حديث اليوم
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
( أَنَّ رَجُلًا رَأَى كَلْبًا يَأْكُلُ الثَّرَى مِنَ الْعَطَشِ ، فَأَخَذَ الرَّجُلُ خُفَّهُ ،
فَجَعَلَ يَغْرِفُ لَهُ بِهِ حَتَّى أَرْوَاهُ ، فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ ، فَأَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ )
رواه البخاري
قطوف
قال الحسن البصري:
" ما حُلِّيت الجنّة لأمةٍ ما حُلِّيت لهذه الأمة ثمَّ لا ترى لها عَاشقًا!! ".
ذكرى
قال بكر بن عبدالله المزني:
كان فيمن كان قبلكم ملك وكان متمردا على ربه عز وجل فغزاه
المسلمون فأخذوه سليما فقالوا بأي قتلة نقتله؟
فأجمع رأيهم على أن يجعلوا له قمقما عظيما ويؤججوا تحته النار ولا يقتلوه حتى يذيقوه طعم العذاب.
ففعلوا ذلك به قال فجعل يدعو آلهته واحدا واحدا : يا فلان!
بما كنت أعبدك به وأصلي لك وأمسح وجهك فأنقذني مما أنا فيه.
فلما رآهم لا يغنون عنه شيئا رفع رأسه إلى السماء وقال لا إله إلا الله !
ودعا مخلصا فصب عليه مثعبا من السماء فأطفأ تلك النار
وجاءت ريح فاحتملت ذلك القمقم فجعلت تدور بين السماء والأرض وهو يقول:
لا إله إلا الله
فقذفه الله إلى قوم لا يعبدون الله عز وجل وهو يقول لا إله إلا الله
فاستخرجوه فقالوا ويحك مالك ؟
فقال أنا ملك بني فلان كان من أمري وكان من أمري فقص عليهم القصة فآمنوا.
خاطرة
أحبوا الله من كل قلوبكم لما يغدوكم به من النعم
قال ذو النون المصري رضي الله عنه:
عطشت في بعض أسفاري عطشا شديدا، فعدلت الى بعض السواحل
أريد الماء، فإذا أنا بشخص قد ائتزر
بالحياء والإحسان، وتدرّع بدرع البكاء والأحزان،
قائم على ساحل البحر يصلي، فلما سلّم دنوت منه، وسلمت عليه قال: وعليك السلام يا ذا النون.
قال: فقلت له: يرحمك الله، من أين عرفتني؟!.
قال: اطّلع شعاع أنوار المعرفة من قلبي على صفاء نور المحبة من قلبك،
فعرفت روحي روحك بحقائق الأسرار،
وأَلِفَ سريّ سرّك في محبة العزيز الجبار.
قال: فقلت: ما أراك إلا وحيدا!.
قال: ما الأنس بغير الله إلا وحشة، وما التوكل بغيره إلا ذل.
فقلت له: أما تنظر إلى تغطغط هذا البحر، وتلاطم هذه الأمواج؟.
فقال: ما بك من العطش أكثر من ذلك.
فقلت: نعم، فدَلَّني على الماء بقرب منه فشربت، ورجعت إليه، فوجدته يبكي بشهيق وزفير.
فقلت له: يرحمك الله، ما يبكيك؟.
فقال: يا أبا الفيض، إن لله عبادا سقاهم بكأس محبته شربة أذهبت عنهم لذة الكرى.
قال: فقلت له: دلني على أخل ولاية لله، يرحمك الله.
قال: هم الذين أخلصوا في الخدمة، فاستخصّوا بالولاية،
وراقبوا مولاهم، ففتح لهم في نور القلوب.
قال: فقلت له: ما علامة المحبة؟.
فقال: المحب لله غريق في بحر الحزن إلى قرار التحيّر.
قال: فقلت له: ما علامة المعرفة؟.
قال: العارف بالله لم يطلب مع معرفته جنّة، ولا يستعيذ من نار، فعرفه له ولم يعظم سواه معه.
ثم شهق شهقة عظيمة، فخرجت روحه، فواريته في الموضع الذي مات فيه،
وانصرفت عنه، رحمه الله ونفعنا ببركاته.