القرار السعودي- بقلم: عبده مباشر- صحيفة الأهرام- غرة شهر رمضان المبارك1423
-----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
من حق السعودية علينا أن نشيد بقرارها الشجاع بمعاملة الزائرين الأمريكيين للمملكة بالمعاملة نفسها التي فرضتها السلطات الأمريكية علي زوارها من عدد من الدول الإسلامية والعربية.
وكانت هذه السلطات قد بدأت في تطبيق القواعد الجديدة التي تقضي بأخذ بصمات الزائرين وإخضاعهم لاستجواب قبل الموافقة علي دخولهم الولايات المتحدة, وهذه القواعد حتي لو تم تطبيقها بسلاسة وسهولة في كل منافذ الدخول, وحتي لو حافظ المسئولون الأمريكيون علي ابتسامتهم وهو يؤدون هذا الواجب, فانها تظل إجراءات بعيدة عن اللياقة ولا توفر الاحترام المطلوب لمن يتعرض لها.
والأدهي انها إجراءات انتقائية, أي لا تطبق إلا علي مواطني دول بعينها, رأت السلطات الأمريكية, وقدرت, ان الشبهات تحيط بهم.
وإذا ماسلمنا, بحق السلطات الامريكية في فرض ما تراه من اجراءات لحماية أمنها, فان المطلوب من الدول الأخري التي تري في هذه الاجراءات ما يمس كرامة مواطنيها ان تتخذ من الخطوات والقرارات ما يحمي هذه الكرامة, وتطبيق قاعدة التعامل بالمثل, هذا إذا لم تكن هناك ظروف أو موانع تحول دون مثل هذه الخطوة, أو إذا كان الإقدام علي المعاملة بالمثل يلحق الضرر بمصالحها.
وحتي الآن, فان المملكة السعودية هي الدولة الوحيدة التي قررت معاملة الأمريكيين بالمثل ولاشك أن هذه الخطوة الشجاعة تحسب للمسئولين السعوديين, ولست أدري هل ستنضم دول أخري الي المملكة السعودية في الأخذ بقاعدة المعاملة بالمثل؟ وهل سيذوق الأمريكيون في دول اخري, ما يذوقه مواطنو الدول التي فرضت عليهم الإجراءات الامريكية الجديدة؟
وإذا كانت الولايات المتحدة قد كسبت تعاطف العالم عقب احداث11 سبتمبر, فلا شك أن الإدارة الامريكية خلال اقل من4 ا شهرا اختارت سياسات أدت في النهاية الي خسارتها نسبة كبيرة من هذا التعاطف.
وأعتقد ان ما فرضته من إجراءات علي الزائرين القادمين من بعض الدول الإسلامية والعربية, يدفع بالولايات المتحدة في اتجاه الانحياز العنصري, وإذا ما واجه الآخرون هذا الانحياز بما يستحقه من اجراءات, فلا شك أن ذلك قد يدفع الإدارة الامريكية الي إعادة النظر في هذه الإجراءات.