العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام الثقافية والأدبية ]:::::+ > الإبداعات الأدبية
 
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 14-03-2005, 07:58 PM   رقم المشاركة : 1
لورانس
( ود فعّال )
 
الصورة الرمزية لورانس
 






لورانس غير متصل

أسيــــرة بـــلا قيــــــود ..

نعيش الحب في جوانحنا ، ونتمرد على كل حزن يداهمنا ، لنهب السعادة لكل القلوب ، ونحاور الابتسامة لنرسمها على شفاة الصدور ، لنتناغم ساعة بجمال حياتهم ، وساعة مع روعة إلهامهم ، ليرسموا الروعة على لوحة الزمن ، فيطربوا زمانهم بسحر ألحانهم .
وفي وسط ذاك الجمال ، وفي خضم الفرحة التي تعيشها سعادتهم ، تقبع في تلك الزاوية فتاة تعيش في قلوب غيرها ، فكأنما هي عاشت لهم ، ولكنهم لم يعيشوا لأجلها ، دائما ما تقرأ تلك الفتاة فنون الحب ، ونغمات من سحر الهيام ، وفلسفة الغرام ، تعيش حبا خاليا من الحضور ، ولكن الناس هناك .. يعيشون في قلبها ، تواجههم مشاكل الحياة فلا يجدون عنوانا لهم غير بطاقتها ، ولا يعرفون قلبا يحرص على ابتسامتهم مثل قلبها ، لأنهم يعلمون أن قلبها ماهو إلا حديقة من الزهور الجميلة ، ترافقها شلالات الحب الرائفة والتي تهيم بين أشجارها في كل صباح ، قلبها أسير لكل البشر ، تأسره الابتسامة ، ليعيش فرحة البشر الذين من حوله .
تنظر إلى الذكريات من نافذة أيامها ، وتتوق إلى مجالسة تلك الأوقات الجميلة التي لم ولن تنساها في يوم من الأيام ، لأنها عاشت لذكرياتها ، فعاشت ذكرياتها من بعدها ، وهاهي الآن تلك الفتاة تعيش على بساط ماضيها ، وتتخلل تلك المجالسة فرحة الناس ، وإسعاد قلوبهم ، حتى ولو كان على حساب فرحتها ، لأنها يئست من هذا الزمن الذي لم يستطيع أن ينسيها أيامها الجميلة والتي لازالت عالقة في ذاكرتها .
وكم كانت تلك الفتاة جميلة بجمال الإبداع الذي رزقها الله ، فجمال قلبها دائما يؤكد حضورها على مرافئ قلوب غيرها ، فهي تسكن في القلوب بلا إستئذان ، فهي تعيش بين البشر في غاية التقدير ، لتدخل إلى القلوب بلا تأخير ، لأنها تعيش هكذا .. هادئة في طباعها ، هادئة في أخلاقها ، هادئة في وجودها ، هادئة في حضورها ، هادئة في كلماتها ، هادئة حتى في شموخها ، ولكنها مع هذا كله .. تعيش كبرياءها في عالمها الخاص ، والذي هو أشبه بعالم مثالي في جزيرة الأحلام الخاصة بها ، فكم رسمت بريشتها فنون غرامها عبر شواطئ جزيرتها الحالمة ، وكم سرحت بفكرها عبر أشجار تلك الجزيرة ، وكم قطفت بخيالها أزهار جزيرتها لتهديه إلى ذكرياتها ، لأنها دائما ما تفكر في فلسفة القلوب ، وتعيش الهيام الخالد عبر قلبها الأسير إلى خيالها ، والذي يسكن في عالمها الخاص ، فهي لا تتضجر من وحدتها ، بل تتوق إلى الجلوس في أحضان غربتها ، لترتمي إلى جزيرتها ، فتحاكي عالمها ، عبر فكرها ، لتنتشي كلماتها روعة الحنين إلى ذاك العالم المفقود ، والذي هو عالمها الحالم مع فكرها .
حينما تنظر إلى الشمس أثناء الغروب ، تتمنى وتتلهف إلى ملاقاتها ومحاكاتها ، ولم تعلم تلك الفتاة الهادئة أن وجودها هو هدوء أشعة تلك الشمس التي تعيش بين جوانحها ، ثم يأتي الليل بظلامه الدامس ، لتسحبه خيوط الفجر شيئا فشيئا ، ولكنها مع حبها إلى الشمس ، إلا أنها تحب أن تنظر إلى القمر ، وتشاهد انعكاس ضياءه على روعة هندامها الهادئ في هدوء وجودها ، فتمسك حينها بقلمها ، وتعزف الكلمات ، وكأنها برواز لحضارة عالمها الموجود في فكرها ، والذي عاصمته قلبها ، لأنها تتوق إلى حب رائع يمثل وجودها ، ويكون مرآة جزيرتها الحالمة ، ليكون ذاك الحبي هو سلاحها ضد واقعها الأليم الخالي من الذكريات ، وليكن ذاك القلب الذي ستحبه يوما .. هو سلاحها الآخر ضد مستقبل مجهول لا تعرف بدايته من نهايته .
ومع ذلك .. فهي لا تهتم بوجود ذاك القلب ، ولكنها تتمنى وجوده ، لأنها هادئة حتى أمانيها ، فعالمها الخاص بها دائما تعيشه ، أما ذاك القلب فهو من يعيشها ، لأنه فتن في هدوؤها ، فتمناها كل قلب يسير ويعيش هذا الوجود ، ويكفي هذا القلب جائزة .. هو قبول عضويته في عالمها الحالم والخاص بروعة فكرها ، وجمال ترانيمها الهادئة على أوتار أمنياتها العذبة الساكنة في قلب تلك الهادئة .
وتمر الأيام وهي لا زالت تعيش عالمها ، وترسمه بريشة أيامها ، بعيدا عن قسوة حاضرها ، وآلام مستقبلها ، مع أنها لا تأبه لكل حاضر تعيشه ، ولا تهتم لكل مستقبل هو بانتظارها ، ولكنها تخاف جدا على عالمها أن تشوهه حضارات قلب زائف تتعلق له تلك الفتاة ، أو تتوه في ميادين فكر تالف ، يبعثر كل أوراق عالمها الحالم في غمضة عين ، نعم هذا ما تخافه ، وهذا ماتهابه من غدر زمن لا تعرفه ولا يعرفها .
لذلك فهي حريصة دائما على المثول أمام عالمها كل ساعة من يومها ، لأنها تعرف جيدا أن عالمها لا يعرفه أحد غيرها ، ولا يعترف هذا العالم إلا بها ، فهي سيدته الحالمة ، وهو عالمها المثالي ، الذي تعيش بين جوانحه ، وهو يهيم في كيانها ، فكأن عالمها مفتون في جمال هدوءها ، وكأنها عاشقة هائمة لذلك العالم .
وتدور المصائب .. وتتلوها النوائب .. ربما تمر لبها الكرب الساحقة ، أو البلايا الماحقة ، نعم ربما تجتاحها آلامها في بعض الأحيان ، لكنها ما أن تشعر بلهيب تلك الآلام ، أو صدى عبرات الحرمان فتهرب مسرعة إلى عالمها الخاص ، لتصل إلى غرفتها الخالدة ، وتسكن هناك في ذاتها ، لترحل عبر كبرياءها الذي فرض على الواقع عالمها المثالي ، نعم تسافر إليه ، وتسكن هناك في تلك الجزيرة الحالمة ، فتحتضن الأزهار بقلبها الملتاع ، وترتمي إلى صفحات الهدوء وقواميس الجمال ، لتتبختر في عالمها بهيبتها الساحرة ، لأنها تتميز بنظرتها الخجولة في حياءها ، ملتاعة دائما إلى دمعة تترجم أشواقها ، لكي تعبر عن روعة سلوة خاطرها ، فهي ربما كانت الكسولة تجاه مشاعرها ، ولكنها مع ذلك تعتبر نفسها بأنها التائهة في عالمها ، وربما كانت الغالية في قلب جزيرة أحلامها ، فبريق جوهرها عنوان لهمتها ، ومع ذلك فهي تحمد الله على كل ماكتب لها ، وكأنها نور ساطع لإيمانها بزهاء عالمها ، فتطير عبر أجواء ذاك العالم الفاتن وكأنها فراشة تسكن من زهرة إلى زهرة ، وربما كانت نحلة تطوف الوردة تلوى الوردة وكأنها وردة لجميع العشاق ، فتسقي العسل إلى ذاك الجمال المحيط بها ، في خلية عالمها الرائع ، وكأنها تتطيب بأفخم وأرقى وأغلى أنواع العطور ، لتلبس دهن العود عطرا لهندامها ، فترسم الجمال برواز لمحيط حديقتها الرائعة ، والتي مسكنها فكرها المبدع ، فهي هائمة دائما بالمزاجية في عالمها المثالي ، لتكون قمرا على كيان زمانها ، فيكون عالمها وكأنه سجن لا يعترف عليها بقيود ، ولا هي تعترف له بحدود ، فهي جميلة حتى في أسرها ، هادئة في خيال حبسها ، في ذاك السجن اللطيف ، ليأسرها بعيدا عن حاضر مصائبها ، لأنها لا تعرف إلا ذاك العالم ملاذا لها ، ولا تعترف بغير جزيرتها منزلا وفكرا لها ، لتكون بعيدة في عالمها ، حالمة في أمنياتها ، سامعة لروعة أغنياتها ، فتعيش هناك وكأن عالمها مجرد حلم لها .. ولكنها أسيرة عند ذاك العالم ، هادئة في عالمها الحالم ، هادية حتى في همسات آلامها ، تهيم في أزهارها ، فهي الهادئة بجمال هدوءها ، فلا تريد أن تفك أسرها من ذاك العالم ، ولا يريد ذاك العالم أن يفك قيدها ، فهو قد فتن ولازال مفتونا في هدوءها ، فربما كانت تلك الفتاة الساحرة .. عاشقة من طراز ملاك نادر ، وربما كانت هادئة في شموخ باهر ، وربما كانت صامتة بلغة الرياح ، وربما كانت شاكية بلوعتها ، ولكن الأكيد أنها أسيرة .. ولكن بنكهة خاصة .. لأنها لا تعرف القيود ، لأنها تحمل بطاقة هويتها أمام كل عالم تعيشه ، مكتوب عليها .. ( أسيرة بلا قيود ) ، وهي فتاة تسكن في خيالي ، ولكن الاكيد أنها موجودة في أحد زوايا هذا الزمن .
تمنياتي لكم .. ولها .. ولعالمها المثالي ..
لورانس







التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

-اتّفقنَا-
ليس للأغصان من بهجة
دون هذا الطير
ليس للصبح من غرَدٍ
ولا للمساءات من أُلفةٍ
دون هذا الصَّغير
~ كن أيها الطير عندهم .. لتذكرهم بقلم كان بينهم ~

 

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:54 AM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية