يعني حافلَة كتِلك اُخالهَا قَصْر متنقـِّل وليسَت حافِلَة فقط ..
فتخيَّل أخي الكَرِيم الأستاد الفاضِل ( مِسك الرُّوح ) لو تكرَّمَت علينَا ..
إدَارَة المنتَدَى فِي رحلَة برِّيَّة إستجمَامِيَّة على هذهِ الحَافِلَة داخِل أسوار الوطن ..
من شرقه إلى غربه .. من جنوبه إلى شماله .. ومن شماله إلى وسطه ..
وتم تقسيمه إلى قسمَين منفصلين .. القِسم الأوَّل وهو فِي مقدمته ..
يكُون للشَّبَاب ..
والقِسم الآخَر ويكُون فِي مؤخرته ويكُون للنِّسوَة ..
تخيَّل حينَمَا نجُوب بهِ تِلك البرَارِي والمَسَاحَات الشَّاسِعَة لهذا الوَطَن الكَبير ..
وفِي أجوَاء شِتوِيَّة مُمْطِرَة .. تخيَّل حِينَمَا ننظر من خِلال نوافِذِه الضَّخمَة ..
ونُشَاهِد طيُور النَّورَس تصفَع بكلتَا جنَاحَيهَا بقِوَّة .. وكأنهَا تحتفِل بنا وتُرحِّب بنَا
لتقُول أهلاً وَسهلاً بكُم ..
أنَرتَم الدَّار وحللتُم أهلاً ووطأتُم سَهلاً ..
تخيَّل كل تِلك الأجوَاء المُصَاحِبَة لنَا .. بل تخيَّل حِينَمَا ندخُل فِي نَفَق مُظلِم
نتمنَّى ألاّ نُفِيقُ منه ..
كيف لنَا أن نُعَبِّر عن مَشَاعِرنَا حِينئذٍ .. وَكَيف لنَا أن نصِف فَرحَتنَا التِي سَوفَ تغطِّينَا
من أعَالِينَا إلَى أسافِلنَا ..
ربَّمَأ دَعَونَا الله ورَجَونَاه ألاّ نخرج من ذلك النَّفَق كَي لانفقِد مَانحنُ فيهِ من مُتعَة
كَي لا نَخسَر مَانحنُ عليهِ من سَعَادَة .. كَي لانَرَى بصيصُ أمَل من نُور وَشَمس
حَارِقَة تُرهِق مَآقِينَا وأعيُنِنَا بعدَ ذلك الظلام الذِي واجَهنَاه فِي هَاك النَّفَق ..
وَفِي تِلك الأجوَاء الرُّومَانسِيَّة وحَسبِي إنَّهَا كَذَلك ..
تُرَى مَاذا يُرِيد الإنسَان أكثَر من رِحلَة برِّيَّة يغسِل بها همُومه اليومِيَّة ..
وَنُزهَة إستجمَامِيَّة يتَأمَّل بهَا مَا مَرَّ عليهِ فِي ذلك اليَوم من إرهَاصَات ومنغِّصَات
وآلام مُوجِعَة وَأكثَر من ذلك بكَثير وَكَثِير ؟
أليسَ من حق أنفُسنَا عَلَينَا أن نسعدهَا أن نستَبدِل أجوائِنَا الإعتيَادِيَّة بأجوَاء
أكثَر لطفاً وَدَيمُومَة؟
أسأل الله أن تكُون كل أيَّامنَا سَعَادَة فِي سَعَادَة .. وألاّ يُغيِّر علينَا مَاحَيينَا ..
وأن تكُون تِلك الإبتِسَامَة العَذبَة الوَضَّاءَة مرتعاً لشفَاتُنا والاّ تفَارِقهَا ..
طالَ أمَد الزَّمَن أو هُوَ قَصَر .. فهلاّ قلت وبصَوت مسمُوع آمِين؟
/
/
إنتـَـــر