَ أحداً غيْري ..لأنِّي كتبتهُ .. سأَكتُبُ نثراً لن يفهمَه شخص غيري .. سأُخْفي الحَقِيقَةَ بَيْنَ السّطُور ، لَن أُظْهِرَهَا إلاَّ لِنَفْسِي …
سَأَتْرُكُ رِفَاقِي كلهم .. وأَبْحث عن رفاق غيرهم ..كلهم أطفال صغار ..
سامحوني .. لم أجد غيرهم رفيقا وصديقا وأَنِيسا … لأنّهم لا يَعرفون الكَذِبَ والخِدَاع ، لأَنَّهُم لاَ يَعْرِفُونَ الخِيَانَة .. لا يعرفون النفاق ..مشاعرهم صادقة شفّافة .. وقلوبهم صافية كالمرآة ..لم يعرفوا إلا الدّمى والألعاب .. عيونهم كلها حنان وبراءة .. أرواحهم دافئة كشمس الصيف ..
ولكني بعد حين سأتركهم .. وأبقى وحيداً صريع الحسرات .. سأترُكُهم لأنّهم سَيَكْبُرُونَ .. سيتعلّمون من غيري الغدر والخيانة والغِشَّ والنّفاق ..
سأرجع لصديقي القديم الذي ما شعرت بالأمان والراحة إلاّ معه ..
سأَرْجِعُ إلى دفتري وقلمِي ..
كتبها
شخص