بسم الله الرحمن الرحيم
خانت ربها وأهلها.. فلا بد أن تخونني!!!
أنتِ خائنة..
هذه كلمة طالما سمعت ممن يتخذ له خدينة وصاحبة قبل الزواج، أياً كان نوع هذه الصداقة والحب قلّت أم كثرت..
نعم، تظن المسكينة أنها بصداقتها لهذا الذئب؛ ستحوز رضاه، وتكسب ودّه، وتكون عِرسه الجميلة!
وما علمت أنها نزوة وشهوة لا غير؛ فما إن تنتهي زمالة الدراسة، أو مهنة العمل، أو نحوها من اللقاءات،، إلا ويفكر في اختيار شريكة عمره!!!
تناديه: ها أنا ذا.. ألست جميلة؟
ألم أربّي لك نفسي؟
ألا تذكر قسَمك أن أكون زوجتك وحبيبتك؟!
ينظر إليها، أو يكلمها من وراء حجاب، وهو يتأرنح ويبتسم ابتسامة ماكرة قائلاً: أنت خائنة بلا شرف ولا دين ولا مروءة وووو!!!
ترد عليه، وقد علاها الرحضاء، وسيطرت عليها الدهشة، وتهيأت للسقوط والإغماء، قائلة: أنا أنا؟
يرد عليها ببجاحة: نعم أنت الساقطة.. ومن غيركِ؟ أنت الذي خنتي ربك، ثم خنتي أهلك.. ومشيتي معي وهاتفتيني ووو... من يؤمنني أن لا تفعلي مع غيري كما فعلتي معي؟!!
خطبت فتاة مؤدبة مهذبة، لا تعرف إلا بيتها، ولم تعرف صوت ذكرٍ إلا صوت أبيها وإخوانها ومحارمها..
فتاة.. لم يرها أجنبي قط.
فتاة.. لم تتزين إلا لي وحدي من دون العالمين.
فتاة.. صبرت على نفسها، حتى أتاها نصيبها.
فتاة.. لا يهمني جمالها الخلاب بقدر مايهمني فيها حياؤها وعفافها..
تسمع هذه الكلمات، وقلبها يغلي كالمرجل، ونبضات قلبها في تسارع وازدياد، وضغطها قد ارتفع وزاد.. استعجم لسانها.. ماذا تفعل.. ماذا تقول؟!
جمعت مابقي من شرفها -إن كان بقي- ورجعت تجر أذيال القهر والذل والحرمان..
ولا أدري، هل تكتفي بهذه التجربة الفاشلة أم ستعود كرة ثانية "تلك إذاً كرة خاسرة"!
فـ " إنا لله وإنا إليه راجعون" و "حسبنا الله ونعم الوكيل" و "لا حول ولا قوة إلا بالله" العزيز الحكيم العلي العظيم.
انتهت قصتها في كلمة.. (خائنة).
ووالله، لطالما اتصلت علي فتاة باكية شاكية من هذه المواقف.. فأحزن وأشجن، ولكن:
يداكِ أوكتا وفوك نفخ *** أنت الجانية؛ فعلامَ الصرخ؟!
هذه كلمة احتبست في فؤادي برهة، ثم نفثتها، فكتبتها، علّ فتاة صادقة يكون بها نفعها، وأرجو ذلك، إن ربي على كل شيء قدير.