بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبى بعدة وعلى اله وصحبه
وبعد..
ان اعداءنا يمكرون مكر الليل والنهار ؛ ومن يتتبع تاريخ نشأة الاعلام فى بلاد العرب والمسلمين يتبين له جليا ان البوابات كانت على يد الغرب المستعمر الذى سخر الوسائل الاعلاميه المتعددة والاساليب الاخباريه المختلفه وذلك لخدمته ونشر اهدافه وتعزيز سيطرته وفرض نفوذة وسلطته واستمر الحال على هذا المنوال حتى بعد ان استقلت تلك المنابر الاعلاميه ؛ وصبغت بالوطنيه والمحليه ؛ لكنها لم تبرح تقلد الغرب وتحاكيه وتسير على نهجه وطريقته ؛ ولم تكن منطلقات الاعلام واهدافه يوما ماتمت بصله لخدمه قضايا الامه وتحقيق اهدافها ؛ او تربط شبابها بحقيقه وجوده واستخلافه فى الارض ؛ وماذا يراد منه غدا وبعد غد . الا ان الاعلام العربى فى غالبه بنى لخدمه الغرب ومبادئه ؛ وغلب عليه الانفصام بين الدين والدنيا ؛ والبعد عن الاصاله والايغال فى التقليد الاعمى . وسرى هذا الداء الى اغلب الوسائل الاعلامه من اذاعه . وتلفاز ؛ ؛ ومسرح وسينما ابدعت فى تشتيت هويه الامه ؛ واهدار فكرها ؛ وتمزيق وحدتها ؛ وافساد اخلاقها . واذا نظرنا الى جهود المصلحين الغيورين على مستقبل امتهم نجدها بدايات متواضعه واجتهادات بسيطه لا ترقى الى ما وصلت اليه جهود وتنظيمات دعاه الباطل وامكاناتهم الهائله التى تمكنهم من الاضطلاع بمهام اعلاميه اكثر تاثيرا واوسع انتشارا !فالامه الان بحاجه ماسه الى من يغير جوها ؛ ويغرس فى نفوس شبابها وفتياتها مبادئ الفضيله وحب الخير وفهم الدين ؛ وذلك بقنوات اعلاميه تعكس هموم الواقع المسلم وتنقله من اخبار الى اخبار ؛ ومن هدف الى هدف ؛ ومن غايه الى غايه منشوده تجعله يعيش لخدمه دينه ؛ ووطنه ؛ واهله ؛ انهم يقولون الى متى سنبقى هكذا فى جو ملوث ؟ اننا بحاجه ماسه الى سحابه خير فى هذه السماء التى لوثتها قنوات الهدم والاسفاف ؛ فالامه لا تفتقر الى متخصصين ولا ينقصها مؤهلون ؛ لكن الذى يكبلها ويقتل ابداعها وطموحها وانجازها فى مجتمعاتها ؛ قوم قد اهمتهم انفسهم يحبون ان يستمتعوا بحياتهم الدنيا . نعم هم يعملون وينجزون ؛ ويحسبون انهم يحسنون صنعا . وسنبقى معهم وهم معنا حتى ياتى الله بالفتح او امر من عنده ؛ فيصبحوا على مااسروا فى انفسهم نااااااااااااااااادمين ......
العرض الشجري
