السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :
أهلا بك أخي الفارس وحياك الله تعالى أنت وأسئلتك .. ولم نضع هذا الموضوع إلا لتعم الفائدة وأنت ممن تسبب في نشر هذه الفوائد نسأل الله الإخلاص في القول والعمل .
أخي العزيز أعانك الله في غربتك .
ويسر أمرك.
بالنسبة لسؤالك أخي الكريم عن ماذا يحل مكان صلاة التراويح ؟
أولاً أخي العزيز صلاة التراويح مالمقصود بها ؟
دعني أجيب على هذا السؤال / إن حضور صلاة التراويح في جماعة مقصد شرعي وخير من صلاتها فرادى, فقد صلاها النبي صلى الله عليه وسلم بأصحابه ثلاث ليال ثم ترك خشية أن تفرض كما روى ذلك البخاري )، وتركه الصلاة معللاً بخشية أن تفرض ولكن بقي استحباب الاجتماع بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم لزوال العلة, وبدليل السنة القولية, فقد قال صلى الله عليه وسلم( من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة) بعد ذلك ظل الناس يصلون أفرادا وأحزابا ، حتى وقت عمر بن الخطاب رضي الله عنهم فقد جمعهم خلف إمام واحد في رمضان ، وعمل الناس بهذا إلى يومنا الحاضر .
فالمقصود أن صلاة التروايح من السنن الثابتة . وصلاتها جماعة تعين على أدائها ، ويدل على أهميتها فعل الرسول لها وحرص الصحابة عليها ولأهميتها خشي الرسول الله عليه وسلم أن تفرض على أمته فيشق عليهم .
وأحب أن أنبه إلى شيء وهو أن صلاة التروايح في رمضان هي قيام الليل
وقيام الليل من أفضل الأعمال ، ومن صلى في بيته وقام الليل وخاصة في الثلث الأخير كان من أفضل الطاعات ..
قال ثابت البناني رحمه الله (ما شئ أجده في قلبي ألذّ عندي من قيام الليل ) وقال سفيان رحمه الله ( إذا جاء الليل فرحت وإذا جاء النهار حزنت)
وقال أبو سليمان الداراني رحمه الله (لأهل الطاعة بليلهم ألذ من أهل اللهو بلهوهم ولولا الليل ما أحببت البقاء في الدنيا ))
والأفضل في صلاة الليل الثلث الأخير لأنه وقت نزول الرب جل وعلا ، والحديث في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .
وحديث عمر أنه جمع الناس هذا نصه
فقد روى البخاري عن بن شهاب عن عروة بن الزبير عن عبد الرحمن بن عبد القاري أنه قال ثم خرجت مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليلة في رمضان إلى المسجد فإذا الناس أوزاع متفرقون يصلي الرجل فيصلي بصلاته الرهط, فقال عمر إني أرى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد لكان أمثل ثم عزم فجمعهم على أبي بن كعب ثم خرجت معه ليلة أخرى والناس بصلاة قارئهم قال عمر نعم البدعة هذه والتي ينامون عنها أفضل من التي يقومون يريد آخر الليل وكان الناس يقومون أوله
وقد فعل عمر ذلك ليتحقق الصف الواحد وتتقارب أجسادهم لتلتحم قلوبهم وهو مفهوم (قوله صلى الله عليه وسلم لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم – البخاري ومسلم-,
ولاشك أخي الفارس أن صلاة التراويح في جماعة أفضل من فعلها في البيت فرادى وهو مذهب الجمهور .
لكن إن لم يتسير لك جماعة فلا تترك هذا الفضل العظيم وافعلها في البيت
أو ابحث عن زملاء لك وصلوا جماعة .
المهم لا تترك هذا الفضل يفوت .
ومن لم يشمر ساعديه في هذا الشهر فمتى يشمر ؟
ومن لم يغفر له في هذا الشهر فمتى يغفر له ؟
وعليك أخي العزيز بالاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم
وصل التراويح إحدى عشرة ركعة الركعة الأخيرة تكون هي الوتر وتدعو بها بما تشاء ولاتنسانا من صالح دعائك ..
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما ياعليم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته