....كان يوما لا ينسى في حياة الطفله زينب..كان عمرها لا يتجاوز احد عشر عاما..رائعة الجمال..ذهبية الشعر..شقراء البشره..حلوة الملامح..خضراء العينين..يضيىءوجهها حينما تبتسم وكانه طلعة او زهرة فل تتفتح!.. لكن زينب في هذا اليوم كانت اتعس فتاه صغيره في العالم..الدموع عرفت طريقها الى عينيها..والحزن حفر مكانا ثابتا في قلبها..لقد اكتشفت الصغيره حقيقه غياب والدهااعز الناس الى قلبها..لم يكن مسافر الى ليبيا كما اشاع اخوهاالكبير،كما كان قلبها يحدتها دائما باشكوك حول غيابه ،اخيرا اكتشفت الحقيقه المره وانها كانت تلعب عاما كاملا فوق سطوح منزلها وبالتحديد جوار قبر والدها حيث دفنه القاتل الذي كان مفاجأة هو الاخر !
اخيرا..عرفت زينب لماذا كان قلبها ينقبض كلما اقتربت من الكتله الخرسانيه الغريبه التي ظهرت فجاه فوق سطوح منزلها ،وبينما كانت اذا ابتعدت يطاوعها قلبها لتغني وترقص وتلهو دون ال تنتابها مشاعر التوجس او بقشعر بدنها كلما وقعت عيناها على هذه الكتله الخرسانيه !!
العماره لتي يمتلكها والد زينب وكان قبره فوق سطوحها شهدت المأساه الغريبه قبل ان تتوصل زينب لكشف الغازها بعد عام كامل ..وقتها قالت زينب بدموعها وهي تروي حكايتها "كانت اسرتي في غايه السعاده حينما كانت امي على قيد الحياة ..ابي المقاول كان لا يبخل علينا بشيء..كان يعوضنا عن سفره الدائم الى ليبيا لانجاز بعض اعمال المقاولات بحنانه الزائد..وفجأه..ماتت امي اعز الناس..حزن ابي كثيرا..واسودت الحياة في عيون اشقائي..صابريت الكبيره وايهاب وانا..غياب ست الحبايب لا تعوضه الدنيا بأكملها..لكن سنه الحياة النسيات رويدا رويدا..بعد ثلاث سنوات تزوج ابي والغريب ان زوجته لم تكن زوجه الاب بالمعنى المعروف..الحق انها حاولت ان تكون لنا اما اخرى لكن شقيقي ايهاب ظل ينكد عليها حياتها حتى تركت المنزل وتركتنا ونفصلت عن ابي حزنت عليها انا واختي الكبرى صابرين..كنا نبكي معا على من فارق السن الكبير الذي بيننا..فصابرين تكبرني ياحد عشر سنه..واكنت عزائي الوحيد بعد رحيل امي.. وذات يوم جاءها ابن الحلال ..فرحت لزواجها وبكيت لفراقها..حاولت صابرين ان تاخذني لاعيش معها..رفض والدي بشده ان اعيش معه فانا من رائحة الحبايب يقصد امي التي لم ينسها ابدا ..وكادت الحياة تبتسم من جديد لن..اختي هانئه مع زوجها وابي جعل من نفسه اما وابا وصديقا لي..والم يكن ينغص حياتنا سوي اخي ايهاب..فشل في تعليمه وفشل في كل الاعمال التي كلفه بها والدي..يكره المسؤوليه ويعشق السهر والانفاق ببذخ والمغامرات..طلب من ابي ان يساعده في الزواج..ولم يعترض ابي..سأله كم معه من نقود ليكمل له نفقات الزواج..فوجئت بأخي يخبر ابي انه لا يملك مليما واحدا..ثار اخي في وجه ابي وعنفه بشده وهدده اذا لم يدفع له ثمن الشقه والجهاز والشبكه..طرده ابي من شقته بالبيت الذي نمتلكه بالاسكندريه..غاب عنا سنه تزوج خلالها فتاة احلامه ..لكن سرعان ما طلبت الطلاق منه لافلاسه ..عاد الينا..توسلت لابي ان يسامحه ..اشترطت عليه ان يثبت حسن نواياه..يلتحق بعمل..يدخر اي مبلغ..وبعد ذلك سوف يساعده ولو بمئه الف جنيه ..تظاهر ايهاب بالموافقه..صالح زوجته واتى بها لتعيش معنا!
اخر لقاء!!!!
ذات مساء كنت انام في حجرتي وايفضني وابي كعادته ليطبع قبله فوق خدي..وبعدها توجهه لغرفته لينام..ولم اره بعدذلك ابدا!..سألت اخي ايهاب عنه فأخبرني انه سافر الى ليبيا لانجازعمل جديد..صدقته رغما عني..ولكن قلبي لم يكن مستريحالان ابي لو كان قد سافر فلماذا لم يخبرني؟!
خاصه وان اخر لقاء لي معه كان فبل اختفائه بساعات قليله هي عمر الليل!..وعندما سألته عن الكتله الخرسانيه هددني بالموت لو تكامت في هذا الموضوع مره اخرى شككت في تصرفاته معي ..واسرعت الى المباحث لابلغهم بشكوكي!!!
المفاجأه!!!
ويكمل مدير مباحث الاسكندريه حكايه زينب قائلا:ذهبنا مع زينب من باب تأديه الواجب..قمنا بتكسير الكتله الخرسانيه فكانت المفاجأه ..ظهرت سيقان رجل ميت..ثم بافي جثته..وتعرفت إليه زينب والجيران ..والد"زينب"!واجهته زينب اخته..انهار واعترف وقرر انه وزوجته ضربا والده على طعام الفطور بشاكوش حتى فارق الحياة..وفي الليل تخلصا من جثته بنقلها فوق سطح العماره ثم تغطيتها بالاسمنت المسلح تحولت مع الوقت الى قبر يعلو شقة المرحوم بطابق واحد..ولم يكتشف احد الحقيقه لان العماره لا يدخلها اي شخص غريب بعد ان خصصها المرحوم لابنائه!ولم يكن امام صابرين واختها زينب سوى ان يعيشا معا على ذكريات الاب الحنون بعد انا عاش معهم حيا وميتا في نفس العماره!
(( منقووووووووول ))
العرض العادي
