العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام الثقافية والأدبية ]:::::+ > الإبداعات الأدبية
 
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 18-10-2004, 01:30 PM   رقم المشاركة : 1
أشرف محمد كمال
( ود فعّال )
 
الصورة الرمزية أشرف محمد كمال
 






أشرف محمد كمال غير متصل

الحنين إلى الدفء

الحنين إلى الدفء



[align=right]في أحدى ليالي الشتاء القارصة البرودة00أخذ يتدثر بمعطفه الصوفي عسى أن يتلمس فيه بعضاً من الدفء00!!
أخذ يجري مسرعاً بين أوحال الحياة00يسابق الريح00ليصل إلى سكنه00ليشعر بالأمان بعد أن يغلق الباب 00ويكف صفير الرياح خلفه00نفض قطرات المياه التي تساقطت من شعره على وجهه وتلك الغشاوة عن عينيه00!! ونظر نظرة أخيرة إلى السماء الملبدة بالغيوم وحدث نفسه قائلا:
- إنها ليلة ليلاء00!!
صعد الدرج مسرعاً وخلع عنه ثيابه المبتلة00ودفن نفسه تحت الأغطية الوثيرة00يرتجف من البرد00وراح في سبات عميق00وسريعاً ما وجد أمه تحكم الأغطية حول عنقه وتهرول مسرعة تصنع له المشروبات الدافئة وتحتضنه في صدرها – أي دفء يحتويه هذا الصدر00؟! وأي حب يملكه ذاك القلب الكبير00؟! كان يدفن رأسه داخله فيشعر بالأمان والدفء و السكينة والحنان والسعادة والشبع مجتمعة00!! -
00تربت على جبينه - أي سر وضعه الله سبحانه وتعالى في تلك اليد00فبمجرد أن تلمس موضع الألم يبرأ00أوموطن الوجع فيهدأ00!! وتقرأ بضعة آيات00 وتتلو بعض الأدعية00 وتتثاءب كثيراً لتطرد الحسد فيجلب تثاؤبها النعاس إليه00وينسى ما كان به00ويذهب في سبات عميق00!!
00تسهر بجانبه لا يجفوها النوم أو يغمض لها جفن حتى يستيقظ سليماً معافى00فيضىء وجهها بالبشر وتضحك ابتسامتها وتزفر زفرة ارتياح00 وتسرع تحضر له الطعام الدافىء00وتطعمه كما كانت تطعمه وهو بعد طفل صغير00وهو يتدلل عليها مثلما كان يفعل من قبل00؟!
00وفجأة وجد نفسه يرتجف ثانية من البرد00فأخذ يصيح قائلاً :
- أين أنت يا أمي 00؟! أين ذهبت00؟!
أخذ ينادى عليها 00فوجدها تبتسم إليه ملوحة بيديها00وهى تبتعد00وتبتعد وأخذت دموعه تتساقط رغماً عنه0
00أنتفض من نومه على تلك اليد 00وهى تربت على وجهة وتبتسم له تلك الابتسامة التي رآها في الحلم ونفس تلك اليد لابنته الصغيرة 00التى أيقظتها دموعه التي تساقطت على جبينها الندى00فاختطفها وأحتضنها داخل صدره00وأحس بقليلٍ من الدفء00وكأنه يحمل أمه بين ذراعيه 00فنامت هادئة على صدره00!!
وأشرقت شمس يومٍ جديد وخرج كعادته مبكراً إلى عمله00فوجد الشجرة العجوز التي جفت منذ عدة سنوات قد أسقطتها رياح الزمن العاتية00فشعر كما لو أنه فقد عزيزاً عليه00فلطالما أظلتهم بظلها ولعبوا في كنفها ورأت طفولتهم وشبابهم وشاركتهم ذكرياتهم وأفراحهم وأحزانهم00!!
00كانت أمه من زرعتها 00وأولتها رعايتها 00فكأنها لما ماتت صاحبتها00حزنت عليها وتغضنت أغصانها وجفت أوراقها00إلا أنه رفض رفضاً قاطعا أن يقطعها00لأنها كانت قطعة من أمه00وجذورها متأصلة داخله00 وكثيراً ما كان يحتضنها00يبحث عن الدفء داخلها00!!
00وها قد سقطت ذات يوم هي الأخرى00فبكى كما بكى يوم وفاة أمه00بل بكى كما لم يبك من قبل00!! وتساقطت دموعه قطرات لتختلط بقطرات المطر على الأرض المبتلة00 لتروى شجيرات صغيرة نبتت بجوار جذع الشجرة الأم 00
وهكذا تستمر الحياة وتتجسد الأرواح من جديد00ولا ينضب نبع الحنان ولا معين الدفء0
[/CENTER]






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة


white heart

 

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:57 PM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية