السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
ذِكريـات جَـــدَه
ذات يوم كنت طفلة صغيرة ... عمري سبع سنوات ... كنت أحب المدرسة والرسم واللعب ...
ولن أنسى هذه الذكرى أبداً ... كنت جميلة جداً بيضاء ... شقراء ...
عيناي خضراويتين وشعري لونه ذهبي وطويل جداً ...
أصبحت الآن أكبر قليلاً فقد صار عمري إثنا عشر سنة ...
لقد كبرت وأصبح شعري أطول من ذي قبل أيضاً ...
نسيت اخباركم بأنني يتيمة ولا يوجد لدي أحد ...
فقد ترعرعت في دار الأيتام ...
مرت الأيام وأصبح عمري عشرون ربيعاً ... الآن أصبحت أعرف مصلحتي أكثر ...
لكنني لم أعش طفولتي كما أريد ... لأنني كنت وحيدة ليس لي أقارب ولا معارف
ولم يكن لدي أم تمنحني الدفء والحنان ...
ولكنني كنت أحتفظ بسلسلة ذهبية قد تركاها معي عندما رحلا عني ...
لم أعط هذه السلسلة لأحد قط ...
ولم أسمح لأي شخص بـلمسها... لإنها كانت بمثابة الإلهام الوحيد لي ...
في كل وقت كنت أبكي أو أحزن به ...
كنت فقط أنظر إليها لتهدئني لانها تذكرني بهما دوماً ...
الآن طلـب يدي رجـل وسيم في سني تقريباً وهو
من عائلة ثرية ومحافظــة ...فالآن سيصبح عندي عائلة وأقرباء ...
فقد أصبح عمري الآن خمسة وثلاثون سنة ...
كان هناك مجموعة من الأطفال يمسكون بالشموع ويلوحون بها حولي ...
ما أجمل الشعور بالفرح ولأول مرة ...
الآن كبرت وأصبح عمري إثنان وأربعون سنة ... أصبح لدي أولاد وعائلة سعيدة ...
إقترت موت زوجي فهو متعب ومريض للغاية ...
مات زوجي عندما أصبح عمره أربع و أربعون
سنة هه لقد مات صغيراً ...
لقد ورثت عنه ماله وكل مال أجداده أنا وأولادي ... ولكن..!
ما فائدة المال وقد فقدت أغلى شيء عندي؟!
هذه هي قصتي أهي محزنة أم مفرحة ؟
هذه هي حياتي فقد عشت وحيدة طول عمري حتى أولادي الثلاثة تبرَو مني وتركوني ...
ماذا أفعل ! والآن لم يعد شعري طويلاً بل أصبح قصير ومجعد وأبيض اللون ...
والآن جاء دوري في الموت لأن عمري الآن سبعة وسبعون سنة ...
وليس لدي سبب في العيش على أي حال ...
{ إنا لله وإنا إليه راجعون }