في تلكط الايام السالفة ... التي مضت والسنوات الماضية ...
كان جسدي جميل ...ينعم بالصحة والقوة ... عريض المنكبين ...شديد البأس عند القتال...يهابني الأعداء ؟؟لا أعرف لماذا؟؟؟
فانضم إلي أصحاب ورفقاء كثر ... امتلأت الدنيا أمام عيني بالسعادة والفرح ...
كيف لا ؟؟ ولم يعد يتجرأ الأعداء على مقاتلتي...أو حتى التعرض لأحد الأحباب
مكثت على ذلك الحال سنوات عديدة لا أحصيها.
غرتني زينة الدنيا وحياتها... نسيت .. أن أشكر نعمة ربي.. وتغذية جسدي...
فدب المرض في جسدي ... وبدأ الضعف يظهرعلى محياي... فخارت قواي.. ونحل جسمي ... واختفت ملا مح وجهي الجميلة ...
فلم أعد ذلك القوي الذي يهابه الأعداء .. وذلك العصامي الذي يسل سيفه ... لقول الحق ....ودحض الباطل
آه ... آه ياقلبي آهات تعتصر قلبي وتحرقه ولكنها لا تنفع...
قد استغل الأعداء ضعفي...فأغروا رفاقي وأحبابي بالعطايا والأموال ... فخانوا العهد... وناصروهم ...وخذلوني في الوقت الذي كنت فيه بأمس الحاجة إليهم.. فتعاونوا على تعذيبي... ويا ليتهم قتلوني لهان الامر... فقد عرفوا مرضي.. وعمدوا على مضاعفته... ومزقزا جسدي وقطعوا كفي وقدمي وتركوا الدماء تسيل... لعلها تشفي الغليل ..
أخذت أصرخ وأستغيث ولكن لا مجيب... فأحبابي أصبحوا أعدائي .... اشتد الطعن في الظهر بعد خيانة الأحباب ..
لم يهنأ لهم بال ... ففصلوا أرجلي من جسدي... وكسروا يدي وخلعوها من كتفي.......
أصدقائي هم من أدموا جراحي....
آه يا قلبي لا تكويني من حرقة الجراح ... آه ياجسدي القوي ..أين قوتك؟؟ وشجاعتك؟؟ أين كفاحك لنصرة الحق ؟؟ لقد تركوك بعد أن مثلوا بك وتركوك غارقا في أوحال الدماء ....
لم أعد أعرف الابتسامة .... لقد اختفت من شفتي ....وغاب النور من عيني وانطفأت تلك الشموع التي كانت تنير دربي ....
هذه حياتي التي أعيشها... هذا هو جسدي لا يستطيع الحراك .
يامن تسمعون صراخي وصيحاتي وأنيني ...وتنظرون إلي وتبكون.لماذا تبكون؟
فقد بكيت مثلكم سنين..... ولكنه لم يفدني بشيء ...ولم يعد لي جزءٌ من جسدي
لا أريدكم أن تنظروا إلي بعين الشفقة والحزن.. فإنها لا تغني من الحق شيئا..
أريدكم أن تداووا جرحي... وتوقفوا نزف دمي... وتعيدوا كياني ...
فكياني مهما فُعل به .. فلن يموت... ولن يتوارى تحت التراب... ولن يختبئ خلف الستار.. ولن يبحث عن الظلام ... لأن الله قد تكفل ببقائه.. وبصموده مهما ناله من جراح وأذى ... ومهما حاول الأعداء في تشويهه وتغيير صورته
فهل عرفتم من أنا ؟؟؟
أنا أمة الإسلام .... وأحبابي أبناء الإسلام وأحفاده...
العرض الشجري
