لاحول ولا قوة الا بالله
من اللازم أن نعرِّف الجهل كما عرَّفنا العلم فنقول: مادام أنَّ العلم هو حضور صورة الشيء في الذهن فالجهل هو:
"عدم حضور صورة الشيء في الذهن"
سواء علم الجاهلُ بعدم وجود تلك الصورة في ذهنه أو لم يعلم أصلاً، كخالي الذهن الذي لا يتمكَّن من معرفة مجهولاته، رغم أنَّه يعترف بجهله. وعلى تقدير معرفته لمجهولاته، يمكنه أن يميِّز بينها فيقول أجهل بكذا، وكذا وو... وعند الدقَّة والتأمُّل نلاحظ أنَّ العلم بتلك الصور غير المطابقة للواقع الخارجي، هو الذي جعله يميِّز المجهولات بعضها عن بعض، ومن هنا يُعرف أنَّه لا تمايز للأعدام أصلاً من حيث أنَّها أعدام، بل التمايز يقع بين الحِصص الموجودة في الذهن المميِّزة لتلك الأَعدام