العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام العامة ]:::::+ > ۞ مكتبة الــوٍد الإسلامية ۞
 
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 11-02-2005, 03:10 AM   رقم المشاركة : 1
نسمة ورد
( ود فعّال )
 
الصورة الرمزية نسمة ورد
 





نسمة ورد غير متصل

بــحـــر الدمـــوع ....

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة


اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة


::: بحر الدموع :::

أيها المقيم على الخطايا والعصيان، التارك لما امرك الرحمن، المطيع للغويّ الفتان، الى متى أنت على جرمك مصرّ، ومما يقرّبك الى مولاك تفرّ؟ تطلب من الدنيا ما لا تدركه، وتتقي من الآخرة ما لا تملكه، لا أنت بما قسم الله من الرزق واثق، ولا أنت بما أمرك به لاحق.

يا أخي، الموعظة، والله لا تنفعك، والحوادث لا تردعك. لا الدهر يدعك، ولا داعي الموت يسمعك، كأنك يا مسكين لم تزل حيا موجودا، كأنك لا تعود نسيا مفقودا.

فاز، والله، لمخفون من الأوزار، وسلم المتقون من عذاب النار، وأنت مقيم على كسب الجرائم والأوزار.

وأنشدوا:

عيل صبري وحق لي أن أنوحا *** لم تدع لي الذنوب قلبا صحيحا

أخلقت مهجتي أكف المعاصي *** ونعاني المشيب نعيا صريحا

كلما قلت قد بري جرح قلبي *** عاد قلبي من الذنوب جريحا

انّما الفوز والنعيم لعبد *** جاء في الحشر آمنا مستريحا

اخواني، ارفضوا هذه الدنيا كما رفضها الصالحون، وأعدّوا الزاد لنقلة لا بدّ لها ان تكون، واعتبروا بما تدور به عليكم الأيام والسنون.

يا من غدا في الغيّ والتيه *** وغرّه طول تماديه

أملى لك الله فبارزته *** ولم تخف غبّ معاصيه



اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة


قال الجنيد رضي الله عنه: مرض السّريّ السّقطي رضي الله عنه فدخلت عليه أعوده، فقلت له: كيف تجدك؟ فقال:

كيف أشكو الى طبيبي ما بي *** والذي قد أصابني من طبيبي

فأخذت المروحة لأروّح عليه، فقال: كيف يجد ريح المروحة من جوفه يحترق من داخل، ثم أنشأ يقول:

القلب محترق والدمع مستبق *** والكرب مجتمع والصبر مفترق

كيف القرار على من لا قرار له *** مما جناه الهوى والشوق والقلق

يا ربّ ان كان شيء فيه لي فرج *** فامنن عليّ به ما دام بي رمق



اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة


ويروى عن المزني، قال: دخلت على الشافعي رضي الله عنه في علته التي مات منها، فقلت له: كيف أصبحت؟ قال: أصبحت في الدنيا راحلا، وللاخوان مفارقا، ولكأس المنيّة شاربا، ولسوء عملي ملاقيا، وعلى الله واردا، فلا أدري: أروحي تصير الى الجنة فأهنيها، أم الى النار فأعزيها؟ ثم بكى وأنشأ يقول:

ولما قسى قلبي وضاقت مذاهبي *** جعلت الرجا مني لعفوك سلما

تعاظمني ذنبي فلما قرنته *** بعفوك ربي كان عفوك أعظما

فما زلت ا عفو من الذنب ولم تزل *** تجود وتعفو منّة وتكرّما

فلولاك لم ينجو من ابليس عابد *** وكيف وقد أغوى صفيّك آدما



اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة


اخواني: بادروا بالتوبة من الذنوب، واقتفوا آثار التوّابين، واسلكوا مسالك الأوّابين، الذين نالوا التوبة والغفران، وأتعبوا أنفسهم في رضا الرحمن، فلو رأيتهم في ظلم الليالي قائمين، ولكتاب ربهم تالين، بنفوس خائفة، وقلوب واجفة، قد وضعوا جباههم على الثرى ورفعوا حوائجهم لمن يرى ولا يرى:

وأنشدوا:

ألا قف ببابي عند قرع النوائب *** وثق بي تجدني خير خلّ وصاحب

ولا تلتفت غيري فتصبح نادما *** ومن يلتفت غيري يعش خائب



اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة


من كتاب بحر الدموع/ لابن الجوزي


أختكم نسمة ورد


اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة


اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

 

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:15 AM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية