إنْ لم تقيموا حدودَ الله فانتظروا

[غريب اطوار]

	إنْ لم تقيموا حدودَ الله فانتظروا كربًا على الكرب لا يُبقي ولا يذرُ أما تَروْن البلايا فوق ساحتِنا والبؤس قد عمَّنا وازدادت النُّذُرُ باتتْ سفينتُنا والريح تقذفها ومن رواء الرياح الهوج مُنحدرُ فيمَ انتظاركم والشمس طالعةٌ وشاطئ الأمن قد لاحتْ له جزرُ حتى متى تحكم الأهواء ساحتَنا ضلَّتْ بساحاتِنا الآراء والفكَرُ حتى متى نعشق الظلماءَ واعجبًا لا يعشق الليلَ إلا مَن له وطرُ كم من غرابٍ إذا تُلقى بمسمعه شريعةُ الله غشَّى وجهه الضجرُ وكيف يرضى بشرع الله متهَمٌ في دينه.. بدماءِ الناس مُتَّجِرُ قد أمستْ الرشوة النكراء تحسبُها عُرفًا وما أصبحتْ في الناس تستترُ وأصبح الوغد بين الناس سيَّدهم وسيدُ الناس بين الناس محتقَرُ! والناس تخْبِط في عمياءَ داجيةٍ والحقُ يُصلب والأخلاق تحتَضرُ .. ما ذلك التيهُ يغشى الناسَ ظلمتُه ما ذلك الضيقُ والإخفاقُ والكدرُ! صادقتمُ الشرقَ إذْ بالشرقِ ينكرُكمْ وهل تُرانا مع الإلحادِ ننتصرُ! صادقتمُ الغرب يا لَلغرب.. كم مكرتْ ذئابُه البيضُ.. كم خانوا وكم غدروا! بذلتمُ الجهدَ فوقَ الجهدِ ما صلحتْ أيامنُا وغدتْ كالنارِ تستعرُ كلُّ الصداقاتِ بعدِ اللهِ زائفةٌ وكلُّ ما مسَّكمْ بلوى ومُختبرُ عودوا إلى الله تلقَوْا ظلَّ رحمتِهِ بردًا وأيامكمْ تحلُو وتزدهرُ عودوا إلى اللهِ يكشفْ كلَّ كربكمُ وتشرق الشمسُ والأهوالُ تنحسرُ وتخرج الأرضُ من طيَّاتها رغدًا وينبتُ الصخر والقيعان والحجرُ إنْ تنصروا اللَّهَ نصرْكُمْ على ثقةٍ وإنْ تولـَّوا فإنَّ اللَّهَ مقتـدرُ ما كان ربي وفي الفرقانِ نزَّلهُ معذبَ الناسِ إنْ تابُوا وإنْ شكروا