لا تحزني ياامرأة !
كم خدعوك يا امرأة عندما علموك في المدرسة:
ليس الجمال بأثواب تزيننا
إن الجمال جمال العلم والأدب
" العلم في الصغر كالنقش في الحجر.. »
وكم صدقتِ هذا القول ، لبستِه قناعة وإيمانا،
فالجمال ينبع من الجوهر، والوردة هي أريجها.
انكببت على الكتب تلتهمينها..
لتكوني الأجمل..
في ضيق ذات اليد عن مجاراة صرعات الموضة
التي صرعتنا بها الفضائيات
واكتظت المدينة بنماذجها العجيبة الغريبة
تذكرت قول جدتك :
« لولاك ياكميّ ما أكل تمي »
أنَّّبتِ نفسك على تخلفك عن ركب الحضارة
انزويت في ركنك وأنت تجهشين:
« ليس الجمال بأثواب...»
كي يبقى الجمال متوهجا بعظمة الخالق
إلى أن جاء العلماء
وصفعوك على خديك المتوردين
عندما اعتبروا الحياء عاهة مرضية
لا تتماشى مع موضة هذا العصر
قطعوا شرشه من تحت الإبط في عملية مؤلمة ومعقدة...
إنها مؤامرة لسرقة توهج خديك وجعلك دمية من شمع..
*... * ... *
لاتحزني ياامرأة...
لا نظرة
ولا سلام
ولا كلام
ولا لقاء
يكلل لهفة معجونة بتوق جارف إلى تلاحم كوني
يكتمل به نصفا الدائرة المكسورة.
لا ذنب لك إذا كنت قد جئت في عصر معصور
يسعى إلى نسف لُحمته واقتلاعها..
إلى لقاء يهوي بك من بروجك العالية وسمو كينونتك ..
إلى قدر الزواحف ..
عملية حرق المراحل أبجدية مختزلة خرساء
لا تنم عن ضجيج خلاياك التي تصرخ بك مستغيثة بألف لسان:
فهل من طوق للنجاة
وأنت امرأة صعبة المراس
عصية على التدجين..؟
أجل...
" المستقيمان لايلتقيان..
أنا وأنت غصنان منحنيان
يتلاقيان ليشكلا دائرة التعب.
قرص محكم التجاذب والجاذبية لا انكسار فيه..
انحناء يشبه الجفون عندما تُطبق على وَسَنها».
* ... * ... *
ياأنْتَ ..
لماذا لم يعد قلبك دليلك ومشاعرك رادارك ؟
بدلا من أن يقودانك
إليها.. إليه.. إليك
تهبط إلى شرك مموه بإغراءات شتى كي تنسى..
وتصبح مجرد برغي في عجلة
أو مجرد رقم ضائع في جدول مبرمج.
صرتَ مستعجلا لإرواء غريزة آنية
لتتفرغ إلى الهرولة وراء مغريات بهرتك
وصدقتها « المال والمجد والسلطة »..
لم تعد تؤمن بمقولة " أنا أحس أنا موجود »
صار ألمك ينبع من جيبك ورصيدك البنكوكي
لذا لا يهمك أن تمشي على أجساد الآخرين
لتختصر الطريق وتسبقهم إلى ربحك المادي ومنفعتك الشخصية.
في غمرة تلك المغريات الزائلات
نسيت أو تناسيت أخلاقيات الوصول
ولذة التعب
وحلال عرق الجبين
الذي يثبت إنسانيتك وأهليتك لها.
" إن ما يتشكل بسرعة يُمحق بسرعة أكبر ».
البدايات التي تتعثر بالتواء خطواتها
وفساد نواياها واستعجالها
ليست مأمونة العواقب.
شرعية الوسائل إلى ماتشتهي الروح والجسد
تحولت الى مناورة ونفاق ولصوصية وحسد
تغطيه بتأنق ولمعان
ويسترق الفاظا منمقة
وابتسامة على الشفاه تخدم أغراض التلوي والالتواء
ولا تكلفك سوى ارتداء قناع من شمع..
وويلك إذا ما ذاب الشمع
في مواجهة الشمس التي تفضح عريك
وتظهرك على حقيقتك
ترى هل ستندم أم تعيد الكرّة مرة أخرى بقناع جديد..؟
هل ستصحو يوماً على نفسك
ثم تعترف أن المرأة التي تبحث عنها هي إنسان ؟
هل ستعترف أن المرأة كيان ؟
هل ستعترف أنها مثلك لها كرامتها واستقلاليتها ؟
يا أنتَ ..
هل ستصحو يوماً وترى نفسك إنسانا ؟!
لكنك يجب أن تؤمن حينها بحقوق الإنسان !
العرض الشجري
