الغَوص فِي أعماق النَّفس البَشَرِيَّة وَالنَّبش فِي أودَاجِهَا ( المَاضِيَة )
وَالكَشف عَن مَكنُونَاتِهَا كُل تِلك الأمُور كَافِيَة لأن تَفتَح جِرَاح عَمِيقَة ..
وَغَزِيرَة كَادَت أن تَألتَئِمُ ..
وَالأكثَر من ذَلك كُلّه .. أنَّهَا تُصِيب العِلاقَات الإنْسَانِيَّة بـ ( التَّسَمُّم )
وَإَذَا قُلنَا أنَّ المُصَاب بَالتَّسَمُّم .. يُشْفَى بَعد أن تُغسَل ( مِعدَتُه ) ..
فَكَيْف بِالله عَلَيك لِتِلك القلُوب الحَائِرَة أن تُشْفَى بَعدَ أن نَنْبُش وَنَحفُر بِهَا
وَنَبْحَث فِي ( مَاضِيْهَا ) الأسٍْوَد الَّذِي لَم تُصَدِّق نَفسُهَا عَلَى نِسْيَانه؟
أنت أخِي ( المَمْدُوح ) بِصِفَتُكَ مُحِبَّاً للخَيْر ..
وَسَاعِيَاً إلَيهِ تُقَدِّر المَشَاعِر الإنْسَانِيَّة الشَّفَّافَة .. ولَو كَانَ الأمر بِيَدُكَ ..
لَرَبَّمَا نَصَبْت نَفسُكَ بِالبَلْسَم الشَّافِي لِكُل إنْسَان خُدِشَت مَشَاعرِه وَأحَاسِيسُه
نَعَم مُشكِلَتنَا نَحنُ كَعَرَب أنّه يُوجَد فِينَا فِئَة دِعنِي أصِفْهَا بـ ( الإنْحِطَاط )
وعَلُّنِي أجَدْتُ فِي هَذَا الوَصْف ..
مُشكِلَتْنَا أنَّ هَذِهِ الفِئَة من البَشَر تَستَمتِع أيْمَا إستِمتَاع حِيْنَمَا تَكتَشِف زَلَّة
أوفضِيحَة عَلَى نَفَرُ ُمن النَّاس .. إذ تَجِدهُم يَبدَأون بِالهَمْز وَاللَّمز ..
عَلَى هَذَا الإنْسَان أو النَّظَر إلَيهِ بِنَظرَة .. مَصحُوبَة بِإبتِسَامَة كُلَّهَا خُبْث ..
وَلِسَان حَالهُم يَقُول ( طِحنَا عَلَى سِرِّك ) !!
أو أنَّهُم وهَذَا يَحدُث فِي كَثِير من الأحيَان .. يَبدَأون فِي إستِغلال وَضعه
فِي إجبَارِه عَلَى أشيَاء لايُرِيدُهَا وَبِالتَّالِي تَهدِيده بِفَضح أمره ..
مُتَنَاسِيين وَمُتَجَاهلِيْن بِأنَّ من سَتَر عَلَى مُسلِمَاً سَتَرَ اللهُ عَلَيهِ يَوم القِيَامَة
وَيَحدُث هَذَا فِي أوسَاط ( النِّت ) حَيثُ نَجِد الكَثِير من الشََّبَاب يُهدِّد الفَتَاة
بِالتَّشهِير بِصِوَرهَا عَبر الشَّبَكَة العَنكَبُوتِيَّة ..
فِي حَال رَفضِهَا الإذعَان لِطَالَبَاتُه .. وَتَحْقِيق مَآربه وَنِوَايَاه السَّودَاوِيَّة ..
فِي الخِلوَة مَعَه .. وَمُرَاودَتهَا عَن نَفسُه .. فَأي مُجتَمَع إسلامِي هَذَا ..
الَّذِي رُبِّيْنَا فِيه؟
وَالعَكس صَحِيح .. تَجِد إحدَاهِن تَبتَز شَاب فِي أموَاله .. فَإمَّا أن يَدفَع لَهَا
أو أنَّهَا سَتفضَح أمرِه أمَام زِيجَته وَأبنَاءُه وَتُحِيل لِيَالِيه الدَّافِئَة إلَى غَابَة
من الجَحِيْم الَّذِي لايُطَاق
يَعنِي الإنْسَان حِينَمَا يُسجَن أو يَتَعَرَّض لِسَقطَة من سَقطَات الزمَن المَرِيْر ..
لايَعنِي هَذَا بِأي حَال من الأحوَال نِهَايَة المَطَاف ..
أو إنَّ الدُّنيَا إنطَبَقَت عَلَى نَفسهَا .. أو أنه لَم يَعُد هُنَاكَ أمَل للعَيش فِيهَا ..
وَالإستِمتَاعُ بِهَا كَمَا أرَادَهَا اللهُ لَنَا ؟
فَتِّش وَإن شِئْت فِي أورَاق الزَّمَن .. قَلِّب وَإن أرَدت فِي شؤون العَوَائِل ..
عُد وَأن نَوَيت إلَى المَاضِ القَرِيْب سِوَاء لَدَى العَوَائِل الخَلِيجِيَّة أوالعَرَبِيَّة
فَمَاذَا سَوفَ تَجِد؟
سِلسِلَة من أربَاب السَّوَابِق وَالجَرَائِم المُخزِيَّة وَلَكِن حَسْبِي أنَّ هَؤلاء النَّاس
تَابُوا تَوبَة صَدُوقَة وَعَادُوا إلَى رُشدهُم وَمَسَكُوا جَادَّة الطَّرِيق الصَّحِيْح ..
وَالقَوِيْم فَأضحَوا إحدَى اللبَنَات الَّتِي تَخدُم المُجتَمَع وَالوَطَن وَيُشَار إلَيهُم ..
بِالبُنَان وَتُضرَب بِهُم الأمثَال فَهَل نَسقُطهُم من حِسَابَاتُنَا لِيَعُوْدُوا لِمَاضِيْهُم
وَنُهَمِّش دَورهُم فِي الحَيَاة وَنِعتَبِرهُم لاشَيء ..
بَيْنَمَا فِي أيْدِيهُم أن يَكُونُوا كُل شَيء؟
كَم من فَتَاة دَخَلَت الحَبس وكَم من شَاب أدمَن المُخَدّرَات وَلَكِن وَبِفَضل الله
وَلَهُ الحَمد وَالمِنَّة .. نَجِد وجوههم تَشِعُّ من النُّور من زَود إيمَانهُم بِالله ..
وَتَقَرِّبهُم إلَيه فَهَل (نُعَايِرهُم) لأتفَه مَوقِف يَحصُل بَينُنَا وَبَينهُم كَمَا حَدَثَ
مَعَ أخِيْنَا سَالِف الذِّكر أسوَد الوَجه قَبِيْحُ المَظهَر ..
يَالله أحيَانَاً تَجِد إخوَة أشِقَّاء من أب وَأم .. تَجِد أحَدهُم يَقُول للآخَر مَابَقِيَ
ألاّ خِرِّيْج سجُون يَتَهَجَّم عَلَي أويُنَاقِشنِي وَهُم أشِقَّاء ..
يَقُول ذَلك لِسَبَب تَافِه لِلغَايَة .. عِلمَاً بِأن هَذَا الشَّقِيق قَد تَاب الله عَلَيْه ..
وَتَجده أفضَل حَالاً وَسَلُوكَاً مِمَن ( يُعَايرِه ) !!
أعتقِد ومن منظُور شَخصِي نَحنُ بِحَاجَة لِتَثقِيف أنفُسنَا للتَّعَامِل مَعَ الحَيَاة
ومعَ هَذِهِ الفِئَة من الشعُوب الَّتِي لاتُحِسُّ وَلاتَشعُر بِمَاتَنطِق بِهِ وَمَاتُسَبِّبه
من آلام وَأوجَاع لِهَؤلاء ( المَسَاجِين ) التَّائبِين أو التَّائِبُون ..
لا أعلَم أيّهُمَا صَح من النَّاحيَة ( الإملائِيَّة ) .. وِيَبدُو أنَّ هَذَا أكبَر دَلِيْل ..
عَلَى أنَّ العُمْر قَد تَقَادَم بِي وَالله المِستَعَان!!
/
/
/
إنتـَــر
ما يشدني لهذا ( المنتدى ) ..
انه يذكرني بك ..
بأجمل لحظات عمري ..
ما يجذبني لـ ( قصره العام ) ..
انه جُزء منك ..
فيه أنفاسك ..
ولمساتك ..
ما يستوقفني عند ( هَمسَات البَوح ) ..
انها مرتبطة بك ..
بكل احراجاتها الجميلة ..
امَّا ما يذكرني بتلك الأيام ..
انها مقرونة بك ..
لا تكتمل بدونك ..
وما يربطني بتلك الأوقات ..
انها تعني السعادة ..
بكل لحظة فيها ..
وإن أردت تعرف ..
ما يعجبني في ( رَسَائلك ) ..
انك انت من كتبها ..
وفيها عِطر أناملك ..
انت من يعطيها معان جميلة ..
نعم ..
أنت من يسقي دِفء بوحها ،،،
.