الجزءالرابع
تجاوزت الطفلة خالد و وقفت بينه و بين الغريب فكان العجبما رآه خالد...
++++++++++++++++++++
رأى الطفلة واقفة بينه و بينالغريب...
أستطاع أن يرى وجهها و هو يزداد صلابة و غموضاً...
وقفت الطفلةبرهة...
أطرقت برأسها إلى الأرض و الغريب ثابت لا يتحرك...
رفعت رأسهابهدوء و هي تنظر إلى النجوم...
أشارت للكائن الغريب بأصبعها و هي ترسم علامةدائرة في الهواء...
مع أشارتها تموج الغريب قبل أن يبدأ شكله في التحول الى مايشبه الكلب لكنه بدا برأسين...
أشارت بيدها مرة أخرى فتكور الغريب على نفسه وبرزت على ظهره ثلاثة أقدام مسطحة...
عادت الطفلة تشير بيدها عِدة مرات و هي تطلقزمجرة خافتة...
استوى الغريب واقفاً على قدميه إلا أن الجزء الأعلى من جسدهكان مطموس الشكل هلامي الحركة...
تراجعت الطفلة إلى الخلف فتجاوزت خالد ليصبح منجديد بينها و بين الكائن الغريب...
أستطاع خالد و ببقايا عقله المحطم أن يفكر فيالهرب فها هي الطفلة تعجز!!! وقد تصبح هي الضعيفة بلا شك!!!
زحف خالد محاولاًالهرب...
وما أن أدار إلى الخلف حتى اصطدم بوجه الطفلة أحمر قاني بعينين تومضانبشدة و كل غموض الأرض على محياها
عاد خالد ليسقط مكانه بينما بدأ الغريب يقتربمن الطفلة رويداً رويدا...
ضربت الفتاة بقدمها الأرض فاهتز الكائن الغريب و تمددعلى الأرض ويصبح كحيةٍ جرداء على جوانبها ما يشبه الأجنحة...
بدا الكائن الغريبعاجزاً عن إتقان أي شكل يتحول إليه...
وما هي إلا برهة حتى برز للكائن الغريبرأس أسود كبير...
بدأ الرأس يكبر و يتعاظم حتى أصبح أكبر من الجسد...
أقتربالكائن من الطفلة فرفعت يدها و هوت بها على ذلك الرأس لتطوح الكائن بعيداً بقوةٍ لاتصدر عن أعتاء الرجال...
تدحرج الكائن و هو يطلق خواراً هائلاً و يغرس رأسه فيالأرض قبل أن يبدأ بالتلاشي و الذوبان...
على صوت خوار الكائن العالي رأى خالدأبواب منازل القرية تُفتح و النوافذ تُشَرَّع...
من هذا المشهد, أنخرط خالد فيبكاء مرير وكأنه طفل...
سلوته الوحيدة أنه كان يتمتم بآياتٍ كانيحفظها...
التفتت الطفلة إلى خالد ...
تقدمت باتجاهه...
أمسكتبرأسه...
قربت وجهها منه...
همست في أذنه بصوتٍ طفولي عذب: لا تخف, لن يؤذيكبعد الآن!!!
و كانت هذه أول مرة يسمع فيها خالد صوت الطفلة و هي تتكلم...
فيهذه الأثناء رأى خالد أشباحاً تعبر الأبواب و النوافذ...
رأى رهطاً منهم يتحركفي الظلام باتجاهه...
منهم من يمشي على قدمين و منهم من يزحف زحفاً...
و منهمأيضاً من يبدو أنه يطير...
اغتم خالد لهذا الأمر كثيراً...
لم تعد كلمة "رعب" تصف ما يشعر به...
تمنى أن يتوقف قلبه عن النبض علَّه يرتاح...
تمنى أن يشرققرص الشمس و يزيح هذا الظلام...
و بيأس الغريق الذي فقد الأمل في النجاةبكى...
اتسعت عيناه هلعاً وهو ينظر إلى الطفلة تسقط علىركبتيها...
نعم!!!
لو استطاعت الطفلة على ذلك الكائن الغريب فلن تقوى علىالمجموعة القادمة...
بدأ عددهم يزداد و هم يتقدمون باتجاهه...
لسان حالهيقول: كم شيطاناً منهم سيتلبسه؟!!
حين وصلوا إلى حيث استطاع خالد أن يتبينأشكالهم شرع في قراءة آية الكرسي بصوت عالٍ...
وقفوا أمامه برهة, يتقدمهم شيخ مهيب كامل الخلقة بلحيةٍ بيضاء...
في الأمر شيء واحد غريب جعل خالد يتأكد بأنالشيخ أيضاً من الجن!!!
كانت قدما الشيخ حافيتان والأغرب من ذلك أنهما لاتلامسان الأرض...
قامت الطفلة من جلستها و تعلقت بيد الشيخ و هي تشير إلىخالد...
أنقطع صوت خالد و أصبح يقرأ آية الكرسي همساً...
تبسم الشيخ في وجهالطفلة و تقدم من خالد...
انحنى الشيخ و سأل خالد بصوتٍ غليظ: ماذا تقرأ و علىمن؟!!!
أبتلع خالد لعابه و هو يفكر: لماذا لا تردعهم حتى آية الكرسي؟!!
لمن سيلجأ بعد الله و بمن يحتمي؟!!
ماذا سيكون مصيره الآن و قد عجز عن دفعهم عنه؟!!
هل فعلاً لا تردعهم آية الكرسي؟ و لماذا؟
هذا وأكثر سنعرفه في الجزء القادم...