[align=justify]كنت أظن ..
اني سأبكيك ليلة واحدة وأني سأكرهك ليلة واحدة وسأتعذب بعدك ليلة واحدة ثم أتحرى هلال النسيان .
لكن الليالي توالت .. والدموع توالت .. والعذابات توالت .. والرؤية لم تثبت بعد وخانني فيك ظني .
كنت أظن ..
أن فراقك سيقتلني مرة واحدة وان رحيلك سينحرني مرة واحدة وأني بعدها سأبعث من جديد وسأحب من جديد .
لكن وبعد عدة شهور مازال فراقك ينحرني بظهر سكين وسحقني كهشيم الزجاج تحت عجلات الجبال ويصلبني فوق بوابة المساء فتأكل غربان الحنين من رأس قلبي وقتلني بالتقسيط المفصل المريح ومازلت بعد عدة شهور من رحيلك عاجز عن كل جديد وخانني فيك ظني .
كنت اظن ..
ان رحيلك إشاعة مؤلمة ستبددها شمس قدومك أو فقاعة كبيرة ستفجرها رياح حضورك أو كذبه ابريل سيفضحها الثاني من ابريل. لكن الاشاعة أنتشرت والفقاعة اتسعت وبراءة ابريل ظهرت وخانني فيك ظني .
كنت أظن .
أني حين أحمل الورد لسواك سأنساك واني حين اقول أحبك لسواك سأنساك واني حين اجيد دوري على مسرح النسيان سأنساك .
لكن حملت الورد وقلت وكتبت واغمضت واجدت وخانني فيك ظني .
كنت أظن ..
اني حين التقيك فى زحامهم لن اكرر النظر اليك ولن اتلهف كعصفور جريح عليك ولن اسير خلفك بفرحة طفوليه ولن اتطفل عليك لأكتشف عالملك الخفي ولن اتبع خطواتك للوصول إليها .
لكنني نظرت وتلهفت وسرت وتطفلت وتتبعت ورأيت ومت وخانني فيك ظني .
كنت أظن .
انه بأمكاني ألا اكون أنا واني حين أغير وجوه رفاقي لن اشبهني واني حين اغير زجاجات عبيري لن اشبهني واني حين اغير قلبي لن احبك واني حين اغير دمي لن اشبهك واني حين أغير ذاكرتي لن اتعرف عليك واني حين اغير طريقي لن انتهي اليك .
لكنني غيرت الاشياء والاشياء لكني مازلت ممتلئ بك ومازلت اشبهني ومازلت اشبهك ومازلت انتهي اليك وخانني فيك ظني .
كنت أظن ..
ان احاسيسي قد تتشابه وان احلامي قد تتشابه وان كتاباتي قد تتشابه وان ايامي قد تتشابه وان اصابع كفي قد تتشابه وان مثلك بينهم كثير .
لكنني اكتشفت انها تختلف وان لايشبهك إلا انتي وخانني فيك ظني .
كنت أظن ..
وكنت أظن ..
وكنت اظن ..
وخاب ظني ..[/CENTER]