ألا يشعر أحدكم في بعض الأحيان عندما يكون جالسا لوحده وسارحا بخياله بشي ينقصه في داخله
وأنا هنا اقصد هنا شيئا معنويا ليس ماديا
أن يحس بفجوة في داخله وكأن شيئا انتزع من جوفه ويحس بخفه في جسده لكنها ليست ايجابيه بل خفه كخفه البحر بلا ماء !!
ليسن هذه هي المرة الأولى التي أحس فيها بهذا الإحساس لكني لم أعره إهتماماً.
أحيانا ينتابني هذا الشعور في أوقات الراحة أو الاسترخاء وأحيانا أخرى عندما أكون على سريري مستعداً للنوم
أو عندما تداعبني ذكريات أيام الطفولة !!
سأشارككم ببعض إهتماماتي فأنا منذ صغري أحب قراءه الكتب بشكل عام لكن استمتع بقراءة كتب علم النفس وتحليل الشخصيات والبرمجة العصبية ولغة الجسد والتخاطر الفكري لما فيها من غرائب عن عقل الإنسان ونمط شخصيات البشر .
وعندما اقرأ بعض كتب التحليل النفسي تشدني بعض أعراض الحالات النفسية كالإكتئاب مثلا وأستغرب حصوله لبعض البشر وخاصة المسلمين وما زاد استغرابي هو التطابق التام لبعض أعراض الإكتئاب وما أحس به !!
لكن من الناحية الأخرى أنا اعرف تمام المعرفة أنني لست مصابا بالإكتئاب أو ماشابهه.
قد يستغرب البعض من أين لك هذه الثقة أو كيف تعرف انك لست مصابا بحالة نفسية !!؟
ستقولون : منطقيا أي شخص يعاني من حالة نفسية مهما كانت لا يعرف ذلك بنفسه حتى يتم تشخيصه من طبيب أو يلاحظ المقربون له أي تغيير يطرأ في شخصيته أو على تصرفاته و أحكامه .
أقول لكم وبكل بساطه أنني ولله الحمد والمنة مسلم وإيماني بالله قوي والله سبحانه وتعالي هو الحافظ .
بعد فتره من التفكير العميق والتأمل أدركت أن ما أحس به من فراغ وشعور بالا قيمه هو بسبب تقصيري بحق الله عز وجل.
كأي شاب في عصرنا الحالي , أو لأقول كبعض الشباب أو الشابات لكي لا اظلم الاغلبية لأنني استبشر فيهم الخير والصلاح .
مررت بأوقات كنت فيها لا اصلي الصلاة في وقتها في بعض الأحيان أو أتساهل في أداءها في المسجد وقد يكون ذلك بسبب ازدحام جدول عملي وتغير التوقيت بين المملكة والولايات المتحدة لكن ذلك ليس بعذر .
أنا لا أخجل من أن تعرفوا هذا عني بكل إبن آدم خطاء لكن خجلي هو من العزيز الجليل سبحانه .
إن الله سبحانه يمهل ولا يهمل له الملك وله الحمد
وربنا عز وجل يحب عباده وخير عباده التوابون .
ألم يفكر أحدكم ولو مره واحدة في حياته واطلب منكم أن تسألوا نفسكم بصدق
ألم تتساءلوا وانتم على السرير تستعدون للنوم
( ماذا لو لم أستيقظ غداً ؟)
باب التوبة لا يقفل ألا بواحدة من إثنين إما خروج الروح أو شروق الشمس من المغرب فطالما انك لا زلت تتنفس ولازال للدنيا بقيه لديك الوقت لتفعل ما تريد .
الإسلام ليس بدين عسر وليس مرتبطا بزمن أو بعصر معين
الإسلام دين كل مكان وزمان
والتطور التكنولوجي الذي يمر به العالم ليس إلا وسيلة لنا لنكسب المزيد من الحسنات ولنشكر الله على أفضاله ولنفوز بالفردوس أسأل الله سبحانه أن يكتبها لي ولكم ولكافه المسلمين .
مثلاً لما لا نستخدم الآي بود في سماع القرآن أو قصص الصحابة والتابعين أو المحاضرات أثناء ممارسه الرياضة .
لما لا نذلل ونطوع التطور التكنولوجي ونستخدمه في مجاله الصحيح ألا وهو عباده الملك الحق سبحانه .
طالما انك على قيد الحياة لديك الوقت لتفعل ما تريد
لو يمعن أحدكم التفكير في برنامجه اليومي وروتين حياته الآن
ويبدأ بتقسيم ساعات اليوم ويرى بنفسه كيف يستغل وقته ؟
كم ساعة نقضي مع الأصحاب وكم ساعة في متابعه التلفاز وكم على الانترنت وسماع الأغاني .
كم ساعة في قراءه القرآن وكم ساعة في صله الرحم وكم في قيام الليل ؟؟؟؟؟
سيخجل بعضكم إذا نظر وفكر فيما يفعل لعلمه بتقصيره بحق الله سبحانه وتعالى .
لينظر كل منا في سنوات عمره الماضية كم من مره أُنقذ بشكل غريب من مشكله كبيره أو من حادث كاد أن يودي بحياته أو من يخسر وظيفته أو أو أو وغير هذا كثير .
أنا لست عالماُ في الدين للأسف لكني شاب مسلم من ارض الحرمين اشعر بالغيرة على الإسلام والمسلمين وخصوصا إخوتي في المملكة وافتخر بأنني مسلم و احمد الله على كل نعمه التي لا تعد ولا تحصى وأولها الاسلام .
أعرف تمام المعرف أن أغلبكم أن لم يكن الجميع قد سمع هذه النصائح من قبل لكن اطلب منكم شيئا ً واحداُ فقط .
استمع بقلبك لا بأذنيك وفكر وتمعن في حياتك واعتبر بغيرك ولا تكن عبره
لقد يسر الله لي أن ازور مجموعه كبيره من الدول المسلمة وغير والمسلمة وان أرى التغيير والفرق في التقاليد والعادات وطبائع البشر على اختلافهم والتزام كل دوله بدينها مهما كان وتطبيقها لتعاليمه .
وفي كل مره احمد الله على أنني من أبناء بلاد الحرمين .
انا الآن في الولايات المتحدة الأمريكية احد أكثر الدول تطوراً في العالم لكنها دولة طغى فيها حب المال والجنس على الدين وعلى العلاقات الاجتماعية والضمير والإنسانية بشكل عام .
فعندما انظر إلى ابن سكير يضرب أباه حتى يفقده الوعي ثم يذهب ضاحكا مع أصدقائه أو لفتاه خلعت كل ملابس الأنوثة والحياء والكرامة وأعمتها الشهوة عن سبب وجودها في الدنيا من اجل وهم رخيص يسمونه بالعشق أو من اجل حفنه من المال الذي لايسمن ولا يغني من جوع تجتاحني أحاسيس متناقضة فتارة أحس بالفرح وتارة أحس بحزن شديد يكاد يقتلع قلبي من مكانه .
أما حاله الفرح فهي لأنني لست جزءا من هذا المجتمع المادي الهمجي حتى وان ظهر عليهم وشاح التطور والمساواة على الرغم من وجود الكثير من الايجابيات لديهم ولا ننكر ذلك .
أما الحزن فيعتريني لان إخوتي في المملكة من الشباب والشابات قد بدأو السير في الطريق نحو مجتمع بلا إنسانيه وبدأ البعض يطالب بأشياء ليست من شرائع الإسلام بحجه التطور!! .
أنا شخص عاطفي جداً وعندما اغضب قد اصل لحاله الانفجار وهذه صفه سلبيه في شخصيتي اعترف بذلك لكن ولله الحمد لم اعد اغضب من أي شئ لمجرد أنني عندما أحس بغضب أو بضيقه أتعوذ بالله سبحانه من الشيطان .
وصلني ايميل من احد الأصدقاء يوجد به رابط لموقع يوتيوب عن الشخص الملقب ب لورنس العرب ولقاء أقامته معه قناة روتانا .
فتحت الرابط وبدأت أتابع ألمقابله فضولا مني لمعرفه هويته فقط
استغربت من ظهوره متلثما بالشماغ وهو في مقابله تلفيزيونيه !
ولأنني املك بعض المعلومات عن التحليل النفسي فسرت ظهوره مخفيا وجهه عن الجمهور بأنه يخجل من نفسه لعلمه بأنه قام بشي غير مقبول من المجتمع أو لأنه سيقول عبر شاشه التلفيزيون شيئاً غير منطقي أو غير أخلاقي أو انه سيقوم بالكذب ولا يريد إظهار ملامح وجهه حتى لا يستطيع احد كشفه .
أنا لا أنكر أنني سمعت بعضاً من مقاطعه الصوتية فهي في كل مكان ولا يخلو بريدي الالكتروني من مقطع له في كل شهر على الأقل وكنت اضحك على طريقه كلامه وسذاجة أسلوبه وبعض مايقول .
أثناء متابعتي للمقابلة بدأت اشعر بنوع من الغضب عندما قامو باستقبال المكالمات من البرنامج لمجرد كثرة الاتصالات التي انهمرت على لورنس لتشجيعه وعبارات الإعجاب التي قام يرددها الكل رجالا ونساءاً .
لكن ما جعلني انفجر من الغضب هو عندما سأله احد المتصلين عن سبب قيامة بهذا كله وانتقاده للمجتمع وماهو هدفه من وراء ذلك ؟
أجاب لورنس قائلاً :
أنا أقوم بذلك لأنني أريد أن أصلح المجتمع
(أصلح المجتمع !!!!!!!!)
هل نضب مجتمعنا من رجال الدين والعقلاء والعاقلات والمثقفين والمثقفات حتى يأتي شخص من حثالة المجتمع لا يملك ذرة من الأخلاق
.. ليصلح حال امتنا !!!!!!!!!!!
في الختام جل ما أردت هو أن أوصل لكم بعض ما يدور أركان عقلي وبعض مايقلقني مما قد يحدث في المستقبل
وللأسف جميع ما أرى يشير إلى الضد
لكن الأمل بالله سبحانه وتعالي كبير وسنعيش لنرى أن كتب الله لنا ذلك ..
تحياتي
إلى أن تموت الدنيا ..
العرض العادي
