فاطمة فتاة خجولة ، ابتسامتها رقيقة ، ضحكتها بريئة ، هي طفلة في ثوب
>امرأة .. لا تكذب ، لا تخدع ، لا تعرف المجاملة ، قليلة الكلام .. لا
>تتكلم إلا إذا طلب منها الكلام وفوق هذا تتكلم ( بالقطارة ) .. على عكس
>جميع النساء الموجودات في هذا العالم اللاتي لا يتوقفن عن ( القاق قاق
>) و ( الحش في خلق الله ) كانت فاطمة تختلف عن كل هؤلاء النساء ولهذا
>ازداد ( الاستاذ سالم ) حباً لها بالرغم من كونه متزوج وأب لثلاثة
>أطفال ..!!
>كانت فاطمة في الخامسة والعشرين من عمرها .. تقدم لها الكثيرون ولكنها
>رفضتهم ، تقدم لها ابن خالتها ولكنها كانت لا تفكر في الزواج .. كانت
>تفكر في شيء آخر شغل فكرها وبالها وجعلها تنسى موضوع الزواج حتى إشعار
>آخر ..!!
>
>نعود إلى الماضي وبالضبط قبل سبع سنوات حينما تقدم الشاب الجامعي
>المتعلم سالم لطلب يد الآنسة فاطمة التي كانت تدرس في الصف الثاني
>ثانوي ويومها وافقت والدتها عليه ولكن والدها ( رحمه الله ) رفضه ورجعه
>حزيناً خائباً لأن والد سالم كان فارسي الأصل وكذلك لأن فاطمة مازلت
>صغيرة في السن .. حزن سالم حزناً شديداً وقرر السفرإلى لبنان لاستكمال
>دراسته في العلوم السياسية بجامعة بيروت ليعود بعدها بأربعة سنوات ومعه
>زوجة لبنانية وثلاثة ابناء !!
>
>قرر سالم أن يرحل بحزنه بعيداً عن ( الدقداقة ) التي ولد وتعلم وأحب
>فيها إلى بيروت الباردة .. إلى لبنان الجميلة حيث ينشغل بالتعليم وينسى
>الفتاة التي أحبها .. ذهب ليتعلم في لبنان وينشغل بالدراسة ولكن حدث
>مالم يكن يتوقعه حينها وهو إعجابه بأحد زميلات الدراسة من اللبنانيات
>الجميلات فتزوجها بسرعة وواصل تعليمه ليكتشف قبل التخرج أن عنده ثلاثة
>أطفال وكأن عجلة الزمن تسير أسرع من طبيعتها ..
>
>اكتشف سالم أن زوجته لبنانية وأنه أصبح مرتبطاً بها ولا يستطيع التخلي
>عنها واكتشف أن عنده ثلاثة أبناء منها واكتشف اكتشافاً آخر وهو أن عليه
>العودة إلى الإمارات لأنه حصل على شهادة الماجستير حيث تنتظره الوظيفة
>الكبيرة وينتظره وعد قطعه على نفسه بأن يقدم شيئاً لبلده الإمارات التي
>وفرت له كل شيء حتى حصل على شهادته !!
>
>بعد انتهاء سالم من دراسته وحصوله على الشهادة اعتبر زواجه من
>اللبنانية ( فايزة ) أكبر خطأ في حياته واعتبر إنجابه للأبناء إصراراً
>على الوقوع في الخطأ وأخذ يفكر فيما يجب عليه فعله ..
>هل يترك اللبنانية في لبنان ويطلقها ويرحل غير عابئاً بها وبالأبناء
>؟!؟
>هل ينسى المرأة التي وقفت إلى جنبه وينسى فلذات كبده ؟
>هل يستطيع التخلي عن أبنائه وزوجته بهذه الطريقة البشعة ؟!؟
>وهل هو نذل وجبان لهذه الدرجة حتى يفكر هذا التفكير الأحمق ؟!؟
>
>طبعاً لا فسالم أكبر من أن يفعل هذا وهو إبن الإمارات الذي تعلم فيها
>الأخلاق العربية الأصيلة وتعلم في مدارسها مبادىء الدين الإسلامي
>الحنيف ولهذا قرر سالم أن يأخذها معه إلى الإمارات حتى لو كان هذا على
>حساب قلبه الذي مازال يحب فاطمة بنت الجيران التي رفضه والدها ..
>
>نزل سالم مع زوجته وأطفاله في مطار دبي ولم يكن يستقبله أحد ( كالعادة
>) فركب تاكسي إلى رأس الخيمة حيث بيت والده الهرم الذي يقضي يومه في
>الصلاة والذكر ..
>
>وصل سالم إلى الدقداقة وأخذ ينظر إلى بيوتها القديمة حتى مر ببيت كان
>يعرفه ، كان يحبه ، كان يتمنى لو أن صاحبه قد زوجه بابنته قبل أن يموت
>وقبل أن يسافر هو إلى لبنان ويتزوج منها .. هو بيت فاطمه ، الحب الأول
>الذي مازال له في القلب أجمل مكان وأحلى ذكرى .. ولكن كفىء سالم دمعة
>من عينه وانتبه لزوجته التي كانت تقارن بين عمارات دبي الشاهقة والبيوت
>الشعبية القديمة في أحياء رأس الخيمة .. ضحك سالم في خاطره وقال :
>بالأمس كنت آكل معها جبنة وزيتون في الشقة وغداً سوف تأكل معي المالح
>والعوال في العريشة ههههههههه ..
>
>اشتغل سالم في أحد الدوائر المحلية بوظيفة مدير قسم واستمر في عمله
>لثلاث سنوات أخرى وهو يتتبع أخبار فاطمة من بعيد وكان لا يزال يمني
>نفسها بالزواج بها !!
>
>نعود إلى فاطمة ونقول بأنها لم تكن تفكر في الزواج لأنها كانت تفكر في
>الطريقة التي تساعد فيها أمها العمياء وتربي أختها الصغيرة خصوصاً وأنه
>ليس لها أقارب قريبون أبداً بالإضافة إلى أن والدها ليس له معاش تقاعد
>من الدولة لأنه لم يعمل في دائرة حكومية كما أن معاش الشؤون الاجتماعية
>( 1250 درهم ) لا يكفي لسد فواتير الكهرباء والتلفون والمأكل والمشرب
>ومصاريف دراسة البنت الصغيرة .. ولذلك فور تخرج فاطمة من كلية التقنية
>سارعت إلى البحث عن وظيفة ولكنها ( مثل غيرها من الخريجات ) لم تجد
>عملاً .. قدمت فاطمة أوراقها في الجامعة والتقنية والتربية والبنوك
>وغيرها ولكن كانت كل الأبواب مغلقة في وجهها بطريقة فظيعة حتى وقعت
>فاطمة بين نارين .. أمها العمياء وأختها الصغيرة ، وعدم وجود وظيفة لها
> وقلة الحيلة في فعل شيء ولذلك كانت فاطمة تبكي في كل يوم قبل أن تنام
>وكانت تدعو ربها أن يفك هذه الأزمة على خير !!
>
>اتصل الأستاذ سالم بأم فاطمة ذات يوم وقد كان يعرفها بحكم أنها كانت
>صديقة المرحومة أمه وبحكم أنه جارهم الذي أصبح أقرب الناس لهم وقال لها
>: ألف مبروك .. أخيراً وبعد طول عناء استطعت إقناع المدير بتوظيف فاطمة
>عندنا في المؤسسة ..!!
>
>فرحت أم فاطمة بهذا الخبر ودعت له بالتوفيق والنجاح وانفتاح أبواب
>الرزق وأخذت تدعو له بكل الدعوات الممكنة والغير ممكنة وهكذا هم (
>العجائز ) الله يخليهم !!
>
>سارعت أم فاطمة إلى ابنتها لتبلغها هذا الخبر ففرحت فاطمة واحتضنت أمها
>وأخذت تبكي على صدرها غير مصدقة .. وأخيراً ستعمل فاطمة وستحصل على
>راتب وستنتهي الكثير من الديون ..
>
>بعد أقل من نصف ساعة طرق حموووود ابن الأستاذ سالم باب منزلهم وكان
>طفلاً في الروضة ويحمل بين يديه الظرف الأصفر الذي به أوراق المباشرة
>في العمل فركضت فاطمة إليه ورفعت حمووودإلى أعلى وأخذت تدور به من
>الفرحة ثم أنزلته وأخذت تقبل خديه لدرجة أن الولد ( احمر ) من الخجل
>وهو الذي اعتاد أن يرى فاطمة فلا تلقي له بالاً فتسمر الولد مكانه وهو
>غير مصدق ماذا تفعل به فاطمة وبعد أن تركته ظل واقفاً كالتمثال وكأنه
>يقول في خاطره ( شكلها سكرانة !! )
>
>بعد أن أخذت فاطمة المظروف وفتحته بينما حمووود واقف مكانه أراد حمووود
>الخروج من البيت فمسكته من يده وذهبت به إلى الثلاجة ومن الرف العلوي
>أعطته الشوكولاته التي كانت تحبها ( أم آند أمز ) ووضعت قبلة جديدة على
>خده وفور أن قبلته فاطمة خرج الولد من البيت هارباً قبل أن تفعل به
>فاطمة أشياء أخرى !!
>
>فرحت فاطمة كثيراً بالوظيفة الجديدة بالرغم من أن راتبها ضئيل ( أربعة
>آلاف فقط ) ولكنها كانت تعني لفاطمة الكثير وهي التي فقدت الأمل في
>الحصول على وظيفة تساعدها في تحمل تكاليف المعيشة ومصاريف البيت ..
>
>اشتغلت فاطمة في الوظيفة الجديدة وقبلت بالراتب الضئيل لأنه أفضل من لا
>شيء وكان الأستاذ سالم هو مسؤولها المباشر في العمل ..
>
>كان سالم يعاملها بأدب شديد وكان لا يضع عينه في عينها لأنها خجولة
>وكان يحترمها احترام العاشق لمليكته التي نصبها منذ كان صبياً على
>مملكة الروح !!
>
>لاحظت فاطمة اهتمامه بها وشاهدت الحب في عينيه ولكنها كانت تخادع نفسها
>وتقول لها بأنه متزوج ويحب زوجته ولديه ثلاثة أطفال !!
>
>قرر الأستاذ سالم في أحد الأيام استجماع قوته .. وقرر أن يتقدم لفاطمة
>طالباً يدها ومتجاهلاً كل شيء آخر .. وفعلاً في أحد الأيام استدعى
>الأستاذ سالم فاطمة فأتت فطلب منها الجلوس فجلست بحياء وترقب على
>الكرسي المقابل لطاولة الأستاذ سالم ..
>
>قال الأستاذ سالم بصوت متقطع : يا أخت فاطمة ، ممكن أتكلم معاج في شي
>خاص ؟!؟
>
>ردت فاطمة بصوت خافت : تفضل ..
>
>الأستاذ سالم : يا فاطمة ، في البداية أتمنى ما تفهميني غلط لأنني
>والله العظيم أعزج وأحترمج وأعتبرج بمثابة وحدة من أهلي وفي نفس الوقت
>يا فاطمة أنتي بنت الجيران ونحن بمثابة جماعة وأهل ..
>
>يا فاطمة أبوج توفى وأمج الله يشفيها ما تشوف وأنتي تشتغلين هنيه عشان
>تساعدين أمج وتربين أختج الصغيرة .. وأنا أريد أساعدج .. أريد أوقف
>وياج لأنج بالفعل إنسانة عظيمة وتستاهلين كل خير ..
>
>فاطمة مثل ما تعرفين أنا تقدمت لج وطلبت أيدج من ابوج قبل سبع سنوات
>ويومها أبوج رفضني .. فسافرت على لبنان وتزوجت هناك ولكن بعده قلبي
>متعلق فيج أنتي .. يحبج أنتي ، يريدج أنتي .. فاطمة أنا أريدج على سنة
>الله ورسوله .. أريدج بالحلال .. وافقي يا فاطمة ..
>
>صعقت فاطمة مما سمعت وأصابها تشنج عصبي وطاحت على الكرسي مغمى عليها ..
>
>طااااار بسرعة الأستاذ سالم من على مكتبه ونادى الموظفات اللي في خارج
>مكتبه وصرخ فيهم : تعالوا بسرعة شوفوا فاطمة !!
>
>وركض على التلفون واتصل بالإسعاف وأخبرهم بالمكان وأنه في حالة طارئة
>!!
>
>وطبعاً لم يصبر سالم على سيارة الإسعاف لحد ما توصل لأنها ( تمشي على
>بيض ) وطلب من الموظفات ياخذونها على سيارته وأنه هو بيوصلها ..!!
>
>وفعلاً موظفتين شلوا فاطمة وحطوها في الكراسي اللي ورا من سيارة سالم
>وركبوا معاها وطاااااااار الأستاذ سالم على المستشفى .. في الطريق :
>سالت إحدى الموظفات : شو فيها فاطمة ؟!؟
>
>رد سالم بتلعثم : مممم ممادري شفيها ، اروحها طاحت !!
>
>فردت موظفة مشهورة بدفاشتها ويسمونها ( أم لسانين ) : يمكن من الفرحة
>لأنه زيدولها راتبها !!
>
>فرد سالم بقوة وهو يسوق السيارة : بسسسسسسسسس ياللي ما تستحي ، ما
>تشوفين حالتها !!
>
>سكتت أم لسانين بعد ما احترق ويهها ...... وبسرعة وصلوا المستشفى
>ودخلوها على قسم الحوادث !!
>
>دخل سالم مثل المجنون قسم الحوادث وقال للأطباء والممرضين الموجودين :
>عندنا حرمة مغمى عليها بسرعة شوفوها ..!!
>
>وكان شكل سالم وهيئته يعطي هيبة واحترام وخاصة أن سيارته شبح أسود
>وعليه عاكس وعشان جيه صار كل اللي في المستشفى مثل النحل يحاولون
>يقدمون أقصى مافي استطاعتهم للمريضة وإرضاء للرجل المحترم الموجود في
>قسم الحوادث ..
>
>المهم دخلوها غرفة خاصة ودخلوا عندها الأطباء وسالم يروح ويرجع قدام
>باب الغرفة وهو يفرك أيدينه بينما كانت الموظفات قاعدات على الكراسي
>فقالت عويش : شكله خايف عليها وايد ..
>
>أم لسانين : هيه والله .. اتقول حرمته هههههههه ..
>
>عويش : لو حرمته ما خاف عليها جيه ..
>
>أم لسانين : طالعي شكله ههههههه ، اتقول حرمته وداخله تولد ..
>
>عويش : بيطلع الدكتور وبيقول له : مبروووووك جالك ولد هههههههه
>
>أم لسانين : لا يالعنز موب جيه ، بيطلع الدكتور وبيقول له : اضطرينا
>نضحي بالأم والجنين والممرضات عشان تعيش أنته ههههههههه
>
>عويش : غربلات شكلج ، لا تفاولين على الحرمة .. إن شاء الله تطلع
>بالسلامة ..
>
>أم لسانين : آي هوب ذاااااااااات ..
>
>طلع الدكتور المصري من الغرفة اللي فيها فاطمة فركض عليه سالم وقاله :
>هاااا يا دكتور .. شو فيها فاطمة ؟!؟؟
>
>الدكتور المصري : حضرتك جوزها ؟!؟
>
>سالم : أنا رئيسها في العمل ، وهي مش متزوجة ..
>
>الدكتور : فاطمة بخير ، ما فيهاش حاجة ، تشنجات عصبية بسيطة ، شكلها
>اتعرضت لصدمة عصبية أو هي تمر بأزمة نفسية حادة .. لكن إنشاء الله
>هتكون بخير وهتروح وكلها نص ساعة بس ..
>
>الدكتور : بس مش لازم نبلغ أبوها ولا حد من قرايبينها ؟!؟
>
>سالم : أبوها متوفي وأمها عمياء وما عندها إخوان شباب .. هي جارتنا ..
>
>الدكتور : أهـــا .. يلا أنت بردو في مقام أخوها الكبير ..
>
>وذهب الدكتور عن سالم وأخذ يفكر في الحوار الذي دار بينه وبين الدكتور
>وكلمات الدكتور ترن في أذنه رن الرعــد ..
>
>( حضرتك جوزها ..؟؟ ) ( أنت بردو في مقام أخوها ) ( حضرتك جوزها ..؟؟ )
>( حضرتك جوزها ..؟؟ ) ( حضرتك جوزها ..؟؟ ) ( أنت بردو في مقام أخوها )
>( أنت بردو في مقام أخوها ) ( أنت بردو في مقام أخوها ) ..
>
>على العموم اطمأن سالم على سلامة فاطمة وأخبر الموظفات بذلك وانتظروا
>ساعة ونصف حتى خرجت فاطمة من الغرفة بمساعدة أحد الممرضات فذهبت
>الموظفتين ليساعدنها فقالت أم لسانين بكل نفاق : سلامات سلامات يا
>خويتي ، يعلني فداج إنشاله ... وقالت عويش : تستاهلين السلامة يالغالية
>.. وأخذن يساعدنها على المشي باتجاه باب المستشفى ..
>
>كان سالم واقفاً على بعد أمتار وهو يشاهد فاطمة تخرج بالسلامة وكان
>قلبه يرقص من الفرحة وفي نفس الوقت كان في قمة الخجل منها كونه السبب
>فيما حدث لها ..
>
>ذهب سالم وركب سيارته وجاءت بعده عويش وأم لسانين وبالطبع فاطمة وركبت
>أم لسانين في الأمام بجوار سالم لتوسع المكان على فاطمة بينما بقيت
>عويش مع فاطمة في الكراسي الخلفية .. وانطلقت السيارة باتجاه بيت فاطمة
>الذي يعرفه سالم بحكم أنه جارهم ..
>
>قالت سالم : وأنتي يا أم لسانين ليش ركبتي جدام .. لو شافتج أم حموود
>بينخرب بيتي !!
>
>أم لسانين : هذ المطلووووووووب ههههههههه
>
>سالم : في حياتي ما شفت إنسان أدفش عنج !!
>
>أم لسانين : أنا احليلي .. اللي في قلبي على لساني ..
>
>سالم : إذا اللي في قلبج على لسانج صدقيني هذا موب قلب ، هذي صخامة !!
>
>أم لسانين : عنالات شكلك وأنت اروحك دفش .. لا لا أنت لووووووووووح ..
>
>وكانت فاطمة وعويش يضحكون على أم لسانين وسالم يوم يغايظون بعض .. وكان
>سالم يعامل باقي الموظفات مثل أخواته وعشان جيه الكل كان يحبه ويعامله
>بطبيعية بعيد عن الرسميات ..
>
>وصلت السيارة عند بيت فاطمة ونزلت فاطمة وشكرت الجميع وشكرت سالم وعويش
>وأم لسانين وعزمت عليهم وقربت بهم لكن ما طاعوا ووعدوها أنهم يزورونها
>في القريب ..
>
>وبعد ما نزلت فاطمة قال أستاذ سالم : يا أم لسانين يلا روحي اركبي ورا
>، عن عويش تزعل علينا ؟!؟
>
>ضحكت عويش باستهزاء وقالت : وليش يعني أزعل ؟!
>
>سالم : لازم الواحد يعدل بين حريمه ههههههههه
>
>طبعاً ركبت أم لسانين ورا بعد ما حصل سالم رد قوي ولاذع من عويش وأم
>لسانين ولكن استمروا في سوالفهم لين ما وصلوا الدوام وكملوا شغلهم
>وكأنه ما صار شي فالكل كان يتعامل بأخوة وتلقائية لأنه سالم يعامل أغلب
>الموظفات مثل أخواته بحكم أنه أكبر منهم بسنوات وكل الموظفات كانوا
>متعودين عليه بطريقة ما تتصور خاصة وأن علاقة الرجل والمرأة في
>الإمارات تكون معدومة خارج إطار القرابة أو العائلة ..
>
>رجعت فاطمة للدوام واتصرفت وكأنها ما سمعت شيء أبداً من سالم وطبقت
>المثل الإنجليزي القائل : اعتبر الأحداث الماضية أحداثاً ماضية !!
>
>مر شهر كامل على الموضوع وكان كل من سالم وفاطمة يحاول يتانسى الموضوع
>ولكن شيء ما كان في نفس سالم يدفعه لسؤال فاطمة مرة أخرى .. وخاصة أن
>فاطمة لم تظهر له أي علامة من علامات الضيق أو الرفض ولكن كان التشنج
>العصبي في نظره لأنها لم تكن تتوقع منه شيء مثل هذا !!
>
>قرر سالم الذهاب إلى أم فاطمة والكلام معها .. وفعلاً ذهب وكان رد أم
>فاطمة غريباً ..
>
>كانت أم فاطمة موافقة على تزويج ابنتها بسالم ولكن بشرط وهو أن يطلق
>زوجته اللبنانية !!
>
>استغرب سالم من هذا الطلب وأخذ يحاول إقناع أم فاطمة بأنها أم أبنائه
>وأنه من الصعب أن يطلقها لأن هذا سيدمر حياة أبنائه و ....
>
>أقنع سالم أم فاطمة بطلبه ولكنها وضعت له عدة شروط على إتمام الزواج
>
>أولاً : أن تأتي زوجته اللبنانية لتخطب فاطمة بنفسها
>
>ثانياً : أن توافق فاطمة وترضى بسالم
>
>ثالثاً : أن تسكن فاطمة في بيت مجهز لها ويكنون معها
>
>رابعاً : مهر 100 ألف درهم
>
>خامساً : أن لا يأخذ سالم درهماً واحداً من راتب فاطمة
>
>سادساً : أن يعدل بين زوجته فاطمة وزوجته اللبنانية
>
>تبدو الشروط تعجيزية لأي رجل يرغب في الزواج من امرأة أخرى ولكن سالم
>وافق على كل الشروط ودون تردد لأن مسائل المال والمصاريف كانت بسيطة
>بالنسبة له لأنه ولله الحمد رجل مقتدر ولديه الآلاف وربما الملايين في
>البنك ولكن كان الشرط الأصعب وهو أن يجعل زوجته اللبنانية تذهب لتخطب
>فاطمة بنفسها !!
>
>ذهب سالم متسلحاً بكل أساليب الحيلة والدهاء ومتذرعاً بكل أسباب الحب
>العظيم الذي يحبه لفاطمة ولديه أمل كبير في أن يجعل زوجته اللبنانية (
>فايزة ) توافق على خطبة فاطمة وهو يعلم جيداً أنه من الصعب أن يقنعها
>بأنه سيتزوج من أخرى فكيف سيذهب لإقناعها بأن تذهب هي لخطبتها !!
>
>دخل سالم إلى بيته وبيده كالعادة بعض الأغراض التي طلبتها زوجته
>بالإضافة إلى عشاء فاخر .. تكة وكباب وشيش وحمص وفتوش و ...
>
>فايزة : هلا حبيبي .. إش هيدا كلو .. إش هيدا كلو
>
>سالم : قولي ما شاء الله يا فايزة واذكري الله
>
>فايزة : مشاء الله .. اليوم عيد الشجرة ها ها ها
>
>سالم : لا وحياتج اليوم عيد ميلادي هههههههه
>
>فايزة : عم بتكزب يابو حمووود .. أنته أصلاً ما بتعرف إمتى انولدت !!
>
>سالم : أمي ولدتني تحت شجرة وعشان جيه أنا أحتفل بعيد ميلادي في يوم
>الشجرة هههههههه
>
>فايزة : أي والله منيح يابو حمووووود .. يخليك الله يا شجرة ألبي ..
>
>سالم : بس لا تنسي تحطيلها سماد ههههههههههه
>
>ويتابع سالم : ويخليج يا عيوني .. وعلى فكرة في عيد الميلاد الناس
>ياكلون كيك لكن أنا أحب آكل كباب !!
>
>ويمسح سالم على كرشته ويذهب لكي يصلي العشاء بانتظار أن تجهز أم حموود
>السفرة ..
>
>ويجلس سالم وزوجته وأبنائه الأربعة على السفرة يتناولون الطعام وتجلس
>فايزة وفي حجرها ولدها الصغير وفي فمه ( مرضعه ) تمسكها بيد وتأكل معهم
>باليد الأخرى بينما كان سالم يأكل بنهم وعقله مشغول في كيفية إقناع
>زوجته بالذهاب لخطبة فاطمة .. !!
>
>وبعد العشاء شرب سالم الشاي بالنعناع وأخذ يفكر في الطريقة إلى أن
>وجدها !!
>
>ذهب سالم للنوم وبعده ذهبت فايزة ونام الإثنان إلى أن استيقظت فايزة في
>منتصف الليل على صوت زوجها وهو يصرخ : لااااااااااء لااااااااااااااء
>.. فاستيقظت مرعوبة وارتعب صغيرها وقالت : سالم شو بك ؟
>
>سالم : ماشي ماشي .. كابوس ..!!
>
>وذهبت فايزة إلى المطبخ وأحضرت له كوب ماء فشرب ونام ..
>
>وفي اليوم التالي : حدث نفس الأمر وتستيقظ فايزة على صوت زوجها ثم
>تسأله عن الحلم فلا يخبرها فتهدئه وينام ..
>
>واستمر سالم على هذه الحالة لمدة أسبوع كامل حتى أخبر زوجته عن الحلم
>وأخبرها بأنه يحلم بأن أبو فاطمة ( الذي مات ) يمسك بطرف ثوبه ويقول له
>: زوجتي فلانة وابنتي فاطمة أمانة في رقبتك .. لازم تتزوج فاطمة ..
>لازم تتزوج فاطمة !!
>
>فيرد سالم عليه : ولكنني متزوج وعندي زوجتي التي أحبها ..
>
>فيقول الأب : البنت وأمها أمانة .. البنت وأمها أمانة .. لازم تتزوج
>فاطمة .. !!
>
>وأخذ سالم يمثل الانفزاع يومياً ويتظاهر بالخوف والارتعاب من هذا
>الكابوس إلى أن قررت فايزة أن تقنع سالم بالذهاب إلى طبيب نفسي فعرضت
>عليه الفكرة لكنه أخذ يماطلها حتى وافق وذهب إلى الطبيب النفسي .. وعاد
>ليكذب عليها من جديد قائلاً باندهاش : أن الطبيب النفسي قال له يجب أن
>تتزوج فاطمة حتى تريح نفسك !!
>
>توقعت فاطمة أن يكون ما بزوجها سحر أو ( عمل ) فنصحته بالذهاب إلى مطوع
>كيف يفك هذا السحر فرفض سالم رفضاً شديداً بحجة أنهم كاذبون وأنه لا
>يؤمن بالسحر والجن وهذه الخزعبلات !!
>
>واستمر سالم في تمثيله على فايزة لشهر آخر حتى ضاقت فايزة ذرعاً وألحت
>عليه أن يذهب إلى مطوع ليفك هذا السحر أو يحل هذه المشكلة وستذهب معه
>بنفسها إلى المطوع وستكون بجانبه حتى تنتهي أزمته !!
>
>وافق سالم بعد الإلحاح الشديد من زوجته على الذهاب إلى أحد ( المطاوعة
>) فاتفق مع أحد الشباب الذين يعرفهم على تمثيل دور المطوع ورسم معه خطة
>محكمة لخداع زوجته فايزة !!
>
>أخبر سالم زوجته أنه سأل عن أفضل ( المطاوعة ) فقيل له أن هناك مطوع
>ممتاز في الفجيرة يفك السحر ويداوي من الأمراض المستعصية ويحل مشاكل
>الجن والعمل و ... غيرها فوافقت فايزة على الذهاب مع زوجها إلى هذا
>المطوع ..
>
>بعد عناء الطريق وصل سالم مع زوجته فايزة إلى أحد البيوت القديمة في
>أحد المناطق المنعزلة وضرب الباب بيديه لمدة عشر دقائق حتى سمع صوتاً
>يأتي من بعيد يقول له : أدخل يا سالم ..
>
>استغرب سالم من أن الرجل عرف اسمه وتلاقت عيني التعجب والاستغراب بينه
>وزوجته فدخلا ووجدا رجلاً كبيراً في السن ويبدو أنه متعلم وبعض الكتب
>القديمة موجودة على أحد الرفوف ويغطيها التراب .. وكان الرجل كثير الكح
>والسعال وجالساً في طرف البيت وبجانبه موقد النار ..
>
>وقف سالم وبجانبه زوجته أمام الرجل وهما يرتعبان وكأنهما واقفان أمام
>ساحر ..
>
>قال المطوع : يا ولدي لا تخاف .. وأنتي يا بنيتي لا تخافي .. أنا رجل
>مسكين ومهنتي مساعدة الناس المحتاجة ..
>
>استجمع سالم قواه وقال : يا شيخنا ، نحن عندنا مشكلة بسيطة وهي أني في
>كل يوم أحلم الحلم الفلاني ..
>
>وأخبر سالم المطوع عن الحلم بكل تفاصيله وأخذ المطوع يسأل سالم بعض
>الأسئلة مثل : إسم أمه ، وإسم أم فاطمة ، وعن عدد أبواب البيت ، وعدد
>البيوت القريبة منهم .. وعدد الهوش في الزرب وعدد الديوك في الحوش
>وهكذا ..
>
>المهم .. كانت كلمات المطوع كالصاعقة على أذني فايزة حيث قال المطوع :
>أنت يا سالم ليس بك أي سحر أو عمل وإنما كانت رسالة من الدنيا الأخرى
>تدعوك إلى عمل خير وستر عائلة بأكملها وفي هذا لك الأجر والثواب من
>الله سبحانه وتعالى .. وأنت يا سالم الآن لازم تتزوج من فاطمة حتى
>تتخلص من هذا الحلم !!
>
>تظاهر سالم بإظهار الاندهاش والتفاجىء وأخذ يصرخ : كيف ؟؟؟؟؟ ولماذا
>أنا بالذااااااااات ؟!!!
>
>بينما سقطت فايزة على ركبتيها حزينة .. التقطها سالم من الأرض وخرج بها
>ولم ينس أن يترك خمسمائة درهم بجوار باب الغرفة فنادى المطوع على سالم
>قائلاً : يا سالم خذ فلوسك .. مالي حاجة فيها !!
>
>ولكن سالم خرج هو وزوجته وبقيا صامتين طوال الطريق إلى أن وصلا إلى
>البيت ..
>
>دخلت فايزة إلى غرفتها واستلقت على سريرها وأخذت تبكي بينما كان سالم
>يخلع ملابسه ويعلقها على الشماعة وهو يقول : يا بنت الحلال ، لا تهتمي
>بالكلام اللي يقوله ، ترا ميحد حمد قال : ما ينجبر قلب على قلب
>ههههههههه
>
>فايزة وهي تبكي : تضحك يا سالم .. خلاص بدك تتزوج مرا تانيه ..
>
>سالم : لا يا بنت الحلال أنا ما بتزوج غيرج أبداً أبداً ..
>
>ويخرج سالم خمسمائة درهم من جيبه دون أن تنتبه فايزة ويقول مستغرباً :
>لا إله إلا الله هذي الفلوس ورجعت لمخبايه .. هذا موب مطوع ، هذا
>ســاحر ههههههههه
>
>فايزة : لازم نروح لواحد تاني ..
>
>سالم : لا أنا ما بروح .. بس كفاية !!
>
>فايزة : لا يا حبيبي .. لازم .. أنت ما بتشوف كيف بيصفر وجك وتحمر
>عينيك لما بتقوم من النوم ..
>
>سالم : لا أنا ما بروح ..
>
>فايزة : هذا آخر واحد وبنشوف شو رح بيقول ..
>
>سالم ( بعد تردد ) : أوكي .. بنشوف آخرتها مع المطاوعة والسحرة
>ههههههههه
>
>ويعيد سالم الكرة ويتفق مع صديق آخر وينفذان نفس الحركة إلى أن صدقت
>فايزة أن زوجها يجب أن يذهب للزواج من فاطمة وإلا فسيستمر على هذا
>الحال أبد الدهر ..!!
>
>المهم أقنع سالم زوجته فايزة بالحيلة وقال لها : لازم تكوني قوية
>وواثقة من نفسج .. لازم ما تظهري بمظهر الزوجه الضعيفة المغلوبة على
>أمرها .. روحي أنتي واخطبيلي فاطمة وحتى تثبتيلها أني تزوجتها بإرادتج
>أنتي ، وأنج أنتي اللي اخترتيها لي كزوجه وصدقيني بتكبر في عينج وايد
>وايد ..
>
>قررت فايزة بعد إقناع سالم الذهاب إلى منزل فاطمة لخطبتها وذهب معها
>سالم ودق سالم الباب بقوة بانتظار أن يفتح أحد فلم يفتح له أحد ..
>بينما سمعت فايزة صوت أنين يخرج من البيت ولكن الصوت كان خافتاً وأرهف
>سالم أذنيه فسمع هذا الأنين ليضرب الباب برجله فينكسر ويدخل بسرعة إلى
>البيت فيجد طفلة صغيرة وهي أخت فاطمة تبكي على جثة فاطمة وأمها
>وبجوارهم ثعبان ميت !!
اختكم مطلع الشمس:) :) :)