أروع ما قرأت عن الحب
للدكتور محمد سعيد رمضان البوطي
للعلم قد كتب الدكتور هذا المقال في كتابه الرائع : من الفكر والقلب ثم طبعت هذه المقالة في كتاب حديث اسمه: الحب في القرآن ودور الحب في حياة الانسان
مقتطفات
أميرة
الحلم الذي طاف بكياني اثنين و أربعين شهراً..هي زوجتي التي نكبت بفقدها في غضون 1975وتغشاني من ذلك كرب شديد. أما الكلمة التي أخرجها اليوم بعد أكثر من عشر سنوات من ملف أوراقي، والتي لم يطلع عليها إلا ثلة من أخص الأصدقاء و الأحباب، فإنما يحفزني إلى نشرها ووضعها بين يدي القراء، غيرةٌ بالغة على قطعة من النثر أودعتها أعز مشاعري وخلجات قلبي، وصقلتها بأغلى
ما أملك من صلة ما بين جناني و لساني، وهو صدق الشعور وعفوية التعبير، أن تذوي مع الزمن ثم تضيع في داخل الأدراج. أما الحادثة فقد طويت، و أما المصاب فقد أبدلني الله عز و جل عنه خيراً، و أما هذه الكلمة، فقيمة فنية باقية لمن شاء أن يرى لها هذه القيمة، و تخليد لوفاء جميل عمره الدهر كله.. ثم إنها عبر كبرى لكل من أراد أن يعتبر.
أميرة
يا أجمل حلم طاف بكياني اثنين و أربعين شهراً
يا سنا برق أومض في حياتي من علياء الجنان
أميرة
يا اسماً غدا آخر زهرة أملكها في واحتها المصوحة، و جنتي المقفرة ، يا بقية نعيمي المدبر ، و يا ذكرى خميلتي الغناء، ويا شفق شمس دفنها المغيب.
أميرة
أحببت فيك حبك الرائع لمولاك العظيم جل جلاله..
أحببت فيك الليالي التي كنت تساهرينني فيها بأنوثة عارمة، و حب موله لامزيد عليه، حتى إذا اعتدل الليل ليمضي، و رنق النعاس في العين، و هفا الجنب إلى مضجعه ، جافيت جنبك عن المهاد، و تسللت إلى الغرفة المجاورة، و قمت تناجين محبوبك الأعظم بعيون ملؤها الدمع، ثم ركعت فأطلت بين يديه الركوع، و سجدت فأطلت على أعتابه السجود.
أحببت فيك حنينك إلى الله .
أحببت فيك أشواق قلبك ورقة شعورك.
أحببت فيك الذكر النابض بين كل عشية و ضحاها على لسانك.
أحببت فيك القلب الذي كنت أسمعه يخفق في هدأة النوم فأرى لسانك يتجاوب معه بذكر الله.
ألا سلمت يد تلك الصديقة التي غرست في فؤادك و فؤاد أترابك هذا السر الإلهي العظيم.
أحببت فيك النهاية.. تلك النهاية التي توجت فيها عمر شبابك الغض بلحظة قدسية أخيرة اهتز لها سمع الزمان و المكان ، عندما قلت بملء فمك الجميل: الله.