ما دلالة ربط القمح بالانفاق في الآية 261 من سورة البقرة (مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِئَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (261)) وما وجه الشبه بينهما؟
1. الأرض تعطي أكثر مما تأخذ وتعطي أضعاف ما تعطيها فتزرع حبة وتعطيك الأرض سنابل عديدة ومئات الحبات. ولو تعاملت مع الله تعالى ستأخذ أكثر مما تُعطي.
2. التزم الصبر فلو أعطيت الفقراء اصبر على العطاء كما يصبر الفلاح على البذرة حتى تُعطي.
3. لو خزّنت قمحاً وأخذت منه مقدار كيل وبذرته في الأرض يكون الأمر بظاهره نقص في كمية القمح المخزون لكن لو نظرت إلى النتيجة ستجد أن القمع الذي بذرته أنتج لك الكثير وكذلك الصدقات وإن كان في ظاهرها قد تدل على نقص في أصل المال إلا أن المضاعفة عند الله تعالى هي أكبر بكثير مما أُخذ ولهذا علينا أن ننتبه إلى أن الأمور لا تؤخذ بظواهرها وإنما ببواطنها.
إذا كانت الأرض التي هي من مخلوقات الله تعالى أعطت الكثير لمن بذر فيها القليل فكيف بخالق الأرض رب العالمين وكيف بكَرَمه سبحانه وتعالى فإذا كان المخلوق كريماً فما بالنا بخالق الخلق كيف يكون كرمه سبحانه وتعالى؟
الله تعالى يعطينا مثلاً في الخير والنماء فالأرض تعطي من لا تعرفه بمجرد أن يبذر فيها الحب وهذه دعوة للناس باستمرار الخير وإعطاء الأقارب والجيران حتى يستمر التواصل والعطاء والخير بين البشر كما هو بين الأرض والبشر وهذا يكون بالانفاق والصدقات بين البشر.
الحكمة في التفصيل وذكر السنابل السبع فاقول وهذا اجتهاد من عندي بأن الحبة لاتعطي حبوبا إلا عن طريق السنابل فالمثل بذكرها هو أقرب للفهم للعقل البشري ثم إنها تضع القارئ في جو يتخيل فيه المزارع يزرع حبة وينتظر لتخرج النبتة ومن النبتة تظهر السنابل وفي السنابل حبوب كثيرة ولم يقتصر الأمر على ذلك العدد بل قال تعالى((والله يضاعف لمن والله واسع عليم (مشاركة الأخ تأبط خيراً من منتدى الفصيح)
==
التشبيه بالسنابل للمضاعفة في الأجر فلو أنه تعالى ضرب لنا مثلاً بأي نوع آخر من الزرع لكان النتاج شجرة واحدة أو نبتة واحدة وإنما بذرة القمح هي التي تعطي السنبلة التي فيها الكثير من الحبوب فكيف بسبع سنابل ؟! فهي أدعى لضرب المثل بها للدلالة على مضاعفة الثواب هذا والله أعلم.