قـد تـلاقـيـنـا أصيلا مقمرا
صدفة في الروض ما بين الروابي
فـرأيـت الـعشب ينمو واختفت
عن عيون الكون أشباح الهضاب
أقـبـلـت نـحوي كطيف قائد
ركـب حـور أو حمام أو كعاب
كـضـيـاء قـمـري حـالـم
فـي هدوء البحر والأفق الرحاب
ذات خـطـو راقـص تـشبهه
مـوجـة تعلو وتدنو في انسياب
تـتـهـادى فـي دلال مـثـلما
يـتـهـادى اللحن في قلب مذاب
وقـوام نـاحـل يـعـدو بـنـا
فـي طـريق سالك حلو الإهاب
وعـيـون حـائـرات طـرفها
سـابـحات بين أجفان الحِـراب
وعـبـيـر مـنـعش يغري بنا
نـحـو إلـقاء التحايا في اقتراب
صـافـحت روحي بكف كالندى
وحـريـر عاطر تحت الخضاب
فـاعـتـرتـني سكرة لم يستفق
أبـدا مـنـهـا فـؤادي وشبابي
أي حـسـن زار قـلبي فارتوى
مـن عـناق وارتشاف للرضاب