إذَا مَاتَحَدَّثْنَا عَن الفَلسَفَة فَأنِّي أجِدْهَا ذَات شَقَّيْن مُتَنَافرَيْن وَالشَّق الأوَّل ..
هُوَ المَحمُود الَّذِي يَعُود عَلَى النَّفْس البَشَرِيَّة بِالخَيْر وَبِكُل مَايَنْفَعْهَا ..
وَيُنِيرُ لَهَا طَّرِيق الهِدَايَة وَالصَّلاح العَام ..
أمَّا الثَّانِيَة وَمَا أقْسَاهَا من ( فَلْسَفَة ) هِيَ الَّتِي تَرمِينَا فِي نَفَقٍ مُظلِمٍ
لانَرَى من خِلاله بَصِيْصُ أمَل من نُور للعَودَة مُجَدَّدَاً ..
إلَى ( الفَلسَفَة ) الأولَى المَحمُودَة .. وَالسُّؤل هُوَ كَيف لِي كَإنْسَان عَاقِل ..
أن أحَدِّد أنَّ تِلك ( الفَلسَفَة ) الَّتِي إنتَهَجتُهَا هِيَ مَحمُودَة ..
وَسَوفَ تَعُود عَليّ بَالنَّفَع وَتَخدُمنِي للسَّير بِخِطَا ثَابِتَة نَحْوَ مَاتَتَطَلَّبه الحَيَاة
وَالمُضِي قُدِمَاً إلَى الأمَام لا الرّجُوع إلَى الْخَلْف؟
وَهَل كُل إنسَان بِإسْتِطَاعَته أن يَكُون ( فَيلَسُوفَاً ) حَتَّى وَإن كَانَ مَحدُود العَقْل
وَالتَّفْكِير وَلاتَتَجَاوَز نَظرَته مَوطِيء ( رُجلَيْهِ ) أم أنُّه وَالحَالُ كَذَلِك أضحَت ..
هَذِهِ الفَلْسَفَة حُصْرِيَّة عَلَى اُنَاس مُعَيَّنِيْن .. مِمَن يَعشَقُون القِرَاءَة وَالإطِّلاع ..
وَحُب المَعْرِفَة .. حَتَّى فِي الأشْيَاء الَّتِي لَيْسَ لَهُم فِيْهَا نَاقَة ًوَلاجَمَل كَحَالِي ..
وحَالُكَ؟
أعتَقِد أنَّ ( الفَلسَفَة ) لابُد أن تَكُون فِي المِحوَر الِّذِي يُحِيْطُ بِنَا وَفِي الأشيَاء
الَّتِي يَهُمّنَا أمْرِهَا .. حَتَّى لاتَزدَحِم عقُوْلِنَا الحَيْرَى .. فَتُصْبِح شِتَات ..
وَتَضِيْعُ مَابَيْن الرِّجْلَين كَمَا نَقُولُ أحْيَانَاً فِي أمْثَالُنَا الشَّعْبِيَّة ..
فِي ذَات يَوم وَكُنَّا فِي إجَازَة الصَّيْف .. سَافَرت بِرِفقَة العَائِلَة إلَى تُرْكِيَا ..
إشتَرَوا أشَقَّاقِي ( مُسَدِّسَات ) لِعبِيَّة .. رصَاصهَا عِبَارَة عَن ( مَاء ) ..
من أحَد الأكْشَاك فِي مَطَار ( الظَّهْرَان ) الدَّولِي ..
ومَاحَصَل أنَّ أشِقَّائِي سَبَقُونِي .. إلَى بَوَّابَة صعُود الطَّائِرَة حِينَمَا سَمعُوا ..
النِّدَاء الأخِير فَصَاحَ عَلَيّ شَقِيقِي الأكبَر ..
بِصَوت مِدْو ٍوَعَالٍ بضرُورَة إعَادَة المُسَدَّس الَّذِي بِحَوزَتِي لأنُّه سَيُصَادَر
فَمَا حَصَل هُوَ أنِّي لَم أذعَن إلَيهِ .. تَوجَّهت مُبَاشَرَة ًإلَى البَوَّابَة ..
وَحِيْنَمَا دَلَفْتُ وَمَضَ النُّور الأحمَر إذَانَاً بِوجُود مَاهُوَ مَمْنُوع فِي حَوْزَتِي
فَطَلَب منِّي جُنْدِي التَّفتِيش إخرَاج المُسَدَّس الَّذِي بِحَوزَتِي كَبَقِيَّة أشِقَّائِي
فَلَم اُضَيِّعُ وَقْتَاً وَسَلَّمته المُسَدَّس ..
وَحَالَمَا حَلَّقَت بِنًَا الطَّائِرَة فِي عِنَان السَّمَاء .. أخرَجت مُسَدَّس من جَيبِي
بعدَ إن حَشَوته بِرِصَاصَات مَائِيَّة .. فَخَيَّم الذهُول عَلَى أبِي قَُبَبْل أشِقَّائِي ..
مُتَسَاءلِين عَن كَيفِيَّة تَمرِير المُسَدَّس ..
فِي ظِل هَذِهِ الحِرَاسَة الأمْنِيَّة المُشَدّدَة؟
والحَاصِل أنِّي إشْتَرَيْت مُسَدسَين .. وَوَضَعْت كُلاً مِنْهُمَا فِي جَيب لِوَحده ..
فَعِنْدَمَا طَلَب منِّي جُندِي التَّفْتِيش تَسلِيم المُسَدَّس سَلَّمته وَاحِداً بَيْنَمَا نَجَحتُ
وَبِإقْتِدَار فِي تَمْرِير الثَّانِي .. ألَيسَت تِلك ( فَلسَفَة ) مَحْمُودَة ..
كَمَا أشَرت إلَيه بِعَالِيه إستَطَعْت من خِلالُهَا أن أحَقِّق هَدَفِي وَما أصبُو إلَيهِ
دُونَ غَلَق أو إزعَاج؟
مَا اُرِيْدُ قَوله أخِي ( المِحْتَار ) .. هُوَ أن نُنَحِّي العَاطِفَة وَالقُوَّة جَانِباً ..
وإن نَستَخدِم (فَلسَفَتنَا) فِيْمَا يَخدُمْنَا وَفِي أرِيحِيَّة تَامَّة بَعِيْداً عَن الضَّوضَاء
وَالقِيْل وَالقَال؟
/
/
إنتـَـر
أن اتمنى لقاءك ..
بفارغ الصبر ..
فأعد اللحظات ..
والسويعات ..
فأنتظرك طويلاً ..
دون ان اراك ..
أن اكرر المحاولات ..
الواحدة تلو الأخرى ..
مرات كثيرة ..
ومرات ..
دون جدوى ..
فتلك هي ( الفَلسَفَة ) !!
/
/
ان اشعر بأيام ( الرَّحِيل ) ..
الذي لاتتخلله عودة ..
تطول بيننا ..
تباعدنا عن بعضنا ..
تُنسينا اجمل لحظات عمرنا ..
تضعف من متانة حبنا ..
تشعرني بقرب نهايتنا ..
فتلك هي ( الفَلسَفَة )!!
/
/
ان يجبرني موقفك الرائِع معي ..
على ان اصمت بذهول ..
شارداً ..
في غياهب المجهول ..
ان اكون عاجزاً عن الكلام ..
في حين اريد قول كل شيء ..
فتلك هي ( الفَلْسَفَة )!!
/
/
ان يُلجمني ( رحيلك ) المِدوِي !!
على وأد فرحتي بك ..
على كتمها داخل اعماقي ..
في حين اريد ان اظهرها ..
ان أعبر عنها دون قيود ..
فتلك هي ( الفَلْسَفَة )!!
/
/
ان أوقِد ..
شمعة الأمل بداخلي ..
كي اُنيرُ ..
طريق الحياة لي ..
كي اعيشُ ..
لحظاتها الحلوة ..
فأجد من ينتزع ..
فتيلها بقسوة ..
من يطفئها بنار حقده ..
من يحاول ..
ان يبقيها مظلمة ..
فتلك هي ( الفَلسَفَة )!!
/
/
أوااااااااه !!
ان أظلُّ أحلم ..
بغد مشرق ..
أن أوعد ..
بمستقبل واعد ..
ان انتظر حياة افضل ..
فلا ارى سوى وعود ..
سوى سراب خادع ..
سوى ألم وحسرة ..
سوى غصَّة وندَم ..
سوى حقيقة مزيفة ..
فتلك هي ( الفَلْسَفَة )!!
وأيما ( فَلسَفَة )!!
.