الشــ ع ـــور بـالفقــد
مدخل :
كيف لنا أن نستمتع بـــ أنفاسنا
والفقد أعظم من الألم بحد ذاته ..
لماذا نشعر بالفقد ..
ولماذا أعطيت لنا قلوباً هكذا..
لما ..
لم تعطى لنا قلوباً صغيرة ..صغيرة
تؤدي فقط الوضائف الج ـــسدية ..
تنبض فقط برتابة حتى الم ـــوت ..!
قلوبنا التي أعطيت لنا كبيرة جداً ..
وباتت تعذبنا أن نستمر بالفقد دون أن تمتلىء ..
أعطيت لقلوبنا موهبة الحلم ..نعم
فباتت الأحلام أكبر من قــلوبنا ..
وأكبر منـــا ..
ولايتحقق من الأحلام أي شيء..
..
الح ـــياة ..
نعم حياتنا ..
أصبحت لاتحلو سوى مع محبيننـــا ..
لكن إن كانو بجانبنا ..
رحلو بعيداً ..بعيداً
وشعرنا بالفقد ..
ترى لماذا لم يولدوا م ـــعنا منذُ الأزل ..
ولماذا حين رحيلهم ..
يتأخرون كثيراً..
بعد أن نلقاهم .. نعاشرهم ..نحبهم ونتعلق بهم
نفقدهم مرة أخرى ..
لما..
لم يكن مثلهم نسخ كثيرة ..
لما لايتواجدون بــكثرة ..
ولما لانستطيع ملىء الف ــراغات التي تركوها لنا ..
..
الأشخاص من ح ــولنا كثير ..
لكن أصبحنا لانرى سواهم ..
وكأن الح ــياة قد خلت سوى منهم ..
إن كنا نستوعب فقدنـــا وفقد من حولنا ..
ونظهر بشموخ ..
أمامهم ..
لكن ..
نبكيهم سراً..
ونرتجف من ورائهم ..
قطار الحياة .. (الرحيل)
يرحلو ..نعم
ونتقبل فــ بداية الأمر رحيلهم لكن بمجرد رحيل هؤلاء الم ـــقربين
نوهم أنفسنا بــ أننا سنحاول نسيانهم ..
وسنجد أصدقاء غيرهم .. فقط بمجرد رحيلهم ..
لكن نكذب على أنفسنا ..
ونجد أنهم يحتلونالم ـــساحة الأكبر من تفكيرنـــا
فنتوجع أكثر ..
وفي نهاية الم ـــطاف ..
لـــ أجلنا كانو م ــعنا يوماً ..ومن أجلنا شاركونا بسمتنا يوماً..
شاركونا بالخفاء..
وتحين ساعة ونعلم بصدق نواياهم وم ـــشاعرهم ..
هؤلاء هم كذلك
قبل وبعد الفقد
فلا نرتضي بــ أحبتنا مالا نرتضيه لــ ذاتنا ..
فــ أحبتنا وإن رحلو ..
وجعهم من وجعنا..
فــ نمنح أنفسنا الأمان من بعدهم ..
ولــ أجلهم .. فقط
إن امتلأت أعيننا الدم ــوع وظهر الأسى بفقدهم ..
فــ حينها لنمسح بمناديل كفنا وإن ربت كفينا ..
فنأخذ أيديهم ونضمها لصدورنا حينها
سنشعر بــ أننا وإن فقدناهم
روحهم مازالت قريبة ..
م ـــخرج ..
إلهي ..
إلهي
إلهي
إن كانت قلوب عبادك ..
التي أعطيتنا إياها ..لم تستوعب الفقد !
ولم تتقبله ..
فلتسلبها م ـــوهبة الشعور ..
والعطاء ..
والحلم ..
و‘ن كان لابد من ذلك ..
فــ إجعلنا نختصر حياتنا بسرعة دون الشعور بالفقد