بسم الله الرحمن الرحيم
قال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله :
روى سعيد في سننه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: ( لقد هممت أن أبعث رجالاًََ إلى هذه الأمصار فينظروا كل من له جدة ولم يحج ليضربوا عليهم الجزية ، ما هم بمسلمين ، ما هم بمسلمين ) .
وروي عن علي رضي الله عنه أنه قال: ( من قدر على الحج فتركه فلا عليه أن يموت يهودياً أو نصرانياً )) و يجب على من لم يحج وهو يستطيع الحج أن يبادر إليه لما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ( تعجلوا إلى الحج يعني الفريضة فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له )) رواه أحمد .
و لأن أداء الحج واجب على الفور في حق من استطاع السبيل إليه لظاهر قوله تعالى: (( ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين )) .
و قول النبي صلى الله عليه و سلم في خطبته: ( أيها الناس إن الله فرض عليكم الحج فحجوا ) أخرجه مسلم .
********************
وسئل فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله :
كثيراً ما نلاحظ بعضاً من المسلمين وخاصة من الشباب من يتساهل في أداء فريضة الحج ويسوف في ذلك ، وأحياناً يتعذر بمشاغل فما حكم ذلك ؟ وبماذا تنصحون هذا ؟
وأحياناً نلاحظ بعضاً من الآباء يمنعون أبنائهم من أداء فريضة الحج بحجة الخوف عليهم ، أو أنهم صغار مع أن شروط الحج متوفرة فيهم فما حكم فعل الآباء هذا ؟ وما حكم طاعة الأبناء لآبائهم في ذلك ؟
الــجواب :
من المعلوم أن الحج أحد أركان الإسلام ومبانيه العظام ، وأنه لا يتم إسلام الشخص حتى يحج ، إذا تمت في حقه شروط الوجوب ، ولا يحل لمن تمت شروط الوجوب في حقه أن يؤخر الحج ، لأن أوامر الله تعالى ، ورسوله علي الصلاة والسلام على الفور ، ولأن الإنسان لا يدري ما يعـــرض لــه فربما يفتقر، أو يمرض ، أو يموت .
ولا يحل للآباء والأمهات أن يمنعوا أبنائهم من الحج إذا تمت شروط الوجوب في حقهم ، وكانوا مع رفقة مؤتمنين في دينهم وأخلاقهم .
ولا يجوز للأبناء أن يطيعوا آبائهم ، أو أمهاتهم في ترك الحج مع وجوبه ، لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ، اللهم إلا أن يذكر الآباء أو الأمهات مبرراً شرعياً لمنعهم فحينئذ يلزم الأبناء تأخير الحج إلى أن يزول هذا المبرر للتأخير .
أسأل الله تعالى أن يوفق الجميع لما فيه الخير والصلاح