سأغادر من حياتك
كرجل لم يربح ولم يخسر
بعدما أثقلت كاهله مصائب الدهر وأغلال الهموم
كفقير عزف مقطوعة الرحيل على كمان ايطالي فتساقطت نقود الأغنياء على قبعته المهترئه اللتي وضعها أمامه
ولم يعلموا أن كبريائه يتساقط مع تلك النقود
كعجوز تركي يشرب قهوته فالثامنة صباحا ويتذكر أيام صباه فيصيبه الحزن والفرح معا
كسنبلة يانعه أثقلتها الثمار فأنحنت حتى كادت أن تلامس الأرض
أشيائي،كتبي،عطوري،اقلامي،ابتسامتي ،قلبي،
جميعها ستفتقدك
سأغادر من حياتك لأني ألامس الأشياء بأطراف يدي حتى ولو لم تكن محسوسه
لم اكن فارغا من الداخل نهائيا ولكن الحظ يبتسم لي كيقطينة شريره في يوم عيد
الوداع مميز حتى عندما اكتبه سأجعله مميزا حتى في لونه لان حروفه لايدركها الا من احترق قلبه
الوداع...تلك الكلمه اللتي تسلب جميع مقومات الحياه بكل عنف بما لا يدع مجالا للشك أن الحزن فطرة في بني البشر ،
الوداع ليس رعشة شفاه أو إنكسارا على أعتاب اليأس ،
بل هو الموت في قالب الحياه
عند رحيلي لم أستطع ان اتجمد أكثر فبمجرد ذهابك ستبدأ حرارة غيابك بإذابتي
إذهبي وخذي معك أبسط تفاصيل الحياه
[لقد جف غصن الليمون اللذي في صدري ،ولم يعد في قلبي مكان للذكريات، لقد قضمتي قلبي كتفاحة ريفيه
لا أعلم.... فتلويحة يدي عند وداعك تحرق أركان فؤادي بل تشعرني بالجنون...
لا أريد أن أشاركهم فيك لكن للأسف
لقد خسرتيني ولم تكسبيهم
حتى لو ادعو محبتك فإن قلوبهم كغرف فندقيه يأتيها نزيل جديد كل يوم...إني أعلم أنك تحترقين مثلي بسببهم... هذه هي الحياه فيالسخرية الأقدار
وداعا أقولها وأنا حزين
وداعا يليق بي وبك
لا أريد منك شئ
سوى أن تذكريني بالخير وأنا كذلك
سأفتقدك
التقينا غرباء وأفترقنا غرباء
وداعا....وداعا
|