مَعليش يَا أخوَات لودَخَلنَا عَليكُن فِي هَذَا المَوضُوع بِصَفَتُنَا شَاب يَحمِلُ شَوَارِب
وَلَكِن من قَالَ لَكُن فِي ذَات يَوْم إنَّ فنُون الطَّبِيْخ أو ( الكِبَّة ) بالتَّحدِيد ..
هِي حَصرِيَّة عَلَى النِّسْوَة .. من قَالَ لَكُن ذَلك؟!
مَادعَانِي للدخُول لهَذِهِ الصَّفحَة أو هذَا المَوضُوع وَالحَدِيثُ لَكِ أستَاذَه ( دَي دَمُونَة )
هُوَ أنَّنِي فِي أمسِيَة الأمس بِالذَات تَسَحَّرتُ ( كِبَّة ) ..
كَانَت وَالحَقُ يُقَال لَذِيذَة جداً أكثَرُ مِمَا تَوَقَّعْتُ وَأكثَرُ مِمَا تَخَيَّلْتُ وَأكثَرُ مِمَا ظَنَنْتُ
خَاصَّة حِينَمَا يَكُون البَصَل..الَّذِي فِي جَوفِهَا لَيْسَ مِستَو ٍبِشَكِلٍ كَامِل وَخَاصَّة حِيْنَمَا
تَكُون سَاخِنَة للتَّو أخرِجَت من وِعَاءُ المِقْلاة ُبَل وخَاصَّة ..
حِيْنَمَا يَكُونُ جدَارُهَا الخَارجِي طَرِيَّاً مُقَرمِشَاً يَذُوبُ فِي أفوَاهُنَا العَذبَة من غَيرُ مَضْغٍ
أو اي عَنَاء؟!
فبِالله عليكِ..اي خَيرَات وأي نِعَم تِلك الَّتِي وَهَبنَا بِهَا اللهُ عَزَّ وجَلّ وَرَزَقنَا بِهَا من غيرُ
سُؤال أوحِسَاب .. ولا أبَالغ إن قُلتُ لَكِ أنَّنِي أوشَكتُ عَلَى قَضْم أصَابعِي ..
من شِدَّة لَهفَتِي لَهَا ومن شِدَّة وَلَعِي المَجنُون بِهَا ومِن شِدَّة شَوقِي اللامَحدُود عَلَيْهَا
قَد تُخَالِيْنِي أبَالِغ فِي وَصفِي لَهَا ومَعكِ الحَقُ أستَاذَه (دَي دَمُوْنَة) كُل الحَق فِي ذَلك
وَلَكِن هَلاّ وَضعتِي نَفسُكِ فِي مَكَانِي ..
وكَيف ستَسْتَقبلِي طَبَق (الكِبَّة) حِينَمَا تَكُونِي جَائِعَة مُتَضَوِّرَة جُوعَاً وكُل من حَولُكِ
يَسمَعُ صَوَاوِين بَطنُكِ وَصَفِيرُهَا من شِدَّة من أنتِ فِيْهِ من جُوع ومَا أنتِ عَلَيهِ من رَغبَة
جَامِحَة فِي تَذَوِّقه؟!
هَلاّ تَخَيَّلتِ وَالآن..هَذَا الطَّبَق الَّلذِيذ وَهُوَ يَرْنُو أمَامُك .. وَهُو يَدعُوكِ بِأعلَى صَوته
يُنَاشِدُكِ أن تَمُدِّي يَدَيكِ الحَانِيَتَيْنِ إلَيْهِ بِكُل خِفَّة وَحَنَان بِكُل رَغبَة وَإشتِيَاقُ دُونَ تَأخِيْر
دُونَ أن تَكُون بَينَكُمَا أيْمَا حَوَاجُز أو إيعَاقَات؟!
بَل هَلاّ تَخَيَّلْتِيْهِ حِينَمَا نُزَيِّن أطرَافُه بِشَرَائِح الطَّمَاطِم اللذِيْذ وَشَرَائِح اللمُون الحَامِض
وَوُرَيقَات الخَسُّ الخَضرَاء تُرَافِقهَا فِي ذَلكَ بَعضَاً من وُرَيْقَاتُ البَقدُونَس الَّذِي أسَرْنَا ..
وَلازَالَ حَتَّى اللحظَة يَأسُرْنَا بِرَائِحَته الزَّكِيَّة .. بِطَعمه الأخَّاذ .. بِشَكله الجَمِيْل؟!
صَحِيح إنَّنَا وَالحَقُّ يُقَال سَوفَ نُعَانِي من زِيَادَة سِعرَات حَرَارِيَّة وَوَزِن زَائِد وَتُخمَة ..
بِفِعِل تَشَبُّع ( الكِبَّة ) من الدَّهُون وَنَحنُ مَن يُحَاوِل وَبِشَتَّى الطُرُق ( إنقَاصُ وَزنَه )
وَالحِفَاظُ عَلَى رَشَاقَته .. لِيَظهَرُ فِي أجمَلُ صُورَة .. وَأبهَا حُلَّة .. وَأروَع ثَوْب؟!
وَلَكِن ألا يُجدَرُ بِنَا أن نُحَارِبُ هَذِهِ السِّعرَات الحَرَارِيَّة ..
وَمُكَافحَتْهَا عَن طَرِيْق مُمَارَسَتْنَا لِرِيَاضَة المَشِي فَوق رِمَال لازُورْدِيَّة نَظِيْفَة وَنَاعِمَة ..
بِمُحَاذَاة شَاطِيء بَحرِي نَظِيف حُفَاة القَدَمَيْن حَيثُ نَسمَات البَحر العَلِيلَة تُدَاعِبُ خَدَّيْنَا
تُلامِسُ وَجنَتَينَا لِتُنَقِّيهَا مِمَا عَلَقَ بِهَا من حَب شَبَاب وَنَمَش بِفِعل الزَّمَن وَتَعَرِّيَات الأيَّام؟
ولابَأس من مُزَاوَلَة رِيَاضَة المَشِي قُبًَالَة المَنزِل الَّذِي نَقطنه ..
ولو بِجَولَة صَغِيرَة فِي نَفس الحَيَ وحَولَ المَنزِل ليش لا هَاه؟!
/
/
إنتـَـــر
صدقيني أيتها ( الكِبَّة )!!
منذ أن دخلتِ بطني ..
منذ أن ولَجتِي فَمِي ..
منذ أن إرتاحَ إليكِ لِسَانِي ..
ومنذ أن شغلتِ تفكيري..
وأضحَيتِ كل كياني..
وجدتني دون أن أشعر..
أو أترّدد لحظة واحدة..
وجدتني..
أفِصح لكَ عن حُبِّي ..
كل حُبِّي ..
دون خجل مني؟!
/
/
فمعكِ أنتِ أيتها ( الكِبَّة )!!
معكِ أنتِ بالذات..
فإنني لا أرضى سوى بطعمُكِ اللذِيذ!!
بل أطمع بالكثير والكثير..
فماذا أكثر ..
وأنتِ الأكثَر؟!
.