لحظات كثيرة وقفت أطلـق صرخات متحدية في وجه الكون .. ألا شيء يستحيل على الإنسان إلا ما تفرد به الخالق جلّ وعلا ..
لكـني في أحايين عديدة أرى كل حلم عانقته روحي يظل بعـيدا بُعْد النجوم .. يدي تَقْصُر عن مناله , نفسي تتعطّش إلى لُقْياه والأيام تمضي , وللعـمر شمس تغـرق .. فهل ستطول لحظات وقوفي متـأملة لنجم يتوسط كبد السماء أستجديه الدنو بعد أن ضاقت علي دنياي وغلف روحي صقيع الفشل في الصعود إليه أم قد قدّرت لي لحظات اللقـاء بحلم وسعادة ؟
من هنا كان لي سؤال .. هل أحلامنا التي هي من صنع تفاكيرنا القاصرة ومن تدبير النفس الحالمة الوثابة في دواخلنا .. هل هي مصائـد لأرواحنا , أم نقط بدايات لانطلاقاتنا ؟
هناك من يـأسر نفـسه في نطـاق حلم عـشقته روحه , لكنه في منأى عن تحقيقه .. والأسباب المؤدية لهذا العجز الذي طوق هذا الشخص كثيرة , فما هو الحل ؟
هل يرفع الراية البيضاء ويصبح الخاسر في دنيا الأحلام ؟
أم يبقى الأسير الوفي .. يستمر في المحاولة للرقي لمصاحبة نجمه حتى تـنـقـطـع سلاسل الضـوء عن عينيه ؟
أم خير له أن يعـصم روحه عـن ذلك الحلم الزلة , وهل سيقوى على فك أسر روحه إن نوى , أم يكون الخاسر الوحيد في معركة التحـرير , وإن حقـت الخسارة هل يجوز لـنا أن نقول عـن هذا الفارس الحالم أنه خاسر .. أم نتوجه منتصرا على نفـسه وهواها ؟
إن مواجهة النفس يا أصدقاء , وقمع أهوائها التي هي غالبا ما تقودنا إلى جرف الهلاك إنه برأيي لأعظـم انتصار , لكن سؤالنا هنا أيضا من الذي يقوى على مواجهة النفـس ومجاهدتها ؟
من الذي يكسر الحاجز الذي يفصله عـن نفسه , من منا يتقن فن الحوار مع نفسه ؟
إن الكثير منا من يعجزون عـن إقـناع أنفسهم بأي شيء حتى بتقبلهـم قوادا لها ..
فما هو السبيل للحياة ونحن نجهل مفاتيح أسرار الانتصار .. نجهـل تراكيب أنفـسنا .. لا نعرف كيف نختار الطريق لتحقيق ذواتنا ؟
هي الحياة .. صراع من أجل البقاء .. وهنا يبرز سؤال أيضا .. على أي حال يودّ كل فرد منا أن يبقى ؟
أعتبر هذا التساؤل هو شرارة البدء لأي حلم , و الحياة الحقيقية لأي حالم .. ماذا , كيف , ولماذا >>>> سأكون ؟
العرض الشجري
