مهما أحببتينا فصدقيني لن يصل حبُّكِ لنَا إلى جُزء يسِير من حُبّنَا لَكِ
ورغم أن هذا ( الغياب ) المؤقت قد يكون مطلبا ضرورياً لَكِ أحياناً
لإلتقاط الأنفاس ومحاسبة النفس والتأكد من معرفة حقيقة ما حولكِ
ورغم أن هذا التوقف أو ( الغياب ) الإرادي مهماً ..
في حياتُكِ الشخصية والعملية بهدف التجديد .. إلاّ أنكِ تشعري أحيانا
بالإحباط كونك لم تحقق فيه ذلك الشيء المهم الذي تطمح إليه ..
أو تلك الأشياء الجميلة التي كنتِ تتمنياها وتسعى إليها..
وقد يكون هذا ( الغياب ) فيه شيء من الراحة الجسدية ..
نظراً لبعدكِ عن مهام ( الإشراف ) في القِسم ( العَام ) ..
والأعمال والمشاغل المرهقة .. إلا أنكِ تكتشفِي أن فيه نوعاً
من التعب النفسي الذي تفرضه حقيقة شخصيتكِ..
التي لا تريد التوقف عما تعودتِ عليه وألفتيه وأصبح جزءاً منها
ورغم أنك تحاولي في قرارة نفسكِ..
أن تقولي لنفسكِ نعم أنا ارتحت أنا حققت ما أريد الخ ..
إلاّ أنكِ تخدعي نفسكِ لأن ما في نفسكِ أكبر من ذلك بكثير ..
والسبب ببساطة ..
انكِ تريدي أن تنسي أشياء معينة ..
أكثر من كونكِ تريدي تحقيق أشياء خاصة..
وهنا يظل التساؤل قائماً وملحاً وهو !!
تُرى هل أنا ( اُغِيب ) لأعرف مقدار حبِّي ومعزتِي ومكانتِي
ممن هم حولي وممن تعودت ان أصطبح بوجوههم وأسماعهم
أم أكابِر نفسِي أم أن ليس لدي القُدرة الكافية على التواصل ..
والعطاء؟
إن مثل هذه التساؤلات قد تنطبق على جميع أوجه الحياة المختلفة
وبالذات في مجال ( الإشرَاف ) ولكن المشكلة أنكِ أحياناً ..
حتى هذا القرار بالتوقف عن الإشرَاف مثلاً لا تستطيعي ..
ان تتخذيه خاصة إذا كنتِ متأكدة ..
أنه سوف يأخذكِ من أحب شيء الى نفسك..
ولكن في حالة حدوث ( الغياب ) والتأخر فالحل هو العودة ..
ولا شيء غير العودة للمنتدَى لأنها ليست النهاية ..
بل البداية الحقيقية لرؤية الجمال على حقيقته وتجديد الحب ..
فقط ترجَّلِي من مكانكِ الآن .. وقوليها مِدوِيَة حتماً سأعود ..
لابد أن أعود ..
وحينها سوف تشعري بجمال العودة .. لأن من ينتظركِ هنا ..
كفيل بأن ينسيكِ هموم ( الغياب ) وأوجاع البعد وألم الفراق
ومشاق الرَّحِيل ويكفي أنه إنسان يستحق أن تعودي من أجله!!
انه أعز الناس إليكِِ .. أحبهم الى قلبُكِ ..
فهل تبخلي عليه بالعودة .. وهو أولى الناس بها؟
يكفي أنه ضحَّى من أجلُكِ ولازالَ يضحِّي بالكثير والكثير ..
أفلا يستحقُ منكِ رد الجميل .. وهو الجميل نفسه؟
/
/
المَحبِرَة اللامُنتَهيَة
بغض النظر ..
سواء كنتِ أنتِ ( الغائبة ) ..
أو كنتُ أنا ..
فمهما قلت لكِ ..
مهما فعلتُ معكِ ..
أتريني أغيبُ عنكِ طويلاً ..
وقد تعودتُ عليكِ ..
وقد أدمتُ وجودكِ في حياتِي ..
أتريني أنساكِ بسهولة ..
كما لو كنتِ شخصاً عادياً ..
شخصاً عابراً في حياتِي ..
تكوني مجنونة لوصدَّقتِ ..
لا عقل لكِ لو أقنِعتِ !!
أبداً .. لا هذا ولا ذاك!
فحتماً لابد أن اعُودُ إليكِ ..
محمّلاً بهداياً الشَّوق ..
وعطور اللهفَة ..
وعبير الوَرد ..
وسِهام الحُب ..
لابد أن أعود إليكِ ..
إلى ورود الغلا ..
إلى نبع الصَّفا ..
وإلى مِزن السُّحب ..
لأقول لها ..
وبِملءُ فمِي ..
وأعلى صوتِي ..
وكل مشَاعرِي ..
كم انتِ مؤثرة في غيابُكِ ..
كما انتِ في حضُوركِ ..
وكم هو رائع التفكير فِيكِ ..
اثناء بعدي وغيابي عنكِ ..
لأنه يشعُرني بالسعادَة ..
يحثني على الإسراعُ في العودة ..
لإكمالُ سعادتِي ..
وحقيقة ..
ودون مبالغة ..
لابد أن اعودُ إليكِ ..
لأنه ليس لي غيركِ بعد الله ..
أثِقُ به ..
وألجأ اليه ..
أعتمدُ عليه ..
وأرتاحُ إلَيهِ ..
أتحدث لهُ وابوحُ إليهِ ..
ولِمَ لا أعُود ..
ومكاني الحقيقي هنا !!
حيثُ تكونِي أنتِ !!
حيثُ المكان الذِي تسكنيه ..
أقصُد ( الوِد ) الذِي يجمَعنا !!
حيثُ القلب الذِي أنشده ..
وحيثُ السعادة التي أبحَث عنها !!
والراحة التِي أتوَّق إليهَا؟
أرأيتِ مقدار تأثيرُكِ عليّ؟
وحجم مكانتُكِ لدَي؟
فها أنتِ بنفسُكِ ..
تريني أمامُكِ ..
أعودُ اليكِ ..
بأسرع مِمَا توقَّعتِ ..
بأقل مِمَا وعدتُكِ ..
وها أنذا أفشل ..
بالوفاء بوعدِي مع نفسي ..
في أن اُغِيبُ عنكِ طويلاً ..
في أن أظلُّ عنكِ بعيداً ..
لأنني ايقنتُ تماماً !!
انني لا أستطيعُ البعد عنكِ ..
او العيش من دونكِ ..
او حتى مجرَّد التفكِير ..
في عدم التواصُل معكِ ..
أعودُ إليكِ بِشَغف ..
وبشوق اكثر منذِي قَبل ..
لأنكِ الماء العذب ..
الذِي ارتوِ مِنه ..
لأنكِ الأمل الخالد ..
الذي أعيشُ من أجله ..
لأنكِ الحياة الجميلة ..
التِي ابحثُ عنها ..
وحصتي الرائِعَة مِنها ..
لأتذوَّق طعمها معكِ ..
وحلاوتها بِرِفقَتُكِ ..
قد يكون غيابي طويلاً ..
كما قِد شعرتِ ..
قد يكون إنتِظَارُكِ مُمِلاًّ ..
لِمَا لَمَسْتِ ..
ولكن ..
ألا يكفي هذا الغياب جمالاً ..
انه زادنِي شوقاً إلَيْكِ؟
ولهفَة صادِقَة عليكِ ..
الا يكفي ..
انه زادنِي حُباً لَكِ ..
وتمسكاً قوياً بكِ ؟
بل ألايكفي ..
انه عرفنِي الفَرق ..
بينُكِ وبين غيرُكِ؟
ولِمَ أنتِ دونَ غيرُكُ؟
يستحق أن اعُودُ من أجله ..
فقط لأكون معه؟
لأظِلّ بالقُرب مِنه ..
ولأشعره عملاً .. لا قولاً ..
ان هذا اقل ما يقدَّم من أجله؟
ارأيتِ كم جميلة هي العودَة ..
حينما تكون من أجل من نُحِب؟
وكم هي أجمل ..
وأجمل ..
حينما نصرُّ من خلالها ..
على أن نستمِر في الحُب؟
أن نضحِّي من أجل الحُب ..
وليسَ اي حُب ..
بل حُب من يستَحِق الحُب ..
من يعرِف قِيمَة الحُب؟
من يُشَاطِرْنَا الحُب؟
نعم .. ( احبكُم يا أهل الوِد )؟
.